تجديد الخطاب الديني قبل كل شيء..
الاثنين 27 مايو 2024 - الساعة 07:36 مساءً
جمال الصامت
مقالات للكاتب
من القضايا المهمة التي ينبغي الوقوف لمعالجتها اليوم هي تجديد الخطاب الديني الذي أصبح ضرورة حتمية للقضاء على ظاهرة التشدد الديني الأعمى والكراهية والعنف الذي كان نتاج "الصحوة الدينية" التي صدرتها لنا المملكة العربية السعودية كما صدرتها لبقية الدول العربية ،وبحكم الجوار كان لليمن النصيب الأكبر من تلك "الصحوة الدينية".
المملكة العربية السعودية اليوم بقيادة محمد بن سلمان ،أدركت ولو في وقت متأخر أن "الصحوة الدينية" التي صنعتها وصدرتها بإيحاء من الأمريكان ،ها هي تقف أمام تطلعات المملكة وأمام رؤية 2030 ،لذلك تتخلي اليوم عن ذاك التشدد الديني والتطرف .
،فيما اليمن ضحية تلك الأفكار المتشددة الدخيلة والتي لاتمت للدين بصلة ،أصبحت بؤرة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تدعي تفردها بمعرفة الدين الصحيح ،بل وتذهب لتفسير ذاك الدين لما يخدم الأهداف السياسية لقادة جماعات الإسلام السياسي التي تتخذ من الجهلاء أنصار ومؤيدين ومدافعين.
حيث تسيطر جماعات الإسلام السياسي على غالبية المساجد التي جعلتها أماكن مشبوهة لرواد الفكر المتطرف ،حيث تنامت الخطابات الدينية المتشددة وتعالت أصوات التكفير والكراهية والعنف ،وازدادت أعداد الحلقات والندوات في المساجد التي تدعي أنها دينية ولا ارها سوى سياسية ،هذة الندوات والحلقات تبث سموم التطرف والإرهاب والكراهية في عقول الشباب والأطفال وتغسل أدمغتهم وتصنع لنا جيل متطرف.
وكم نحن اليوم بأمس الحاجة إلى حركة تنويرية تقود التجديد الديني وتحارب الخرافات والمسلمات بالعلم والمنطق السليم.
إن اليمن اليوم في ظل هذه الأوضاع العصيبة بحاجة تجديد حقيقي للخطاب الديني لما يخدم الوطن لا غيرة ،نحتاج إلى تفعيل قاعدة "الدين لله والوطن للجميع".
،نحتاج لضوابط لكل من يعتلي منبر ،لان رجال السياسة أصبحوا رجال دين ،يغلفون السياسة بغلاف ديني ويبثون تلك السموم الخبيثة في المجتمع ،جعلوا من الدين وسيلة للوصول للسلطة والسيطرة على المجتمع.
وتكمن الأهمية الكبرى لتجديد الخطاب الديني من أجل تطوير المجتمع والمساهمة في استقراره وتقويم سلوكه ونبذ كل صور التعصب والتشدد والعنف ،وتنمية الوعى بالثقافة الإسلامية الصحيحة التي تقوم على المحبة والسلام والتسامح والعدالة الإجتماعية والمساواة.