رفيق الحريري: رجل الأعمال الذي أصبح رمزًا للوطنية والخير في عالم الأعمال

السبت 06 يوليو 2024 - الساعة 10:32 مساءً

 

عندما نقارن بين رجال الأعمال، نجد أن بعضهم يخلدهم التاريخ لما قدموه من خدمات جليلة لمجتمعاتهم، بينما يظل البعض الآخر في الظل، حيث يعيشون لأنفسهم فقط دون ترك بصمة تُذكر. ومن أبرز الأمثلة على رجال الأعمال الذين خلدهم التاريخ، رفيق الحريري.

 

 إسهامات رفيق الحريري في لبنان

رفيق الحريري، الذي لعب دورًا حاسمًا في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، لا يمكن أن يُنسى بفضل إسهاماته العظيمة في إعادة إعمار لبنان بعد الحرب. قدم الحريري العديد من الأعمال الخيرية، من أبرزها تقديم منح دراسية لأكثر من 36,000 شاب وشابة من جميع الطوائف اللبنانية على مدى 20 عامًا. لم يقتصر دوره على التعليم فقط، بل قدم مساعدات كبيرة لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان، ودعم دور الأيتام والعجزة، وأنقذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون.

 

علاوة على ذلك، ساهم الحريري في انتعاش القطاع الزراعي، وبنى المصانع والبنوك، مما دفع بالاقتصاد اللبناني نحو التعافي. وما يجعله أكثر تميزًا هو عصاميته؛ فقد بنى ثروته بجهده الشخصي دون أن يرث مالًا أو سلطة، ليصبح واحدًا من أغنى أغنياء العالم.

 

 الفارق بين رفيق الحريري وبعض رجال الأعمال الآخرين

عندما ننظر إلى بعض رجال الأعمال الآخرين، نجدهم يعيشون لأنفسهم فقط، يكدسون الأموال والذهب والفضة التي ستذهب إلى الورثة وتكون حسرة عليهم. يعيشون لأنفسهم دون أن يتركوا أثرًا يُذكر في مجتمعاتهم. هؤلاء الأشخاص لا يخلدهم التاريخ بشيء، وينتهي ذكرهم بوفاتهم.

 

 رفيق الحريري في الذاكرة اللبنانية والعربية

لا نجد لبنانيًا إلا ويذكر رفيق الحريري بخير، ولا نجد عربيًا إلا ويقدر ما فعله. لقد خلد التاريخ رفيق الحريري في صفحات ناصعة البياض، حيث أصبح رمزًا للوطنية والخير. في المقابل، رجال الأعمال الذين يعيشون لذاتهم لن يخلدهم التاريخ إلا في اللؤم، فهم فعلاً أقزام في التفكير.

 

 مقارنة مجحفة بحق الحريري

من الظلم مقارنة رفيق الحريري ببعض رجال الأعمال الذين لم يقدموا لمجتمعاتهم شيئًا. الأفضل أن نقارنه برجال أعمال يمنيين قدموا إسهامات كبيرة مثل العمودي وبقشان إلى حد ما. السؤال الأهم الذي يظل بلا جواب هو: ما هو دور رجال أعمال اليمن في دعم أبناء المجتمع في مجالات التنمية والتعليم؟

 

 الحاجة إلى دور أكبر لرجال الأعمال اليمنيين

اليمن اليوم بحاجة ماسة إلى رجال أعمال يقدمون إسهامات جليلة في مختلف المجالات. يجب أن يكون لهم دور فاعل في التنمية والتعليم، وأن يستثمروا في البنية التحتية والمشروعات الخيرية التي تعود بالنفع على المجتمع بأسره. رجال الأعمال يجب أن يكونوا قدوة في التضحية والعطاء، وليس في الجشع والتكديس. إن اليمن بحاجة إلى مستثمرين يمنيين مخلصين يحبون وطنهم.

 

 دور رجال الأعمال في إعادة بناء اليمن

ماذا لو بنى رجال الأعمال مدن طبية لتوفير عناء السفر على أبناء الوطن الذين افتقروا بسبب الحرب؟ ماذا لو بنوا مدنًا صناعية وتعليمية وسياحية؟ قد يقول البعض إن الحرب والمليشيات تجعل البلد غير صالح للاستثمار، لكني أجيب بأن البدء في حضرموت يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به لبقية المدن. إن سحب الأموال للاستثمار في الخارج خيانة في حق الوطن. فهم يتركون البلاد وقت الشدة ويعودون وقت الرخاء، وهذه خيانة عظيمة. الأسوأ من ذلك، أن بعض رجال الأعمال في اليمن استغلوا الحرب وكونوا ثروات هائلة على حساب هذا الشعب المسكين، متجنبين الضرائب بجودة منتجات منخفضة، ويستخدمون أموالهم لتجميل صورتهم أمام العامة.

 

 نموذج يُحتذى به

تظل تجربة رفيق الحريري نموذجًا يُحتذى به، ورمزًا لرجل الأعمال الذي لم يسعَ فقط للربح، بل استثمر في مستقبل وطنه وشعبه. ونحن نأمل أن يحذو رجال الأعمال اليمنيون حذوه، ليتركوا بصمة إيجابية تُذكر عبر الأجيال.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس