الإمعان في قتل عدنان أحقر من جريمة القتل نفسها..
الاربعاء 27 مارس 2024 - الساعة 11:13 مساءً
نجم المريري
مقالات للكاتب
تصنيف المعترضين على تغييب الشهيد عدنان بالخلايا النائمة توصيف غير موفق ولن يكون تهمة عابرة طالما هو صادر من جهة رسمية تمثلها.
حتى وإن كان بعض المعارضين لا يقلون مزايدة.. باعتبار الجميع شارك بحالة التهميش ويعيشون على انتهاز الفرص لا أكثر.
حتى وأنت تذهب للتبرير تعمدت إغفال ذكر عدنان الحمادي وكأن عدنان مجرد اسم لا رمز.
صدقني ..
بسبب هذا التصرفات غير المحسوبة نحن نخسر تعز التي نحبها، ونخسر القضية، كما تخسر تعز واحديتها في مواجهة التحديات، لتترك ممزقة سياسيا واجتماعيا واقتصادا وخدميا وقبليا وأسريا ومناطقيا واهتمامات وأولويات، وتخسر القضية التي تحملون خسارتها بأيديكم دون ندم، بينما نحملها نحن قروحا وجروحا ومخاوفا في القلب والعقل والغد.
هناك من يعمل جاهدا لنهب ما بقي من تعز، في المقابل هناك من لم يستطع ايقاف هذا التغول، لم يُترك له فرصة، وخياره الوحيد هو الحفاظ على ما مضى، وأرخنته أو مراكمة الأحقاد.
كان لتعز الطلقة الأولى والصوت الأول في مواجهة الانقلاب، ما مصير أولئك الذين حملوا طلقاتها الأولى وصوتها الأول؟!
قتلوا وصُودرت بطولاتهم ونضالاتهم.
لصالح من؟!
بالتأكيد ليس لصالحكم... ستخسرون إن خسرت تعز، والمصالح الطارئة ستتحول بفعل طارئ إلى خسارات فادحة.
اتركوا للناس طرقهم في النضال، اعطوهم استحقاقهم، انجوا من التصنيفات المبتذلة ولا تقفوا عثرة، لكي لا يتحول فعل النضال إلى حراك ضدكم، ضد النصف الآخر من تعز مهما كانت ماهيته وبعيدا عن العدو الحقيقي، وهكذا ينهد ما بقي من عرش النضال على رؤوس الجميع وعلى رأس تعز نفسها وتكون الخسارة أكبر ولأمد بعيد... بعيد جدا وبُعيدكم جدا.
اعتذر لأنني استخدم ضمير المخاطب وميم الجمع، طالما تم تصنيف معترضيك على منشور البارحة بخلايا نائمة وقاعدة فهذا يعني أن المعادلة لا تحتمل غير طرفين (هم- وأنتم)، كما أنه تعبير منطقي طالما اجتهدتم في رفض وإقصاء الآخر.
حين نعترض على تغييب العميد عدنان الحمادي فلا نفعل هذا لشخص عدنان، بل من أجل فعل النضال نفسه، من أجل استحقاقات تعز، ورمزية تعز، في مدينة دون رمز.. نفعل ذلك من أجل الفعل الذي حملت تعز رأيته من أول طلقة.