اواخر الثمانينيات .. قبل حبائل الشيطان.
الثلاثاء 30 ابريل 2024 - الساعة 09:22 مساءً
فكري قاسم
مقالات للكاتب
سنة 1986 - 87- 89 تقريباً، كانت الدولة تفكر بعقل ايجابي و تعمل معسكرات صيفية للطلبة في نهاية كل سنة دراسية .. وكنا نراعي لها بشوق وتلهف اكثر مما كنا نراعي للعطلة .
كانت تجمع سنوي فعال ومهيب، نروح له من كل مدارس الجمهورية الى معسكرات الاستقبال في مختلف المحافضات ،وهات يامرح في تمارين وانشطة يومية متنوعة تتفجر فيها الطاقات وتتكشف المواهب وتصقل وتتبارى وتطل براسها للوجود في مهرجان رجولي يستمر لاسابيع..
وهات يامنافسة .
اللي يشعر واللي يغني واللي يتمسرح واللي يمثل واللي يرسم واللي يخطب واللي ينشد واللي يتلو القرآن واللي يتريض واللي ينصع واللي يقلد الاصوات واللي يقول نكت واللي يعزف .
وكل يوم نسمع ونردد النشيد الوطني بهدير يهتز له العلم، وكل يوم نسمع ونردد الاغاني الوطنية بحماس يخلي جسمك يقشعر ؛ ويخليك تحب بلادك من صدق وتصبح مستعد تدي راسك من اجل وطنك .
واحسن ماكان في هاذيك المعسكرات الصيفية..
الحفل الختامي الذي يجتمع فيه كل الطلبة المتعسكرين الى العاصمة صنعاء ويقع مهرجان واستعراض شبابي كبير يحضره الرئيس مع كبار رجال الدولة .
ونعود الى حوارينا من بعد ذلك ولدينا ذكريات ومهارات وفي قلوبنا حب كبير لليمن .
حب خالص لا يخالطه شيء .. وكانت الحياة حلوة والبلاد في خير وسلام .. وكانت طاقات الصبيان تذهب في العطلة الى مصارف سليمة، والى انشطة مأمونة .
لكن الدولة تخلت فيما بعد عن اجمل مافيها ، وتركت الطاقات لحبائل الشيطان ..
وظهرت الى السطح جماعات الاسلام السياسي وتصيدت الصبيان والشبيان الى انشطتها والى رحلاتها والى برامجها الخاصة.. وتحولت البلد بسبب من ذلك الى وكر مفتوح لتنشئة جيل صاعد كبر بلا عقيدة وطنية ..
جيل متزمت يحمل افكارا تدميرية ورؤى ضيقة كانت في الاساس من نتاج التعبئة الأخوانية والسلفية بدعم من الجارة الشقيقة
حتى جاء الحوثيين مؤخرا وساروا على نفس المنوال..
وتصيدوا الصبيان والشبان لانشطتهم الخاصة والى دورات ثقافية والى مخيمات صيفية كان لها نفس الاثر السيء والمدمر .
وكان كل الخراب الذي صرنا عليه الان ؛ نتيجة طبيعية وحتمية لغياب المشروع الوطني الجامع ؛ لأهدار الطاقات وترك المجال مفتوحا لحبائل الشيطان لتتصيد رؤوس الصبيان والشبان ؛ وتعليبها بافكارهم ومعتقداتهم الخاصة
وغاب الوطن من الذاكرة
وحضرت الجماعات
وذهبت البلد الى اسفل سافلين !
والسؤال:
- متى سيستعيد رجال الدولة عقلهم الايجابي يالول ؟
- هيء
ما لو كان بو معاهم عقول ماوصلنا الى هذي المواصيل ياموسمك