سذاجة المقارنين بين موقف حكومة صنعاء الحوثية والمصرية في حرب الإحتلال على غزة
الاحد 10 ديسمبر 2023 - الساعة 11:12 مساءً
عبدالله فرحان
مقالات للكاتب
كثيرا ما نجد بعض النشطاء ورواد شبكة التواصل الاجتماعي يذهبون في كتاباتهم الى عقد مقارنات بين السلطات المصرية وسلطات جماعة الحوثي من حيث اطلاق التهديدات او اطلاق هجمات ضد اهداف اسرائيلية واصفين المواقف الحوثية بالعروبية الشجاعة ومتهمين مصر بالخذلان والجبن ..
طبعا هذه المقارنات تعد قمة في السخافة وافراط في الغباء والجهل كون المقارنات بين مصر كدولة لها ثقلها الكبير في المنطقة وواقعه على خطوط التماس مع اسرائيل ولها اتفاقيات دولية وعليها التزامات كبيرة تجاه شعبها وتجاه امن المنطقة ككل ..
كما أن مقارنتها بسلطات صنعاء الحوثية التي تمثل جماعة مليشاوية مشرده في الجبال والتي لا تعدو عن كونها جماعات تعيش سنوات حروب ولا يمكنها ان ترقى في حال من الاحوال الى مستوى دولة لها وعليها التزامات..
كون سلطات صنعاء الحوثية ليست سوى مليشيا سبق لها ان اعتادت على تلقي الضربات الجوية والصاروخية طيلة 7 سنوات ولم يعد لديها شيئ تخشى ان تخسره ..
اضافة الى كون اليمن ككل واقعه في جغرافيا بعيدة عن اسرائيل وبعيدة عن خطوط التماس ولم تكن ملتزمة باية اتفاقات او معاهدات سابقة ..
كما ان التهديدات او الهجمات الحوثية المزعوم تنفيذها ضد اهداف يشتبه بانها اسرائيلية لا تتجاوز سقف عملي في المعركة اكثر من مستوى سقف الفقاعات الاعلامية فقط .
وحتى ان مستوى تأثيرها على اسرائيل او لفرض ضغوطات لتوقيف الهجمات ضد غزة يكاد يكون تأثيرها صفر او كسور عشرية اقل من 1% في مستوى التأثير ولن يكون احتجاز سفينة او سفينتين عند مستوى الضغط على اسرائيل لتوقيف حربها على غزة ..
بينما وضع مصر مختلف تماما عن وضع اليمن وعن فقاعات التهديدات الحوثية، فعلى سبيل المثال فقط لو ان طلقت رصاصة واحده فقط انطلقت من بندقية جندي مصرية تجاه خطوط التماس فانها وبنفس اللحظة ستشعل حربا بل حروبا شاملة على مستوى المنطقة ككل وستتجاوز مسمى الحرب الاقليمية : المصرية الاسرائيلية الى حروب دولية وستكون نتائجها كارثية وكبيرة جدا على اكثر من 100 مليون مصري وعلى دول منطقة الشرق الاوسط ككل ..
فإعلان السلطات المصرية لاية تهديدات عسكرية هو إعلان للحرب وهي الحرب التي يقتضي الاعداد لها سنوات طويلة وتقتضي تحشيد لحلفاء اقليمين ودوليين وتقتضي رصد موازنات مالية ضخمه ..
كما انه ليس من السهل ان يخوض الجيش العربي المصري حربا وفق حسابات عاطفية نابعة من انفعالات اللحظة ..
واخيراً اود ان اوضح للأغبياء بان اقدام مصر على الحرب فان حربها لن تكون كحروبكم المختزلة بفقاعات طائرة مسيرة انفجرت في السماء او اطلاق صاروخ من مصنوع من الزنك تم تصنيعه في احدى الورش بمدينة ذمار قيل بانه انفجر في عرض البحر بالقرب من سفينة ولم يصيبها باية اضرار ..
بل ان اية عملية عسكرية مصرية ستختلف تماما عن كافة عملياتكم التي لا تتجاوز عملياتها الهجومية اكثر من صدى صوت فقط ودون تحقيق لإدنى اصابة في جندي او في منزل او حتى في سيارة او مركبة نقل صغيره .. !!.
فمصر بثقلها الدولي تدعم فلسطين وتدعم غزة بمواقف دبلوماسية وسياسية دولية وتدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة بغزة بعمل استخباراتي ولوجستي غير معلن وهو الدعم الاكثر تأثيرا بالف مرة من فقاعات البيانات العسكرية التي يطلقها يحيى سريع، كما ان مصر تدعم غزة ايضا بمعونات طبية وانسانية، وباختصار فلولا مصر لماتت غزة منذ سنوات سنوات .. !!
فلا تكثروا من السخافات لعقد مقارنات لفقاعات جماعات مليشاوية لا دولة لها ولا شيئ لها تخشى ان تخسره وبين مصر العظمى .. فهذه حروب دولية وليست اشتباكات في صرواح بمارب او مناوشات في مقبنة والحوبان ..
واذا كان هناك من ضغط عربي واسلامي فليكن من تركيا تلويحاً بالانسحاب من حلف الناتوا .. وليكن ايضا من قبل دول النفط وفي مقدمتها ايران والعراق ودول الخليج تهديدا لاوربا وامريكا لاجبار اسرائيل لوقف هجماتها... ان كنتم في السياسة تفقهون ...