كيف تم التخطيط للتخلص من صالح ؟
السبت 09 ديسمبر 2017 - الساعة 11:04 مساءً
أحمد حميد الشامي
مقالات للكاتب
التخلص من صالح لم يكون حدث عشوائي أو بسبب خلاف سياسي ..! بل كانت خطة ممنهجة قام بها كبار من القيادات البارزة لمليشيات الحوثي. قبل حوالي تسعة أشهر انعقد اجتماع بين قيادات بارزة والتي تتحكم بصناعة القرار داخل مليشيات الحوثي من بينهم عبدالله الرزامي وطه المتوكل ويحيى الشامي وكان بينهم أحد الخبراء العسكريين الإيرانيين المتواجد باليمن ، حيث تداولت ذلك بعض المواقع الإخبارية ، تم رسم خطة التخلص من صالح والبدء بتنفيذها .
التخلص من صالح ليس بالأمر السهل خصوص عند شخص يمتلك من الدهاء السياسي ويجيد اللعب بأوراق كثيره رجل يمتلك الخبره السياسية لثلاثة عقود من الزمن ، صالح الرجل الذي يصنع التحالفات من أجل تحقيق انتصار سياسي ولديه القدره في فكفكة التحالفات .
لم يكون أمام تلك القوى الكهنوتية إلا أن تقوم بأضعاف صالح عن طريق قص أجنحة صالح ، فقد نجح الحوثي في اختراق الحماية الرئاسية التابعة لصالح ، كما استطاع أن يؤثر على بعض المشائخ من خلال استغلال الحراسة الشخصية لبعض المشايخ ، وما حصل للشيخ مبخوت المشرقي احد مشايخ قبيلة حاشد والمقرب من صالح خير دليل ، فمن قام باعتقال الشيخ مبخوت هم الحراسة الشخصية التي استطاع مليشيات الحوثي أن تشتريهم ، وهناك مشايخ كثيرين من بينهم الشيخ ناجي جمعان أحد مشايخ قبيلة بني حارث ، حيث تم قتل اثنين من أولاده من قبل الحراسة الشخصية لهم وتم اختطاف الشيخ ناجي جمعان والذهب به إلى مكان مجهول ومتوقع بأن يتم تصفيته . كما تنص الخطه أيضا على تصفية طارق محمد عبدالله صالح والذي يعتبر اليد اليمين للرئيس السابق علي صالح والمسؤول عن حماية صالح ، فالتخلص من طارق كان الهدف الرئيس لنجاح الخطة ، تم اختراق معسكر الملصي الذي تم إنشائه مؤخرا والذي كان يقودة طارق ، بزراعة ضباط وأفراد تابعين لهذا المليشيات .
قبل حوالي شهر من الآن وتحديدا في بداية شهر نوفمبر أعلنها وبكل وضوح طه المتوكل خطيب جامعة الحشوش في إحدى الخطب بأن نهاية صالح قد اقتربت ، وتم تحديد ساعة الصفر ، ومن يعرف طه المتوكل سوف يعرف الدور الكبير الذي يقوم به .
أثناء تجهيز الاحتفال بالمولد النبوي حصلت هناك تصفيات على مستوى الجبهات الداخلية ، حيث قامت كتائب الموت بتصفية ضباط وأفراد من الحرس الجمهوري المتواجدين في الجبهات ، وتم التخلص من عدد كبير جدا من الضباط والأفراد المولين لصالح ، استطاعت مليشيات الحوثي أن تسيطر على الجبهات الدخلية بعد ما تم القضاء عليهم .
وفي مساء يوم الجمعة حصلت اشتباكات عنيف بين الحرس الجمهوري بقيادة طارق وبين مليشيات الحوثي ، لم تقاتل المليشيات في ذلك المساء ، بل أظهرت نفسها بأنها ضعيفة ولا تستطيع أن توجه الحرس الجمهوري ، فالانتصار التي حققها أنصار المؤتمر والحرس الجمهوري كان من ظمن الخطة التي اعدها ونفذها عبدالله الرزامي ، الغرض من هذا الخطة إظهار الضباط والأفراد الذين سوف يقاتلون بإخلاص ، ومعرفة المشائخ الذين سوف يقفون في صف صالح ، يوم كامل حتى اتضح كل شيئ لمليشيات الحوثي وأصبح الأوراق مكشوفة لهم بعدها تم كسر شوكة القبائل من خلال الحراسة الشخصية لهم ، كما تم تصفية الضباط والأفراد الذين قاتلوا بإخلاص عن طريق زملائهم التابعين للمليشيات ، وتم التسهيل لكتائب الموت من الدخول إلى بيت الرئيس السابق والتخلص منه مع قيادات بارزة في المؤتمر الشعبي العام ، كما تم اختطاف الجرحى من المستشفيات من بينهم محمد محمد عبدالله صالح وبعض من ضباط وأفراد الحرس الجمهوري .
ارتكبت مليشيات الحوثي جرائم بشعة خلال فترة قصيرة جدا بحق حزب المؤتمر وضباط وأفراد الحرس الجمهوري ،حيث يصل عدد الذين تم تصفيتهم أكثر من 3000 من اتباع صالح في صنعاء وفي الجبهات الداخلية ، كما تمارس حملات الاعتقالات مكثفة بحق قيادات وأنصار المؤتمر .