مأرب هل يستمر الصمود أمام مؤشرات السقوط القادم ..!!
الجمعه 17 مايو 2024 - الساعة 11:48 مساءً
خالد بقلان
مقالات للكاتب
هناك أسباب عديدة في حال عودة الحرب تجعل من سقوط مأرب بيد الحوثيين أمر غير مُستبعد ، وقد ساهم الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة بشكل كبير في ذلك بحكم جنوحه لعدم الصدام مع الاخوان بعد تمردهم على قراره المتعلق بمحافظة الجوف..!
كان لدى رشاد والتحالف من بعده خطة أن يبداء بتحريك المياة الراكدة فيما يتعلق بملف الشمال ككل الذي يسيطر عليه الاخوان ومنهم تحديداً تيار علي محسن المتطرف والذي تصنفه الولايات المتحدة إرهابياً..!!
ولكنه بعد أن واجه قرار الرئاسي المتعلق بتغيير محافظ الجوف العكيمي حالة تمرد وحشد من قبل الأخوان رافقه خطاب أعلامي ممول من سلطة مأرب ضد الرئاسي والتحالف، جنح رشاد ومن خلفه التحالف لتهدئه والتوقف عن اجراء حزمة من التغييرات كانت مطروحة حينها بسبب رفض الاخوان لمبداء الشراكة والتمسك بمأرب وكل ما يتعلق بثروتها وسلطتها الأمنية والمدنية والعسكرية، والتي هي المتحكم بقرار الشرعية وملف الشمال المدني والعسكري الذي عانى من جملة من الاخفاقات لا تفسير ولا مبرر لها الا انها خطوات استباقية وفق مبداء علي و على أعدائي ، الى جانب حالة الإرتباط بالتنظيم الدولي الذي يخوض حربه مع دول التحالف من منطلق كونه يخوض حرب مع الحلف الغربي الامريكي الداعم لإسرائيل ، وهذا هو الخيال والقاسم المشترك الذي يلتقي فيه الأخوان والحوثي او محور المقاومة ككل بقيادة طهران ، وهو بالمناسبة الجامع الذي جعل معركتهم الاساس هي نصرة الاقصى..!!
والسؤال الجوهري هنا هل سيحمي هذا الجامع المشترك مأرب من السقوط بيد الحوثي ويجعله ينأى بنفسه عن فتح جبهة جديدة عبر محاور ثلاثة يعد لها حالياً وهي كالتألي..؟!:
محور صرواح و هو قلب العمليات العسكرية ..
محور جنوب مأرب وهو ميمنة المعركة بأتجاه صافر
محور الجوف وهو ميسرة المعركة بإتجاه الرويك..!
هذا الاعداد الذي يمشي وفقه الحوثي يؤكد انه عزم على ضرورة بلع مأرب قبيل اي تسوية او تفاهمات يحاول المبعوث الأممي المضيء فيها ، ويؤكد أن الحوثي يعتبر سيطرته على مأرب تعني تهديده المباشر لشبوه وحضرموت، وأن لديه تيار داخل مأرب متفق معه "الحوثي" وفي نفس الاتجاه ، الى جانب الدعم الذي قدمه الحوثي للقاعدة من مسيرات، و اوكل اليها مهام متعلقة بعمليات إرهابية في المناطق المحررة ، وقام بتوثيق ذلك وقدمه كمعلومات لدول التي ترى ان اولوية حربها مع التنظيم تسبق كل شيء؛ وفي نفس الوقت قدم نفسه للقيام بالمهمة من اجل تحقيق هدفه في أنتزاع النصف من موارد وثروة صافر في حال استعصى عليه هضمها وهو أمر وارد..!!
ويتحمل رئيس مجلس القيادة الرئاسي المسؤولية عن سقوط مأرب بيد الحوثيين، كونه رضخ لرؤية نائبه سلطان العرادة في عدم اجراء اي تغييرات في ملف الشمال وأهمها عزل القادة الذي لديهم علاقات بتنظيم القاعدة ، فوزير الدفاع السابق ومستشار رشاد المقدشي لديه علاقات وسلم اسلحة لتنظيم ، وكذلك شقيق العرادة لواء في الجيش ومسؤول عمليات التسليح، والكثير من ضباط قبيلة الزنداني و غيرهم كُثر محافظين وقادة ترى فيهم الولايات المتحدة جزء من التنظيم، او عناصر تسهل تمويله و تسليحه وعلى رأسهم وكيل وزارة المالية الشريف حسين بن ناصر الذي يدير شبكة مالية تمول التنظيم وتدير امواله ولديه شركاء ، بالأضافة لموارد مأرب التي لا تورد لخزينة الدولة اغلبها و تذهب لتمويل الإرهاب وغسيل اموال و شبكات تهريب عابرة للحدود ، وكذلك وجود بعض القيادات في الشرعية مثل وكيل وزارة الداخلية محمد الشريف الذي يسهل مهام مرور عناصر التنظيم ونقل الاسلحة بشكل رسمي اليهم..!
اضافة الى ذلك ان نجل وكيل وزارة المالية الاكبر قيادي في جماعة الخوثي بصنعاء و كذلك شقيق رئيس فرع حزب الاصلاح في مأرب علي بن عبود الشريف قيادي في جماعة الحوثي بصنعاء..!!
وهناك اسباب عديدة تجعل سقوط مأرب وارد وهو ممارسات الاخوان الذي يحكموا مأرب و بأسمها استعدوا القوى الوطنية الاخرى في الجنوب والساحل ، اضافة لسلوك العراده الذي بداء يتغير بعد وصوله لمجلس القيادة وانقلب على المجتمع المأربي وفق رغبه انانيه وفي اطار توجه التنظيم الدولي للاخوان الذي جزء منه هو السلطة في مأرب ، فالمجتمع في مأرب لم يعد يفرق بين الحوثي والاخوان ويراهم اعداء وهذا قد يقوده للعزوف عن المواجهة والكل يعلم ان عنصر المقاومة والصمود في مأرب هي الكتلة الإجتماعية الصلبة التي باتت ترى ان معركتها مع الاخوان والعراده لا تختلف عن معركتهم مع الحوثي..!
اما ما يزيد من حتمية السقوط في حال ذهبت الامور لتصعيد فهو النشاط الكبير الذي يقوم به عناصر التنظيم بتنسيق مع الحوثي وكان أخرها الليلة 17 مايو سقوط طائرة درون إستطلاعيه امريكية بعيار ناري متوسط اطلقه متطرفين كانوا في مزرعة في منطقة الخسيف بمدينه مأرب وهي منطقة تابعة للاشراف آل حيدر وهم منقسمين منهم قيادات مع الاصلاح بمأرب ومقربين من محافظ مأرب و منهم قيادات بصنعاء مقربين من ابو علي الحاكم وقيادات في جماعة الحوثي بحكم النسب الهاشمي حسب زعمهم الذي يربطهم بعبدالملك الحوثي..!!