حذاري من لصوص الثورات التقليديين
الثلاثاء 19 ديسمبر 2017 - الساعة 03:28 صباحاً
د. زهير علي عبدالعليم
مقالات للكاتب
من لا يتعلم من التاريخ لن يتعلم مهما درس و لن يُفلح أبداً ، التاريخ يا سادة أكبر مُعلم و قصصة المتكرره وإن اتخذت لنفسها أبطال جدد في كل مرة إلا انها تعيد نفسها بإستمرار و تخلص الى نفس النتائج ، هكذا الدنيا منذ ان خلق الله البسيطة و من عليها.
اعطيكم الخلاصة من البداية يا كِرام : انه في الوقت الذي يخوض فيه الأحرار و البسطاء من اليمنيين ثورة يضحون من اجلها كل يوم بكل ما يملكون ، هناك من يتربص بهذه الثورة ليُكرس مخرجاتها في نهاية المطاف لصالحه ،
حقيقة مؤلمة لكنها حقيقة ، فبين أشلاء و رفات و أطراف مبتورة و حديد ونار و أطنان من قذائف و رصاص و ألغام و مُدن تُحرق و بلد يُرِيد له أعداءه ان يُستباح و أعداء في الداخل يقف وراءهم و يساندهم بكل قوة أعداء من الخارج ، و بين وجوه شاحبة وشعب ضرير محاصر بين كل تفاصيل و هذا المشهد المؤلم هناك من يتربص بالثورة وبالحكم القادم بعد النصر ! مجموعة لصوص ماكرين معروفين للجميع لا يُشاركون بالمقاومة يسكنون البلدان البعيدة و عينهم على رأس السلطة لا يهتمون بالتفاصيل وعينهم جاحضة فقط على النتيجة النهائية ..
ماكرون خطيرون يُفكرون و يُحللون بعمق : يعلمون ان التحالف إنغمس بحرب لن تنتهي إلا بالضربة القاضية .. ويُدركون يقيناً ان التحالف العربي بكل قوته تكفل بأعدائهم .. أكرر ان التفاصيل لا تهم اللصوص كثيراً ، فهم بحسبة بسيطة يُرِيدُون تكريس عوامل ضعف وقوة هذه الثورة لمصلحتهم في المحصلة النهائية !
دائماً في مثل هذه المرحلة يلتزم اللص الأكبر الصمت المطبق و لا يخرج بتصريح حتى لا تُمسك عليه زلة و لكنه يستخدم الإعلام و يُكرّس أقلامه المأجورة لمهاجمة الرئيس و يوجه إليه إتهامات بالخيانة و تحميله المسئولية كاملة على كل ما لحق بالشعب و الوطن من جرائم ! ادوار اللصوص موزعة بإتقان و كم يحز في النفس أن يُستخدم المفكرون لخدمة اللصوص و قوى تقليدية خبّرها الشعب جل همها إعادة إنتاج نفسها للتتحكم بمقدرات الشعب المكلوم أسلوبها هذه المرة لا يختلف عن أي مرة سابقة و السياق و الأهداف متتطابقة ، و لو إستحضرنا الماضي القريب عقب انتهاء ثورة سبتمبر لكتملت الصورة أمامنا ولتعرى اللصوص امام اعيننا تماماً، فليس أظلم من تُنحر اليمن مراراً وتكرارً بنفس السكين !
خان اللصوص ذكاءهم : ثورة فبراير تختلف عن ثورات القرن الماضي ..
المقاومة اليمنية عامة و في عـدن و الجنوب و مآرب و البيضاء و تـــعـــز على وجه الخصوص بمخزونها البشري الظخم و عقولها و مواقعها الإخبارية و أقلامها الإعلامية الشجاعة تعملقت و كبرت و شبت عن الطوق القبلي الذي بقى صغيراً متقوقعاً و لم يواكب الثورة و الثور ولَم ينخرط معهم او يلتئم في نسيج واحد !
المدن اليمنية و بمقدمتها الضالع و تــعــز و عـدن و أبين و لحج و شبوة و حضرموت و الحديدة و مارب و الجوف و البيضاء و إن إختلفت بوصلتها السياسية إلا انها دفعت الكثير و الكثير من الأرواح و تقف الى جانب الشرعية بقوة ليس حباً باشخاص و لكن إدراكاً منها ان الدولة الفيدرالية هي سبيلها الوحيد للإنعتاق من القوى الضلامية و الحكم المركزي ..
حتى قواعد الأحزاب تغيرت فشباب حزب المؤتمر و الإصلاح الْيَوْمَ أذكى و أنضج و يعوون بدقة ما آل اليه حال الوطن جراء أنانية الأُسر التقليدية الإقطاعية !
فأبناء تــعـز و الجنوب حقيقة لم يعودوا قطيع من الأصوات في حضيرة اللصوص ، و أن الحضيرة ببساطة لم تعد موجودة بعد أن فروا منها الذئاب و استولى عليها غيرهم !
لصوص الثورات يا سادة معروفين معاذ الله أن نفتري عليهم ، هم من سرقوا ثورة ١٩٦٢ و شردوا قادتها وهم من سرقوا فرحة الوحدة عام ١٩٩٠ و شردوا زعماء الجنوب وسرقوا بيوتهم و هم نفسهم من حاولوا سرقة ثورة فبراير ٢٠١١ و أدخلوا بانانيتهم العدو الى عقر دارهم ..
نحن نتذكر جيداً كيف فرضوا أنفسهم بأعداد كبيرة على قائمة الحوار الوطني رغم انهم ينحدرون من أسرة واحدة و كيف انسحبوا بعدها ليتفرغوا لموسم جني الثمار ! وبدأوا وبصورة عاجلة في عملية تفريخ أحزاب مدنية كاذبة لينقضوا على الفيدرالية في مسرحية تتكرر مشاهِدُها برتابة ونحن لا نريد ان نفهم !
شهوة السلطة لا تُقاوَم واللص لا يتوب !
و لكن ولله الحمد من قبل و من بعد اللصوص ليسوا بأذكياء دائماً ، هم يُكررون أنفسهم و ما علينا إلا ان نبقي أجراس الحذر مقروعةً دائماً ، إنهُم يتأهبوا لسرقة نصركم القادم ، نصر الشعب الحر كل الشعب من أقصى صعدة الأبية الى المهرة الشهباء ..
نحن شعب نبيل عريق كريم بكل فروعه الشافعية و الزيدية و شبابنا الذي نُعول عليهم بناء المستقبل ، بفضل الثورة أصبحوا على مستوى عالي من الوعي ، اليمنيون بكل أطيافهم و أحزابهم و مقاومتهم توحدوا تحت رآية الفيدرالية و الحرية و المواطنة المتساوية ، و كل حصيف له بصيرة يدرك ان العيش الرغيد ليس من اليمنيين ببعيد فنحن نجباء كريمةُ احسابنا شُم الأنوفِ من الطراز الأولِ ..
للاشتراك في قناة " الرصيف برس " على التلجرام.
إضغط على اشتراك بعد فتح الرابط