بعد زج محسن بعشرات الآلاف من الشباب في محارق البقع

استقبال آلاف المجندين العائدين من الحد الجنوبي في معسكرات الإصلاح في مأرب وتعز

السبت 05 أكتوبر 2019 - الساعة 03:48 صباحاً
المصدر : الرصيف برس - خاص

 


بعد مرور أكثر من شهر على دعوة الشيخ حمود المخلافي قائد المقاومة الشعبية سابقاً بمحافظة تعز، استقبلت محافظتي مأرب وتعز آلاف المجندين العائدين من الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، والذين تم التنسيق معهم واستقبالهم بناءً على النداء الذي أطلقه الشيخ حمود المخلافي لأبناء إقليم الجند للعودة لتحرير محافظتهم.

 

وقال محيي الدين المخلافي، رئيس لجنة الاستقبال والتجهيز، لقناة بلقيس أمس، أنه تم استقبال نحو 2500 جندي، من أبناء تعز وإب العائدين من الحدود الجنوبية للسعودية، وتجهيزهم في معسكرات خاصة بمحافظة مأرب، فضلاً عن 2000 جندي آخرين بحسب المصادر، تم استقبالهم وتجهيزهم في معسكرات خاصة بهم بمحافظة تعز.

 

وأوضح المخلافي بأنه تم إعداد ملفات واستمارات رسمية لهؤلاء الأفراد لترقيمهم في إطار جيش الشرعية، كما تم تسليمهم مرتباتهم ومستحقاتهم المتوقفة وإعادة تأهيلهم لضمهم في ألوية عسكرية جديدة. وبثت قناة بلقيس صوراً لعشرات الجنود وهم يقومون باستعراض عسكري متواضع قيل أنها للأفراد الذين تم استقبالهم وتجهيزهم في محافظة مأرب.

 

وفي سؤال حول الجهة الداعمة لهذا التحرك، أوضح المخلافي أن هناك دعماً مقدماً من الشيخ حمود المخلافي لدعم وتجهيز هذه القوات وإعادة تنظيمها في ألوية عسكرية جديدة وبالتنسيق مع وزارة الدفاع اليمنية، مشيراً إلى أن عدداً من هؤلاء المقاتلين في الحد الجنوبي هم من منتسبي وزارة الدفاع اليمنية الذين ذهبوا إلى جبهات القتال في الحد الجنوبي بحثاً عن المرتبات أو لتوفير لقمة العيش.

 

المخلافي يدعو لبدء "الفعل الثوري المقاوم".

وكان الشيخ حمود المخلافي قد أعلن – بحسب خبر نشره موقع مأرب برس الإصلاحي  قبل شهر تقريباً – تدشين ما اسماها مرحلة “الفعل الوطني المقاوم” ضد "التحالف السعودي الإماراتي"، حد تعبير الموقع الذي قال بأن المخلافي "وجه المقاتلين من أبناء تعز وإب في الجبهات الحدودية إلى العودة إلى محافظة تعز لحمايتها من المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها”.

 

وأضاف الموقع بأن المخلافي قال في بيان نشره على صفحته بالفيس بوك إنه "تم الترتيب لما يلزم لاستقبال العائدين من أبناء “إقليم الجند” من جبهات الحد الجنوبي للسعودية"، مؤكداً “احتواءهم في صفوف الجيش والمقاومة”، ومعتبراً عودتهم من الحد الجنوبي “واجباً وطنياً مقدساً لا يقبل التنازع”.

 

وأثارت دعوة الشيخ حمود المخلافي ردوداً مختلفة وجدلاً واسعاً حول قانونية هذه الدعوة، خصوصاً وأن الشيخ حمود المخلافي لا يمتلك أي صفة رسمية في الحكومة الشرعية، وهو ما أثار ردود افعال متناقضة لعل أبرزها موقف حزبه، التجمع اليمني للإصلاح، في تعز، والذي أدان دعوة المخلافي وتبرأ منه في تصريحات رسمية، وذلك بحسب ما نشرته مواقع الحزب الإخبارية.

 

وتحت عنوان "الإصلاح يتبرأ من الشيخ حمود المخلافي ويحذر ويكشف الأسباب" نقل موقع مأرب برس التابع للإصلاح، تصريحاً لما قال أنه "مصدر مسؤول في التجمع اليمني للإصلاح بتعز، وصف فيه دعوة الشيخ حمود المخلافي بأنها لا تمثل حزب الإصلاح" معتبراً أن "الإصلاح والمملكة العربية السعودية في خندق واحد".

 

وعبر المصدر المسؤول في إصلاح تعز في تصريحاته عن "رفضه الإساءة للمملكة العربية السعودية ودورها من أي جهة أو شخص" مشدداً على رفضه "القاطع لأي عمل عسكري خارج سلطة الدولة التي هي المسؤول الحصري عن كامل المهام العسكرية" معتبراً أن "أي تحشيد لعمل عسكري خارج الجهاز الرسمي للقوات المسلحة يعد عملاً مليشاوياً مرفوضاً أياً كان من يدعو له" حد تعبير المصدر.

 

وكانت الناشطة السياسية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، قد دعت في وقت سابق حزب الإصلاح، إلى سحب المقاتلين اليمنيين في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، على الحدود الشمالية لمحافظة صعدة، وهي الدعوة التي أكدت المعلومات والاتهامات لنائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، وحزب الإصلاح، بإدارة عملية الاستقطاب والتفويج لآلاف الشباب من مختلف المناطق الجنوبية والوسطى للقتال في الحدود السعودية الجنوبية، ضمن معسكرات يديرها جهاديون من حلفاء اللواء علي محسن الأحمر، وهو ما تسبب بكوارث عسكرية راح ضحيتها آلاف الشباب في الأشهر الأخيرة.

 

وبحسب مراقبون، فإن التصريحات المستعجلة لقيادات الإصلاح والتي تبرأ فيها الحزب من الشيخ حمود المخلافي ودعوته لإعادة هؤلاء المقاتلين، وإعادة تجنيدهم في ألوية عسكرية جديدة في المحافظات التي يسيطر عليها حزب الإصلاح "تعز ومأرب" قد جاءت لتبرئة ساحة الحزب أمام السعودية، ونفي مسؤوليته عن هذه الدعوة وعن أي مخططات أو مؤامرات تستهدف مضاعفة قوة الحزب العسكرية، بعد نجاحة في ملشنة عدد من ألوية الجيش الوطني، فضلاً عن تبرئة نفسه أمام الداخل عن أي دور أو مسؤولية عن تحريض هذه القوات وتسهيل فرص عودتها إلى الداخل في ظل نفوذ قيادة الحزب وحليفه اللواء علي محسن الأحمر القوي ضمن هذه القوات.

 

ورأى المحلل والناشط السياسي عاصم الخليدي، أن تصريحات الحزب، تحمل في طياتها جملة من التناقضات، مشيراً إلى أن دعوة توكل كرمان لحزبها "الإصلاح" بإعادة القوات المرابطة في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية والتي تواجه مليشيات الحوثي، وهي الدعوة التي سبقت بها كرمان دعوة الشيخ حمود المخلافي بعدة أيام في إطار تحريضها ضد المملكة تؤكد مسؤولية الحزب عن الزج بعشرات الآلاف من الشباب اليمني في هذه المحارق في ظل تعتيم إعلامي ضخم، وبإدارة وتحكم من اللواء علي محسن الأحمر، وتنسيق داخلي مع قيادة حزب الإصلاح.

 

وأضاف الخليدي بأن دعوة المخلافي تحمل في طياتها الكثير من الأسئلة المحيرة، فتعبير الشيخ المخلافي الواثق عن قدرته على إيجاد الدعم والتمويل اللازم لاستقبال وإعداد وتجهيز هؤلاء الأفراد في معسكرات متخصصة وإدماجهم في جيش الحكومة الشرعية اليمنية، إنما يؤكد أن هذا العمل تم الترتيب له بعناية، في ظل سيطرة حزب الإصلاح على القرار السياسي والعسكري في الحكومة الشرعية، وهو ما يعني أن المخلافي قد أطلق نداءه لعودة هؤلاء الجنود بعد تنسيق مسبق مع حزب الإصلاح الذي نسق لإعادة هؤلاء الأفراد ولاستقبالهم وتجهيزهم واستصدار قرارات بألوية عسكرية جديدة لضمهم فيها.

وأستطرد الخليدي "وقد أكد المخلافي وجود هذه الترتيبات بقوله أن كل شيء تم الإعداد والترتيب له، بدءاً من الاستقبال والتجهيز في المعسكرات وعمليات الدمج، وهو ما يضع أسئلة كثيرة حول الهدف من هذه الخطوة، وهو ما أعلنت عنه كرمان والمخلافي في دعوتيهما بأنه يستهدف إضعاف السعودية والتحالف العربي بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن، والتي فجرت الخلاف المكتوم بين الحكومة الشرعية ودولة الإمارات".

 

وأردف الخليدي بأنه وفي ظل المعطيات التي تستبعد إمكانية أن تعتمد دولة قطر أو سلطنة عمان أو أي داعم إقليمي على شخص الشيخ حمود المخلافي في تنفيذ هذه المهمة، خصوصاً في ظل التحالف القوي بين دولة قطر وجماعة الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح اليمني على وجه الخصوص، فإن الأرجح أنه قد تم استخدام الشيخ حمود المخلافي كواجهة لإنابة حزب الإصلاح رسمياً في القيام بهذه المهمة، وهو ما يؤكده عدم قيام الشيخ حمود المخلافي باتخاذ أي خطوة ضد الإصلاح رداً على تصريحات قياداته وبيانه المتبرئ من قائد مقاومة تعز السابق، وثقته الكاملة باستيعاب هذه القوات ضمن ألوية الجيش العسكرية وتجهيزها للعودة إلى تعز.

 

وأوضح الخليدي أن السيناريو السابق يؤكد جلياً بأن هذه القوات ليست معنية بتحرير تعز كما أُعلن، وأضاف: "مع ثقتنا واحترامنا للشيخ حمود المخلافي، فإننا نفترض أنه قد لا يدرك – أي المخلافي – بأنه يتم استغلاله للمرة الثانية من قبل حزبه كواجهة لتجهيز هذه القوة ليلتهمها الحزب مرةً أخرى، ويعيد توجيهها في معاركه الداخلية لفرض سيطرته الميدانية في المناطق الخاضعة له، وربما التوسع لمناطق أخرى.

 

وأكد الخليدي، أن القيادات العسكرية الموالية للإصلاح في تعز أكدت مراراً وتكراراً وعلى مدار 5 أعوام، أن ما ينقصها لتحرير تعز ليس العنصر البشري، بل الدعم المالي لاستكمال عملية التحرير، مشيراً إلى أن هذه القيادات، ورغم حصولها على دعم بالمليارات في عملية تحرير جزئية صغيرة، لم تنجح في أداء مهامها، معتبراً أنها تعمدت ذلك لاختلاس هذا الدعم، والاستمرار في تظليل الداخل والخارج، لجمع أكبر قدر ممكن من الأموال والإمكانيات والتسليح، خلال فترة المراوحة السابقة للتسوية السياسية، والتي يتوقع أن يظهر فيها الإصلاح وقد شكل إمبراطورية عسكرية تحمل يافطة الحكومة الشرعية التي لا تملك فيها أي قدرة على التحكم أو قرار للتوجيه، وهو الهدف الذي يسعى الإصلاح لتحقيقه لأخذ حصة كبيرة من النفوذ والسيطرة ضمن التسوية السياسية القادمة مع الحوثي.

 

وأختتم الخليدي حديثه مستنكراً تناقض وأكاذيب حزب الإصلاح الذي زج بعشرات الآلاف من الشباب في معارك الموت على حدود محافظة صعدة، ثم دعا لعودتهم مجدداً متقمصاً دور البطل المتنكر تحت اسم الشيخ حمود المخلافي، مشيراً إلى أنه إذا لم يكن الإصلاح وحلفاؤه في الخارج وراء دعوة الشيخ حمود المخلافي هذه، فكيف استقبل الإصلاح هذه القوات في مأرب وتعز الخاضعتان لسيطرته الكاملة، والمعروفة للجميع في الداخل والخارج، ثم من المستهدف بهذه القوات، خصوصاً مع علمنا جميعاً بأن الإصلاح أوقف عملية تحرير تعز منذ عامين تقريباً، فيما حشوده منذ أشهر مرابطة في مدينة التربة بالشمايتين استعداداً للانقضاض على رفيق السلاح اللواء 35 مدرع، لبسط سيطرة الإصلاح الكاملة على تعز، واستكمال معاركه الداخلية ضد خصومه السياسيين في الداخل وفرض سيطرته بالقوة العسكرية الضخمة التي باتت في يديه.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس