عبدالملك الحوثي السلام لا يعنينا
الخميس 28 ديسمبر 2023 - الساعة 04:03 صباحاً
خالد سلمان
مقالات للكاتب
عبدالملك الحوثي يصدر توجيهات عسكرية لقياداته ومختلف ألويته، يدعوهم إلى التحشيد ورفع الجاهزية إستعداداً لجولة حرب، لإستعادة المناطق التي لم تسقط بيده شمالاً وهي محدودة ، ومن ثم التوجه بكامل الثقل العسكري جنوباً.
عبدالملك أعلن أن الحديث عن قرب السلام لا يعني جماعته ، وأن خارطة الطريق ليست في وارد التوقيع عليها.
نحن أمام وضع مزدوج : من جهة إشتراك الحوثي في مفاوضات متعددة الأطراف ، أنتجت خارطة الطريق المستوعبة لكل شروط ومطالب الحوثي ، ومن جهة ثانية يعلن رفضها بحثاً عن مزيد من تنازلات ، لم يبق شيئاً منها بمستطاع الجميع تقديمها ، سوى الإعلان الرسمي أن الحوثي حاكماً مطلقاً ومنفرداً لليمن ، وأن البقية ملحقة به كأدوات زينة، مع أن معطيات عدة تذهب بنا نحو هذا الإستنتاج.
نحن أمام إنعطافة حادة نحو الحرب ، على الرغم من الحديث عن التهدئة، والخروج من خفض التصعيد إلى وقف إطلاق نار شامل، وإنهاء كل تمظهرات الحرب، كجزء من خارطة الطريق.
ما أقدم عليه عبد الملك الحوثي من رفض إتفاق السلام، عبر توجيهاته لمستوياته العسكرية القيادية ، هو ليس إبتزازاً وحسب، بل يكشف مركّب الجماعة وبنيانها السياسي العقدي، وحقيقة جوهرها بأنها جماعة حرب، تستدعي الصراعات تتنفس وتتشرعن من خلالها ، وفي حال خفت وتيرة الصدامات الداخلية، إستدعت بمغامراتها الصاروخية الأجنبي ، بحثاً عن حرب لا تنتهي تبرر خطف المدن وإستمرار الحوثي حاكماً، والقفز على إستحقاقات الناس الواقعين تحت سيطرته.
مع توجيهات عبد الملك لشد العصب والنفير ، لا يبدو أن هناك سلاماً يحوم في فضاء بلاد تتأرجح دوماً بين الحرب والحرب.
*من صفحة الكاتب على منصة X