عبد الناصر حاضرا في جنوب افريقيا
الخميس 11 يناير 2024 - الساعة 10:09 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
قالوا لنا ونحن صغار "خير الاسماء ما عُبد وما حُمد" ولكن واقع الحال يكشف زيف هذه المقولة التراثية البائسة ، غزة تباد بشرا وحجرا ، سماء وارض ولم يتجرأ عبده اومحمد على الإدانة قولا أو تمتمة ، أن ما يقوم به الكيان الصهيووووني هو أعلى درجة من جرائم الحرب ضد الإنسانية ، هو عنصرية ،هو إبادة جماعية ، امام صمت العابدون والحامدون..
وظهر اسم لا نعرفه ولم نتعلمه ونحن صغار ، أنه سيريل رامافوزا رئيس جنوب افريقيا والذي يجر الإحتلال الإسرائيلي اليوم بكل شجاعة إلى محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، موقف عظيم شجع الكثير من الدول على الدعم والمساندة لهذا الموقف الإنساني والقانوني الشجاع ،تقرير تجاوز عدد صفحاته الثمانين صفحة مفصل ودقيق وموثق بالأدلة القاطعة يقول بوضوح أن هناك جرائم إبادة جماعية في غز..
غابت إنسانية الغرب واختفت شهامة العربان وحضرت إنسانية وشجاعة جنوب افريقيا ، لقد بلغ التحدي الجنوب افريقي بحضور وزير العدل رونالد لامولا الجلسة الأولى وقال بكل وضوح وصراحة وشجاعة امام محكمة العدل الدولية ( أن العنف والتدمير الحاصل في فلسطين لم يبدأ في ٧ أكتوبر بل الشعب الفلسطيني يعاني من هذا منذ العام 1948 ثم أضاف سوف نقدم كل الأدلة التي توضح أن ما قامت به اسرائيل هو إبادة جماعية واذى شامل ) .
أرى هذه اللحظة التاريخية أيقنت أن بذور جمال عبد الناصر مازالت تُزهر وستبقى تخضر وتُزهر وتعطي الثمار، وهج هذا الرجل لا يخفت ولا ينطفئ ، تلك هي عبقرية القائد الذي يقرأ التاريخ والجغرافيا بعناية ، عندما كان عبد الناصر يتحدث عن الدائرة الافريقية كان يدرك العمق الجغرافي والسياسي لافريقيا بالنسبة لمصر والعرب ، العام 1960كان هو عام التحرير في افريقيا ، هو عام مصر الناصرية ففيه تحررت 71 دولة أفريقية من الاستعمار وبدعم مصري لا حد له ولا مدى ، في زمن عبد الناصر كان هناك باتريس لومومبا في الكونغو ونكروما في غانا ومانديلا في جنوب افريقيا، وبن بله في الجزائر ، الكبير لا يعرف إلا الكبار.
اليوم تلاشى العرب وغاب المسلمون وحضر الأفارقة .. شكرا سيريل رامافوزا.. شكرا رونالد لامولا