تحييد الخطر الحوثي مصلحة إقليمية ودولية مثلما هي يمنية

الاحد 18 فبراير 2024 - الساعة 08:40 مساءً

 

تنفيذ الضربات الجوية، وملاحقة شحنات تهريب الأسلحة، وتصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية عالمية. عند هذه الخيارات تقتصر خطة الولايات المتحدة لمواجهة خطر ميليشيا الحوثي، حتى اللحظة.

 

تتعامل واشنطن مع الخطر، كحالة مؤقتة، وتحدد الخيارات على هذا النحو. تعد برفع التصنيف، فور توقف ميليشيا الحوثي عن استهداف الملاحة الدولية. وصنفت الجماعة منظمة عالمية، لا أجنبية، لتترك مجالاً للتفاوض بين الجانبين.

 

لا مشكلة بالنسبة لواشنطن في استمرار مرتزقة إيران بقتل اليمنيين، ونشر الإرهاب في كل قراهم، وحتى في السيطرة على اليمن.

 

وقبل تطورات المشهد في البحر الاحمر، كانت الولايات المتحدة أساساً تقف ضمنياً إلى جوار التوجه الحوثي، وتدفع بكل جهدٍ لترسيخ وجوده بحلول سياسية لبت تقريباً كافة رغباته، وجردت المعسكر الحكومي من معظم اوراقه.

 

عملياً، لم يفلح هذا التوجه في تقييد إرهاب ميليشيا الحوثي ولا حتى احتوائه. أثر هذه الخيارات ناقص ومحدود.

 

هو بحاجة إلى استراتيجية أوسع تأخذ في الاعتبار، دعماً عسكرياً واقتصادياً وسياسياً للمعسكر الحكومي يسنده في معركة تعيد رسم الخارطة العسكرية، وتحييد الإرهاب الحوثي بالكامل.

 

الولايات المتحدة ليست مستعدة لهذا الإسناد. الوسيط الامريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينج قال بنفسه قبل أيام، إن بلاده لا تفكر في تقديم دعم عسكري للحكومة في مواجهة ميليشيا الحوثي.

 

تترك واشنطن جانباً مسألة أن خطر إرهاب ميليشيا الحوثي قد يتعاظم أكثر حال ذهب المشهد في اليمن بصورته الحالية إلى حل سياسيٍ لا يحقق ابسط شروط الدولة، وهو ما سيكون بالطبع إن رضخت الحكومة ولم تقاوم كل الضغوط، وتكافح لأجل الدفاع عن الجمهورية وباقي الثوابت الوطنية.

 

تُطل المليشيا الحوثية وقبلها إيران على واحدة من أهم الممرات المائية في العالم. وقد تهدده في أي لحظة أرادت طهران، أو رأت أن ذلك ضرورة ملحة لاستراتيجيتها ودفع العالم لتلبية شروطها.

 

تُرسل طهران الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة تباعاً إلى ميليشيا الحوثي، حتى في ظل الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة. منذ بداية العام الجاري فقط، ضبطت البحرية الأمريكية شحنتي أسلحة محملتين بقطع صواريخ باليستية وطائرات مسيرة وهي في طريقها إلى ميليشيا الحوثي.

 

هي مركز فقط على تعزيز قدرات ميليشيا الحوثي عسكرياً وتدريبياً. رويترز ذكرت قبل أسابيع، أن خبراء من الحرس الثوري الإيراني وصلوا مؤخراً إلى صنعاء، وفي الأخيرة تملك طهران غرفة عمليات لقيادة المليشيا ذاتها، يديرها القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضا شهلائي.

 

لم تشكل طهران ميليشيا الحوثي كذراع تستخدمه ورقة مرحلية إنما ضمن استراتيجية واسعة تشمل التغلغل والوصول إلى باقي البلدان العربية، ونشر الإرهاب متى ما اقتضت الحاجة إلى ذلك في باب المندب والبحر الأحمر، ودول الجوار والإقليم. اليمن هي تعده في الأثناء كقاعدة للتنفيذ.

 

وعلى هذا الأساس تتعامل، وبالتالي، تعاظم الخطر الحوثي هو مؤكد. والحاجة إلى تحييد هذا الخطر مصلحة إقليمية ودولية مثلما هي يمنية.

 

وعدم إنهاء هذه المليشيا هو خطأ استراتيجي، وإن كان المجتمع الدولي قد سلم بسيطرة الأجير عبدالملك الحوثي وميليشياته على جزء من الأراضي اليمنية، فذاك خطأ أكثر فداحةً.

 

لن يشرب اليمني وحده، سيشرب معه العالم بالكامل. الحرب هي خيار مُكلف، لكنه ضروري، لليمني والإقليم والعالم، حتى لا تُرحل المشكلة إلى المستقبل، وتكون بتكلفة أكبر مما هي الآن.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس