الصراع الحوثي الأمريكي هل ينتقل إلى جيبوتي؟
الثلاثاء 27 فبراير 2024 - الساعة 01:00 صباحاً
محمد عبدالواحد المقطري
مقالات للكاتب
تتصدر شاشات الإعلام الاخبار المتداولة عن التصعيد الحوثي في البحر الأحمر من خلال استهداف الناقلات البحرية الأمريكية وأنباء عن الأضرار التي لحقت بالسفن البريطانية والأمريكية وتحليلات حول الخسائر الكبيرة التي لحقت بالقوات الأمريكية مقارنة حجم الخسائر بأدوات الحرب وكلفتها بين الطرفين، بالإضافة الى حجم الخسائر في حركة التجارة العالمية وكلفة الشحن البحرى والأضرار التي لحقت بالناقلات. فيما تتصدر الأخبار العاجلة عناوين بارزة عن استهداف الطائرات الأمريكية والبريطانية لفج عطان ومعسكري الصيانة والنهدين وأماكن متفرقة في العاصمة صنعاء وبشكل يومي تقريباً في مناطق متعددة في اليمن..
وتيرة الصراع الذي بدأ يضع الجانب الامريكي في مازق التخبط في الإدارة الأمريكية واتخاذ القرارت الخجولة وكأنها اضطرارية، كتصنيف الجماعة الحوثية بالإرهاببة العالمية، ودخول القرار حيز التنفيذ وسط تقليل الحوثيين من أهميته واللامبالاة به، كما أن هناك عدم امتلاك الجانب الامريكي وسائل عقابية اخرى يلوح بها مجدداً في وجه الحوثيين بعد تهديدهم بتحريك الجبهات مجدداً وعدم استحسان الأمر خليجيا.
فأمريكا التي سعت جاهدة للحصول على الدعم الأوروبي لحماية الملاحة البحرية وتحريك قوة فرنسية شاركت في التصدي لمسيرات حوثية فقط، وبدا عدم فاعلية تلك القوة شأنها شأن القوة الأمريكية الأعظم عالمياً بالإضافة الى القوة البريطانية.
خطاب زعيم الجماعه الحوثية الاخير بدا وكأنه يحمل في جعبته مفاجآت للأمريكان ، وكشفت عقبه الأحداث عن دخول الغواصات الصغيرة التي يتم التحكم بها عن بعد والمحملة بطوربيدات شديدة الإنفجار و كانت أحد تلك المفجآت كما يبدو.
لايقتصر الأمر على ذلك فالتحدى أكبر كما يبدو من تلوحيات الحوثين بان لديه الكثير مما يؤرق مضاجع الأمريكان ويضعهم في مواقف لا يحسدون عليها. وإذا كان الامريكان يقرون بان هناك أسلحة نوعية ( او مناسبة كما يسميها المتحدث الرسمي سريع ) يستخدمها الحوثيون وتستخدم لأول مرة في التاريخ ولا نعلم ما إذا كانت مضادات السفن تصميمها اوم لها استخدامات أخرى ولكن تم استخدامها لضرب السفن أم أنها هي كذلك ولكنها كانت مفاجئة .
التهديدات الجديدة..
اذا كانت الغواصات المسيرة هي أول المفاجآت للأمريكان، ولدى الجماعة مزيد من التهديدات والتصعيد كما تم التلويح مراراً حول استهداف كابلات الإنترنت في البحر الاحمر وإغلاق مضيق باب المندب تماماً أمام الملاحة الدولية،
فاليوم هناك تلويح آخر أيضاً باستهداف القاعدة الامريكية في في جيبوتي وقوام التواجد العسكري فيها 4500 جندي و هي الهدف التالي في التحليلات الأمر الذي يجعل الحوثيين يشكلون تهديداً نوعياً.
الدراسات العسكرية التي تهتم كثيراً لطبيعة الصراع تؤكد أن المسافة بين باب المندب وبين القاعدة الامريكية تقدر بحوالي 120 كليومتر بحرى، بينما تبعد القاعدة الصينية عن القاعدة الامريكية عشرة كيلو متر فقط.
بالإضافة إلى الى قاعدة يابانية و قاعدة فرنسية قوامها 1500 فرد وقاعدة بريطانية و جميع تلك القواعد محاذية للبحر.
يؤكد الحوثيون بأنهم يمتلكون صواريخ مداها 2000 كيلو متر تعمل بالوقود السائل بغض النضر عن الصدق في القول أو المبالغة ولكن بمفهوم الحقيقة تظل المسافة قريبة جداا وماذا يعني التصريحات بذلك،،،ولماذا الان
جدير بالإشارة ووفقاً لمصادر سكاي نيوز عربية فإن جيبوتي أرض الجواسيس بجدارة كما كانت أوسلو سابقاً والمغرب قبلها لتواجد القواعد العسكرية المتعددة بالإضافة إلى أن الصراع الإستخباراتي محتدم بين الصين وأمريكا من جانب والصين وباقي الدول من جانب آخر في جيبوتي التي تتواجد فيها تلك القواعد بهدف حماية الملاحة والإرهاب والقرصنة.
الأسطول الصيني الرابض حديثاً في خليج عدن يضيف قتامة للمشهد حول ما إذا كان الحوثي أيضاً أداة لتوظيف مهارته في تعزيز الصراع لأجل البحر الاحمر وشرق أفريقيا عالميا هذه المرة ولصالح الصين افتراضاً أو كجزئية من الإفتراض.
ما هي العواقب المترتبة على ضرب الحوثي للقاعدة الامريكية في جيبوتي؟ سيضع الحوثي كافة القواعد في خندق واحد, فما هي النتائج المختلفة في ردة الفعل؟ إذا لم يكن لدى الحوثي ما لايخشى عليه من تصعيد التحدي ونقل الصراع إلى جيبوتي أو تأجيج الصراع الصيني الأمريكي في البحرين العربي والأحمر، فما هي كلفة تلك الصراعات أو المخاطر المترتبة على هكذا عمل على اليمنين ؟ وأين يكمن الدور الحكومي الذي يسعى لاستثمار الصراع الامريكي الحوثي في إعادة مربع الصراعات الى الواجهة؟ من جانبها أصبحت دول الجوار تغض الطرف عن الفكرة لعدم رغبتها في أي صراعات جديدة مع الحوثي إما استناداً الى عدم الوثوق بأمريكا مجدداً او لصلابة الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين التي يبدو وكأنها ستجني ثمار هذا الإتفاق عبر التخادم الإيراني الحوثي لأجل النمكين في البحر الاحمر وحماية نفوذها واستثماراتها في المنطقة العربية بشكل خاص