عن الذكرى الثانية لتحرير حريب والعميد علي سالم العقيلي
الاثنين 29 يناير 2024 - الساعة 10:28 مساءً
"فقدان الذاكرة الشامل" مشكلة قد يصاب بها أي شخص، وعلى الرغم من أن حدوث مشكلة من هذا النوع لمرة أو مرتين أمر وارد لا يستدعي القلق، إلا أن النسيان المفرط أو غير المعتاد – من وجهة نظر علم النفس- قد يكون علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة. وقياسا على هذا، وبالأخذ بالاعتبار تناسيهم المتكرر لخطورة المرحلة إشكالية الواقع يمكن القول ان الوضع الذي وصل اليه البعض في مديرية حريب مؤخرا، يستدعي القلق.
في كل قضية وفي كل شاردة وواردة لا يتوانى عدد ممن يدفعهم الغيض ويقودهم الحقد لمهاجمة من لا يسير على هواهم، متناسين أن هناك نظام وقانون وأن الحرب التي تعيشها اليمن منذ تسع سنوات اندلعت لأن هناك من يعتقد نفسه فوق النظام والقانون. وهذا يدفعنا إلى طرح سؤالا مهما وهو: هل اصيب هؤلاء بفقدان ذاكرة شامل؟ أم انهم يتناسون متعمدين؟ أو انهم لا يختلفون عن أولئك السلاليين الذين يريدون كل شيء لهم ولجماعتهم لأنهم يعتقدون أنهم جنس أرقى من الآخرين؟
في الفترة الأخير اقاموا الدنيا بسبب قضية تقطع تفاعلت معها قيادة اللواء الأول في محور سبأ ممثلة بقائد اللواء الشيخ علي سالم العقيلي، الذي أمر بشكل فوري بالتحقيق في الواقعة والقاء القبض على الجناة، وتوعد بتسليمهم للجهات المختصة من أجل أن تأخذ العدالة مجراها، ومع ذلك لم يرى "فاقدوا الذاكرة" أن هذا التوجه شيء يفترض الابتهاج به وتوجه مسؤول يفترض دعمه، ذلك أنهم لا يؤمنون بالدولة وبالنظام والقانون.
الهجوم على الشيخ علي سالم العقيلي من قبل "فاقدوا الذواكر" أمر معيب وقائم على جهل وحقد أكثر من كونه دعوة للإنصاف، لأنها لو كانت كذلك فهذا دليل على أنهم لا يعرفون عمن يتحدثون. فللشيخ العقيلي سيرة وسمعة تسبقه. وطالما أن هذه الهجمة الإعلامية جاءت بالتزامن مع الذكرى الثانية لتحرير مديرية حريب، لكون من يقف خلفها من يؤمن بنفس أوهام جماعة الحوثي السلالية وإن كانت غايتهم الجماعة وليس النسب، ولأن الشيخ العقيلي كان له دور بارز في عملية التحرير، فدعونا نضع النقاط على الحروف.
*لحظة خالدة*
في مثل هذه الأيام قبل عامين كانت أعين أهالي محافظة مأرب كما كل الاحرار في اليمن تتجه صوب مديرية حريب التي كان ابناءها يحتفلون بتحريرها من ميلشيات الحوثي الإرهابية بعد أن قدموا مع قوات العمالقة تضحيات جسيمة، وكتبوا في جبالها وصحاريها وبدمائهم - جنبا إلى جنب- وقائع واحدة من أنبل ملاحم التاريخ الحديث لليمن. حينها وثقت عدسة الكاميرا ما تستحق أن تكون- لمن يعقلون! - "لحظة ايقونية خالدة" في تاريخ مديرية حريب ومحافظة مأرب وتاريخ نضال اليمنيين الطويل في سبيل دولة المواطنة المتساوية والعدالة.
أمام محكمة حريب الابتدائية وكتأكيد صريح ولا لبس فيه على النصر واستكمال تحرير المديرية من مليشيات الوهم السلالي وقف قادة الوية العمالقة يستقبلون عدد من رجال وشيوخ القبائل المنخرطين في التحرير كي يتصافحوا ويتبادلون التهاني، وليس الحدث لوحده - على أهميته- ما اعطى تلك اللحظة التاريخية رونقها وإنما مكان وقوعه. التقطت عدسة الكاميرا تلك اللحظة الايقونية ووثقتها للأبد في فيديو لا يصل طوله إلى دقيقة واحدة ولكنه يقول ما تعجز عن قوله كتب ومجلدات.
رمزية تلك اللحظة أوصلت للجميع رسالة واضحة بأن الحرب هي صراع بين من ينشدون الدولة والنظام والقانون والمواطنة المتساوية ومن يعتبرون أنفسهم اعلى من الدولة ومن القانون، ووقوف قيادة الوية العمالقة امام محكمة حريب الابتدائية واستقبال المقاومين للمصافحة كانت دليل على أننا أمام قوات عسكرية ليست تقليدية، وكانت الرسالة المطمئنة هنا أننا بالفعل نمتلك ما يساعدنا على بناء دولة يمنية حديثة بجيش قوي وقيادات واعية تقبل الجميع وتحترم سيادة القانون.
أحد أبرز الوجوه التي وقفت امام المحكمة في ذلك اليوم كان الشيخ علي سالم العقيلي، بزيه الشعبي وهيئته التي تحكي تفاصيل البطولات التي اشترك فيها وكيف وقف شامخا وهو يصافح ابطال العمالقة ، كان من الواضح أننا أمام قائد صاعد يتمتع بالكثير من الصفات التي تؤهله ليكون محل اجماع ورضى، وخاصة بالنسبة لمن يعرفه أو سمع عنه.
قاد الشيخ علي سالم العقيلي قواته مع قوات العمالقة الجنوبية التي خاضت معركة كسر عظم مع مليشيا الحوثي في جبهات متعددة جنوب مأرب وشمال شبوة، وحققت القوات التي قادها انتصارات ساحقة في معارك مركّزة ودقيقة دخلتها ضد المواقع المهمّة للمليشيا في تلك المناطق".
أتذكر حينها أنه بعد مرور أكثر من أسبوع من بدء معارك تحرير مديرية حريب مأرب، كان عددٌ من المتابعين والمحللين العسكريين يقولون إن عملية التحرير لم تمضي بنفس الوتيرة لكن سرعان ما حضرت الهدنة السياسية كما حصلت بجبهات الحديدة من اجل انفاذ مليشيات الحوثي الارهابية من الموت.
لكن بعد شهر واحد من عملية تحرير المديرية انكشف الكثير لمن يتابع ويحلل الوقائع، في فبراير من نفس العام تم الإعلان عن تشكيل محور سبأ، بقيادة ابو الحارث القبلي وقد كان تعيين الشيخ علي سالم العقيلي قائدا لـ اللواء الأول في المحور دليل على ما يتمتع به الرجل من حنكة وصفات قيادية، كما أنه جاء اعترافا بالدور الهام الذي لعبه في عملية التحرير.
*"حاكم العالم"*
الشيخ علي بن سالم العقيلي إنه بالفعل رجل من زمن فريد, من زمن الشخصيات الكبيرة التي يشعر معها المرء بالأصالة والقيم والمبادئ الإنسانية, إنه أخ وأب وصديق وقائد روحي لجميع قواته, إنه بالفعل شخصية يمنية عظيمة فريدة, ونادرة في الدولة والقبيلة
تجمعت صفات القيادة والرجولة و الشجاعة والحكمة والإباء والوطنية في شخصيته مما جعله نموذج مثالي للقائد الوطني المجاهد الذي يمكن الإعتماد عليه في المرحلة الحالية والقادمة من إستعادة للدولة إلى إعادة بنائها والمضي بها قدماً.
كما يتميز الشيخ علي بن سالم العقيلي بأنه شخصية داهية يحل اكبر القضايا المعقدة بالحكمة وبكل بساطة لانه يمتلك كاريزما قوية و بعد نظر و رأي صائب.
العميد العقيلي من أبناء محافظة شبوة مديرية عين ومن قبيلة آل عقيل التي أنجبت العديد من القادة والعسكريين والمناضليين والوطنيين وقدمت قوافل من الشهداء في سبيل الله والوطن وهو شيخ قبلي وقائد عسكري ومقاوم شجاع شارك وقاد عدد من المعارك ضد مليشيا الكهنوت الارهابية في مختلف جبهات الشرف وميادين القتال والتي كان أخرها معركة تحرير عسيلان وعين وبيحان وحريب التى سطر فيها أروع معاني التضحية والثبات والوطنية والحمية وأثبت من خلال هذه المعارك مدى كفاءته وبسالته وشجاعته و إستحقاقه للقيادة.
يتمتع العميد العقيلي بشخصية متزنة وإن أهم مايميز هذا القائد العظيم، أنه رجل لا يفرط بالثوابت الوطنية, وانه شخص استطاع أن يشق طريقه في مختلف الظروف السياسية، وأن يبحر ويتخطى الأمواج والعواصف, وقد تظل الكلمات التي تكتب نفسها عنه, حائرة وعاجزة عن أن تخوض بحر شجاعته, وتغوص أعماقه لتستخرج منه درة ثمينة يُلخص بها هذا الرجل بأقل وصف وأبلغ تعبير, وأصدق عبارة.
بخصوص قضية التقطع الأخيرة، يبذل الشيخ علي سالم العقيلي جهودا مستمرة من أجل حلها بحكمة وبمسؤولية القائد المحنك، لذا فإن من يقفون خلف الحملة الإعلامية التي تستهدفه مؤخرا لا يقومون بذلك حبا في العدالة ولكن غيرة من رجل لا يخضع لاملاءاتهم ومحاولة لذر الرماد في العيون علهم يجعلون الناس تفقد ذاكرتها أيضا وتنسى نضالات قوات العمالقة ومحور سبأ التي ماتزال تتصدى لمليشيات الحوثي الارهابية على اطرف المديرية بكل بسالة وعزم وتقدم الشهداء في سبيل الكرامة والعزة والمواطنة المتساوية والعدالة للجميع.
قيادات قوات العمالقة الجنوبية وقوات محور سبأ حريصة كل الحرص على امن واستقرار مديرية حريب ولا احد قادر ان ينكر أن هناك بعض القصور الامني نتيجة أن المنطقة ما تزال مستهدفة من قبل عصابات الحرب والاجرام التي تستغل تركز القوات العسكرية على الجبهات بدرجة رئيسية في ظل استمرار هجوم مليشيات الارهاب، ومع ذلك لدينا الكثير مما يجعلنا نثق بأن الأمور تتحسن باستمرار، فقد قال العميد العقيلي ان قوات المحور تتعلم باستمرار وتستفيد من كل التجارب والقضايا في تحديث استراتيجياتها وتحسين جاهزيتها للتعامل مع أكثر من تحدي.