23 يوليو ثورة لا تموت..
الاربعاء 24 يوليو 2024 - الساعة 11:58 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
يمكن توصيف حالة مصر قبل 72عاما اي قبل ثورة يوليو( ان الاقتصاد المصري كان اشبه ببقرة تُرعى في ارض مصر ولكن ضروعها كانت كلها تُحلب خارج مصر) .
قبل ثورة يوليو كانت مقدرات مصر اشبه بشركة يسيطر عليها الاستعمار وبشراكة مع اسرة مالكة دخيلة على مصر ، اسرة دخيلة كانت فضائخها الاخلاقية والسياسية والاقتصادية تستفز عموم المصريين .
قبل ثورة يوليو كانت الوظائف العامة والاساسية في البنوك والشركات الصناعية تُدار بعدد 960شخصا اغلبهم من الاجانب وقليل منهم من القربين من الاسرة الحاكمة الدخيلة .
لكن منذو اللحظة الاولى لانطلاق ثورة يوليو كانت عينها على فقراء مصر من فلاحين وعمال وكان العنوان الاول هو قانون الاصلاح الزراعي والذي صدر بعد ثلاثة اشهر من انطلاق الثورة في 9 سبتمبر من العام 1952م وحتى العام 1969 بلغ ما تم توزيعه من الاراضي للفلاحين ما يقارب 2مليون فدان ثم ارتفع الى 4 مليون فدان
وكان الاهم والاعظم من كل ذلك هو التغير الذي طرأ على اوضاع الفلاح المصري واسرته حيث دخلت المدارس والوحدات الصحية والمياه النظيفة والجمعيات الزراعية ، كل هذا ادى الى ارتفاع منسوب التعليم والصحة والحالة الاقتصادية في الريف بفضل ثورة يوليو.
لقد كان اضخم واهم مشروعات الثورة هو بناء السد العالي والذي اختارته الامم المتحدة في العام 2000 كاعظم مشروع هندسي وتنموي في القرن العشرين والذي ادى الى استصلاح مايقارب 2 مليون فدان، لقد وصلت المساحة المزروعة بالارز الى مليون فدان ، كما ساعد السد على انتاج الطاقة الكهربائية ، لقد وصلت مصر خلال 18عام من عصر عبد الناصر الى الاكتفاء الذاتي من كل محاصيلها الزراعية .
وفي الجانب الصناعي فكان هناك :
مصانع الحديد والصلب .
مصانع عربات سكك الحديد
مصانع اطارات السيارات
مصانع الكابلات الكهربائية
مصانع انتاج الاسمدة
لقد كانت مصر في تلك الفترة متقدمة على دول كثيرة في صناعة الطائرات والمحركات النفاثة .
لقد قامت ثورة يوليو بتمصير كل الاموال والشركات الاجنبية ، ولقد وصل معدل النمؤ 7% وخلال عشر سنوات من عصر عبد الناصر تمكنت مصر ان تقوم بعملية تنمية هائلة تعادل اربعة اضعاف ما حققته خلال اربعين سنة سابقة في حين لم يزيد النمؤ في الدول المستقلة الاخرى عن 2.5%
لقد بلغت قيمة القطاع العام الذي بناه المصريون في عهد جمال عبد الناصر ب (1400) مليار دولار بمقياس ذاك الزمن ، كانت مصر تملك اكبر قاعدة صناعية في العالم الثالث بعدد ( 1200) مصنع منها مصانع صناعات ثقيلة وتحويلية واستراتيجية.
كان الفارق بين البرنامج النووي المصري والاسرائيلي يقارب العام والنصف فقط لصالح البرنامج الاسرائيلي ، كانت مصر تستشعر خطر البرنامج النووي الاسرائيلي لذلك كانت في سباق معه .
وفي التعليم احدثت ثورة يوليو قفزة هائلة لقد زاد عدد شباب المدارس والجامعات والمعاهد العليا خلال الفترة الوجيزة من المرحلة الناصرية الى 300%، لقد انخفظت نسبة الامية من 80%قبل يوليو الى 50% حتى العام 1970 بفصل مجانية التعليم لثورة يوليو، هذه المجانيةوهي من انتجت احمد زويل ويحيى المشد ومحمد النشائي ومجدي يعقوب وجمال حمدان ويوسف ادريس .
وعلى الجانب الديني وفي عهد جمال عبد الناصر والذي حاربه الاخوان المتأسلمون وقالوا فيه ما لا يُقال فقد تم زيادة عدد المساجد من 11الف مسجد الى21الف مسجد ، اي انه بنى 10 الف مسجد خلال ال18عام وهو مايعادل عدد المساجد التي بنيت في مصر منذو الفتح الاسلامي وحتى عهد جمال عبد الناصر ، سيذكر التاريخ العادل والمنصف ان جمال عبد الناصر هو اول رئيس مسلم في عهده جمع القرأن الكريم مسموعا "مرتلا ومجودا" وبصوت القاريء محمود خليل الحصري، وفي عهد عبد الناصر تم ترجمة القرأن الكريم الى كل لغات العالم ، كما انشأ جمال عبد الناصر اذاعة القران الكريم التي تذيع القرأن الكريم على مدار اليوم وبفضل هذه الاذاعة اسلم ما يقارب 2 مليون انسان ، كما جعل جمال عبد الناصر من جامعة الازهر التي تعلم العلوم الدينية الى جامعة شاملة يُدرس فيها الطب والهندسة ومختلف العلوم الاخرى ، فكان المبتعثين من الاطباء والمهندسين والمعلمين الى الدول الافريقية وغيرها يقومون بدورهم الانساني والديني معا.
على المستوى السياسي كان قرار تاميم قناة السويس في 26 يوليو من العام 1956 وردها الى مصر من اعظم القرارات وانجحها لثورة يوليو .
لقد امتد التاثير السياسي لهذه الثورة عربيا وافريقيا واسيويا وعالميا وكانت يد الثورة ممدودة لكل احرار وشعوب العالم ، لقد حدد جمال عبد الناصر مسار ثورة يوليو في دوائرها الثلاث (العربية - الاسلامية - الافريقية) ولقد بلغ عدد الدول الافريقية التي استقلت من المستعمر بفضل دعم وتأثير ثورة يوليو الى ( 30) دولة ، وقد كان لبلدنا اليمن بشطرية السخاء الاكثر والاوفر من الدعم فكان عنوان هذا الدعم هو انتصار ثورة سبتمبر واكتوبر المجيدتين .
لقد كان تاثير القائد والثورة عالميا فكان تأسيس حركة دول عدم الانحياز في 1سبتمبر من العام 1955 ابرز ملامح هذا التأثير العالمي لهذا القائد العظيم والمتفرد.
لقد كان جمال عبد الناصر هو اول زعيم عربي ومسلم يلقي خطابه باللغة العربية في الامم المتحدة في العام 1960م
اختم بالقول يوم رحيل جمال عبد الناصر كانت ديون مصر مليار دولار فقط وهي قيمة اسلحة تم شرائها من الاتحاد السوفيتي ، كان الجنيه المصري يومها يساوي ثلاثة دولار ونصف ويساوي 14 ريال سعودي وبوفاة عبد الناصر بدأت معاول الهدم تضرب في الصرح العملاق لتركة ثورة يوليو وقائدها ، كل هذه الانجازات العظيمة تمت بفترة لا تتجاوز ال 18 عاما.
تخيلوا هذا!!!!.