رداع جريمة بحق وطن وهوية..
الجمعه 22 مارس 2024 - الساعة 03:36 صباحاً
د . نادين الماوري
مقالات للكاتب
تواصل النخب المتصارعة في بلادي سلسلة جرائمها بحق الوطن والشعب، جرائم لا تسقط بالتقادم ولا تنسي بجبر الخواطر وبيانات الإدانة الفضفاضة التي تصدر من هنا أو هناك في محاولة لتمرير الجرائم المرتكبة بحق الوطن والشعب.. جريمة رداع، جريمة يندي لها الجبين وتكشف عن سلوكيات اجرامية عنصرية مجبولة بكل مفردات الحقد والبشاعة، وهي جريمة تنم عن استهتار وصلت إليه أجهزة القمع المليشاوية الارهابية ، في رداع شهد أهلها جزءا مما يمارسه الصهاينة بحق إخواننا في غزة والمؤسف أن مرتكبي مجزرة رداع المجرمين يزعمون انهم يساندون الشعب في فلسطين ويدينون جرائم الصهاينة فيما يقتدون بالصهاينة في ارتكاب المجازر بحق شعبهم..؟!
ما حصل من جريمة في مدينة رداع هي ليست جريمة عابرة أو حصيلة خطاء فردي وقع به بعض منتسبي الأجهزة الامنية للمليشيا الحوثية كما حاولت داخلية سلطة الانقلابيين في صنعاء ادوات ايران تسويقه في بيانها معتبرة أن الحادثة الجريمة بكل بشاعتها هي حصيلة أخطاء فردية وقع بها بعض منتسبي الأجهزة الامنية، لكنها جريمة تعد نتيجة لثقافة عقيدتهم الزيدية والتعبيئة الخاطئة التي عبت بها المليشيات الانقلابية في سلطة صنعاء الغير معترف بها اتباعها من المغرر بهم الذين بدورهم يعتبرون ضحايا مثلهم مثل أولئك الذين استهدفوا وهدمت منازلهم على رؤسهم بما فيهم نساء واطفال وشيوخ وفي نهار رمضان والناس صائمين يترقبون أن يصدح المؤذن بأذان المغرب ليفطروا، ولكنهم بدلا من سماع صوت المؤذن سمعوا أصوات الانفجارات وانهيار المنازل على رؤس من فيها..؟!
أن اي لغة يمكن استخدامها في وصف جريمة رداع تبقى غير قادرة على وصف الجريمة واعطائها حقها من الوصف لأنها جريمة تحمل من البشاعة ما يفوق قدرة العقل على تحملها لا من حيث الفعل، ولا من حيث رد الفعل ولا من حيث النتائج ولا من حيث توقيت وزمان الجريمة التي اهتز لها عرش الرحمن، جريمة رداع فاقت جرائم الصهاينة على اعتبار أن الصهاينة يواجهون شعب ثائر يناضل من أجل تحرير وطنه، لكن جريمة رداع ارتكبها من يزعمون انهم أولياء الله وأنهم يدافعون عن كرامة وطن وسيادة شعب وهي أكاذيب الهدف منها تضليل العامة من الغلابة الذين يصدقون ثقافة الكهانة والكهنة الذين يتحدثون عن فلسطين ويقولون انهم يناصروا أهلها فيما هم يقتدون بالصهاينة ويمارسون من الجرائم ما يفوق جرم الصهاينة..
أن جريمة رداع تستدعي من النخب المتناحرة في اليمن ان يعودوا لرشدهم ويسلموا بحق هذا الشعب في اختيار حكامه بطريقة حرة ومباشرة وليس بطريقة الفرض والقوة والغطرسة، ان دماء الناس حرام حراما حرام وعلى المتسلطين أن كانوا فعلا يؤمنون بالله ورسوله أن يدعو هذا الشعب يقرر مصيره ويختار حكامه فليس هناك حق مكتسب بالسلطة لايا كان فالله يقول (وامرهم شوري بينهم) وهذا يعني ان لا أحدايملك الحق في الحكم والتسلط وان الناس سواسية وليس هناك ولد حرة واخر ولد جارية، كما أن من يزعمون الانتماء لي آل البيت وجميعنا أن شيئتم ننتمي لها ولكن هذا الانتماء لا يعطيكم الحق بالتسلط والاستعلاء على بقية افراد الشعب بزعم الانتساب الذي لا يقره الله ولا رسوله.
أن جريمة رداع تستدعي العودة للمشروع الوطني الجامع والتسليم بحق الشعب في الحياة الحرة الكريمة بعيدا عن ثقافة الكهانة والخزعبلات التي لا تؤمن خائف ولا تشبع جائع ولا تكسي عريان..؟!