عبد الواسع علي فارع ..رفيق بلا رفاق
الجمعه 08 مارس 2024 - الساعة 02:10 صباحاً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
الشموع تتوهج ثم تذوب ، الزهور تُعطر المحيط ثم تيبس وتتطاير ، والانقياء مثل عبد الواسع علي فارع هم مثل الشموع والزهور، لكن عندما تلاشت القيم في أعماقنا وماتت الإنسانية فينا واستراح الضمير بداخلنا نسينا وهج الشموع وعطر الزهور ، صار حالنا بلا بصر وبلا بصيرة ، صار حال عنوانه النفاق وازدواج الفكرة والرؤية
عبد الواسع علي فارع كان أحد شموع وزهور هذا الوطن ، في لحظة الحاجة والوجع لم يرى الرفاق لأن الرفاق مات ضميرهم ، رحل دون أن يشعر به رفاق الأمس ، غادر حزينا وفاقد الامل في مستقبل حلم به .
عبد الواسع علي فارع انتمى للحزب الديمقراطي الثوري في عمر ال 17 عام تخيلوا هذا !!!
في عمر ال 26 تعرض للسجن لكنه لم ينكسر ولم ينحني ظل صديقا مخلصا للفكرة والنهج الذي ارتضاه وآمن به .
وفي عمر ال 38 من العام 1994تم فصله من عمله لانه ظل ممسكا متشبثا بنبل الفكرة والنهج .
لم يكسره السجن ولم ينال منه الإقصاء والأبعاد الوظيفي ولم يقهره غدر الرفاق ، من كسره وقهره هو تفاهة وعهر الزمن الذي لم يتوقعه، لم تتحمل إنسانيته ونقاء ضميره وصدق إيمانه كل هذا السقوط والعهر والانحدار ، للمقاومة حدود وللصمود مدى فكان المرض، نعم المرض هو وحده من كسر هذا الرجل النقي،
رحل عبد الواسع علي فارع حزينا يائسا لأن الفكرة التي آمن لها سُحقت، ولأن الوطن الذي أحبه صار مرقعا مبرقعا لا سقف له ولا ابواب ، سقط الرفاق في باب السلطان ، وظل عبد الواسع علي فارع واقفا ثابتا لم يسقطه الا المرض والوجع وسحق الفكرة
شرفا عظيم وكبير لك أيها الرفيق أن ترحل في شهر رحل فيه رفاق كبار بالتأكد أحببتهم .
ولأنك كبير رحلت في شهر رحيلهم ، كانوا عناوين للطهر والنقاء الثوري ، ففي هذا الشهر رحل عاشق الحرية والكبرياء احمد طربوش سعيد ، وفي هذا الشهر رحل المناضل محمد طربوش سلام الذي وطأت أقدامه كل جغرافيا اليمن وهو يدافع عن ذات الفكرة والرؤية التي أمنت بها ، وفي هذا الشهر رحل عنوان النقاء والطهر الثوري مانديلا اليمن علي صالح عباد مقبل.
سلاما عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تُبعث حيا.