إدمان العيش بلا دولة ..
الاحد 10 ديسمبر 2023 - الساعة 01:16 صباحاً
محمد عبدالرقيب نعمان
مقالات للكاتب
في اليمن .. المشكلة إقتصادية وحلها سياسي ؛ ومفاتيح الحل قيادة وإرادة وإدارة .. ومادون ذلك تفاصيل .
والوفاء بتنفيذ هذه الحلول ولو بجزء منها يعد ضِرب من المستحيل في حالة إستمرار وضع العراقيل في طريق إستكمال الحل السياسي ؛ بإستخدام القوة المسلحة تارة وأخرى باللعب بالورقة الإقتصادية ؛ من أجل فرض الأمر_الواقع_سلطة وفقاً لأجندات سياسية تخالف التوافق ومغايرة لمفهوم الدولة وشكلها ونظامها السياسي ..
ومن المعلوم أن أسباب الحرب_أي حرب كانت_ هي ثلاثة أسباب أولها سبب إقتصادي ؛ لذلك فإن أساطيل وبوارج جيوش الدول الكبرى ؛ تجوب البحار حول العالم ليس للنزهة بل لحماية إقتصاد بلدانها وتحقيق مصالحها حول العالم .
واليمن بطبيعته مركز إقتصادي هام جداً لكل الإقتصاديات الدولية والإقليمية ؛ وهي العمق الإستراتيجي للسعودية والخليج ؛ إضافة إلى أنها سوق إستهلاكية مفتوحة لكل ماتنتجه مصانع العالم ؛ وللمنتجات السعودية على وجه الخصوص .
ولهذه الأسباب وغيرها فُرضت الوصاية على اليمن ؛ وتم تشويه العملية السياسية في اليمن ؛ فتعثرت وعجزت وأنكفأت ووصلت لمرحلة الإدمان ... فأدمنت اليمن العيش بلا دولة .!
إن وجود دولة حقيقية في اليمن سيكفل حقوق المواطن اليمني ويحقق المصالح المشتركة بين اليمن وبقية دول العالم ..
إلا أن مروجي الإدمان على العيش بلا دولة بإمتدادتهم غارقون في مستنقع التبعية ولايؤمنون بالمشروع الوطني الجامع ؛ ويعرقلون أي خطوة بإتجاه إقامة الدولة ؛ لأن وجود دولة في اليمن معناه القضاء على مصالحهم الأحادية ومشاريعهم الضيقة ؛ كما أن الدولة في عقيدتهم كفر والوطن خرافة وكومة من تراب متعفن ..
ولذا يطلقون أذرعهم الاخطبوطية الإنتهازية في كل إتجاه "ذراع مع الشرعية/ ذراع ضد الشرعية/ ذراع يتلاعب بالاقتصاد الوطني/وذراع ثوري يندد بالتلاعب / ذراع ينفي /ذراع يؤكد" وهكذا .. تجدهم بمختلف أشكالهم يتخادمون لرفض التغيير ؛ ويخلطون الأوراق لعرقلة كل خطوة نحو المستقبل ؛ ولايعملون إلا وفقاً لمشاريعهم الأنانية وتحقيق مصالحهم الذاتية التي لاتعيش الإ في بيئة أدمنت الحياة بلا دولة ..