الشهيد الدكتور عبد السلام قاسم الدميني: رمز السلم والديمقراطية في اليمن

الخميس 04 يوليو 2024 - الساعة 11:38 مساءً

وُلد الشهيد الدكتور عبد السلام قاسم الدميني في عام 1935 في قرية الأخطور بمديرية السياني في محافظة إب. كانت حياته مثالاً للنضال والتضحية من أجل السلم والديمقراطية في اليمن.

 

 المسيرة العسكرية

 

مع قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، تطوع الدميني جندياً في صفوف الحرس الوطني، وبرز بشجاعته في الدفاع عن الثورة والجمهورية، مما أهله للترقية إلى رتبة ملازم قبل أن يلتحق بلواء الثورة. في عام 1963، انضم إلى الدفعة الأولى في كلية الشرطة وتخرج منها عام 1964، ليبدأ مسيرته المهنية كضابط في الشرطة العسكرية ورئيس أركان اللواء الخامس.

 

 الاعتقال والهروب

 

تعرض الدميني للأسر مرتين من قبل القوات الملكية وتمكن من الهرب في كلتا المرتين. وفي يونيو 1973، اعتقل عند وصوله من موسكو لقضاء الإجازة الدراسية في صنعاء خلال عهد الرئيس الأسبق القاضي عبد الرحمن الإرياني.

 

المواقف البطولية

 

سجل الشهيد عبد السلام الدميني مواقف بطولية في النضال العسكري ضد القوى الملكية. كان من بين من تصدوا للجنة السلام التي قدمت في عام 1965، وشارك في التصدي لمؤتمر حرض، وكان على رأس مظاهرة 3 أكتوبر الكبرى عام 1967 التي شجبت أي استفتاء أو مساومة على النظام الجمهوري. لعب دوراً حاسماً في فك حصار السبعين يوماً (1967-1968) وتم نفيه إلى الجزائر بعد أحداث أغسطس 1968 مع الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب وعبد الرقيب الحربي وآخرين، لكنه عاد إلى صنعاء كما عاد رفاقه.

 

 التعليم العالي

 

بين عامي 1969 و1974، درس وتخرج في أكاديمية لينين السياسية في موسكو، حيث حصل على درجة الماجستير في التاريخ. واصل دراسته العليا بين عامي 1974 و1978، وحصل على الدكتوراه عن أطروحته "قضايا التطور الاجتماعي–الاقتصادي للجمهورية العربية اليمنية"، ونال درجة مرشح في فلسفة العلوم الاقتصادية من جامعة لومونوسوف الحكومية في موسكو.

 

 النشاط الفكري والنضالي

 

اجتهد الشهيد الدميني في تحصيل المعارف النظرية ونشر الأفكار الاشتراكية الثورية بين جماهير الشعب اليمني. في مايو 1980، كلف بقيادة وفد الجبهة الوطنية الديمقراطية للتفاوض مع نظام الديكتاتور علي عبد الله صالح. استقر في صنعاء، مؤدياً دوره التفاوضي لتحقيق السلام والوحدة الوطنية.

 

 الاغتيال..

 

في مساء يوم الخميس 28 أغسطس 1980، تم اغتياله بوحشية مع شقيقيه الأكبر عبد الله الدميني والطبيب العسكري الدكتور عبد الكريم الدميني. وُجدت جثثهم في سيارة تم تدبير انقلابها في منطقة نقيل سمارة للتمويه على عملية الاغتيال التي نفذتها عناصر تتبع جهاز مخابرات النظام الحاكم في صنعاء.

 

الإرث الوطني..

 

كان لاستشهاد عبد السلام الدميني أثر كبير على الحركة الوطنية اليمنية. فقدت الحركة أحد أعمدتها الصلبة، وفقد الشعب اليمني شخصية فذة وهبت نفسها لتحقيق طموحاته وآماله الوطنية. تكريماً لدوره النضالي، أطلقت الجماهير اليمنية اسمه على المؤتمر الجماهيري المنعقد في منطقة حائر العش: "مؤتمر الشهيد عبد السلام الدميني، شهيد السلم والديمقراطية".

 

بينما كان الدكتور عبد السلام الدميني يقود الحوار الوطني مع النظام في صنعاء بصدق وإخلاص لتحقيق السلام والديمقراطية، كانت قوى الظلام والخيانة تخطط لاغتياله. رغم ذلك، سيظل إرثه النضالي والتضحية من أجل الوطن محفوراً في ذاكرة اليمنيين، نموذجاً للشجاعة والتفاني في سبيل السلم والديمقراطية.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس