نبغى دولة ..
الاثنين 06 مايو 2024 - الساعة 10:51 مساءً
محمد عبدالرقيب نعمان
مقالات للكاتب
التحالف العربي والتحالف الدولي والدول الراعية والدول الضامنة والدول المانحة ودول الإقليم والمجتمع الدولي .. إلخ ؛ جميعهم (دول) بالمعنى الحقيقي للكلمة ؛ ولانهم كذلك فإنهم يعرفون جيداً مايردون ويعرفون كيف ومتى يحصلون منا على مايريدونه ولا يعجزون على إستغلال تيهنا وتوهاننا لخلق الفرص وتهيئة الظروف لتحقيق أهدافهم وتنفيذ خططهم التي تعود عليهم وعلى شعوبهم بالفائدة وبالخسران المبين علينا ، لأننا بأيدينا نوظف حماقاتنا ونسخرها لصالحهم .
هم دول وهذه الدول لها قادة مخلصون لاوطانهم يقودون بلدانهم وفقاً لسياساتهم لتحقيق أكبر قدر من مصالحهم المتفق عليها سواء كانوا مجتمعين أو كلا على حده .
في المقابل .. من نحن !!؟
نحن الظاهرة الصوتية المنفعلة الغارقة في الغيبوبة ولا نعرف ماذا نريد !! لأننا أقوام متناحرة وجماعات وظيفية تعمل في خدمة من وظفها لخدمته .. لسنا دولة ولم نكن دولة .
على مدى التاريخ الحديث والمعاصر ؛ نعم لم نكن دولة حتى لنصف عقد لم نستطع أن نشهد فترة مستقرة ، بقينا كما نحن شعب الله المقهور نقعي مشدوهين نحو عمامة محشوة برأس محنط تمترس على المنبر يجلدنا بصراخه ونحن صامتون يهددنا بالويل والثبور وعظائم الأمور والاقرع الشجاع إن نحن خالفنا الإجماع ؛ ولكي نقضي الحاجة ونتبول ننتظر القول الفصل من المفتي حول ماهو المتستحب وماهو المكروه وماذا جاء في صحيح الأثر ، نرزح تحت سلطة الطاغوت والشمولية والكهنوت نتقي شرهم بالخضوع لنزواتهم مكبلين باغلال الخرافة والفتوى وقيود الحلال والحرام .
بسببهم عشنا ونعيش عصائب متناحرون نختلف/نتنازع ونتقاتل فيما بيننا ولانقيم أي إعتبار لذواتنا وعقولنا ، نقيم للمجانين قباباً وبغيرنا نستقوي على بعضنا ولانعرف لماذا وإلى متى !!.
ظل المواطن اليمني صابرا يناضل ويكد ويشقى ؛ ثار وأشعل الثورات وأطفأئها من أجل حلم بسيط وهو مجرد الإعتراف به كأنسان من حقه أن يحيا حياة حرة كريمة كغيره من بني الإنسان ؛ إن أقصى مايمكن لليمني المسكين أن يحلم به هو حقه في المواطنة .!
ولكن هيهات هيهات لنا أن نحقق نصراً ونتحرر طالما ظلت عقولنا مرهونة في خزائن الخرافة والفتوى وأوهام الولاية والخلافة ؛ وظل الجهل يغتصب عقولنا ويستبد بنا ؛ ونحن تائهون في معارك غيرنا تحت غطاء تحرير الارض ؛ متجاهلين أن تحرير الأرض مهمة سهلة قياسا بمهمة تحرير العقول .
نشتي دولة .. فبدونها سنبقى على حالنا بعجزنا قاصرون ؛ تفرض الدول والدويلات وصايتها علينا ونحن نعول على غيرنا كي ينقذنا من بعضنا ونستجديه ليغيثنا ويطعمنا ؛ ثم ننتظره حتى يفرغ ليقرر مصيرنا ويخطط لمستقبلنا بما يشاء وكيفما شاء وبما يضمن له ولائنا وتحقيق جميع مصالحه كاملة دون نقصان .!!