ازدواجية الخطاب الحوثي: بين دعوات التوحيد وممارسات العنصرية والطائفية
السبت 27 يوليو 2024 - الساعة 12:33 صباحاً
د . نادين الماوري
مقالات للكاتب
في ظل الوضع المتأزم في اليمن، تبرز ازدواجية الخطاب الحوثي كإحدى أبرز التحديات التي تواجه الشرعية اليمنية والتحالف العربي. هذه الازدواجية تخلق تناقضات واضحة بين ما يدعو إليه الحوثيون علنًا وما يمارسونه فعليًا، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والاجتماعي في اليمن.
تناقضات الخطاب الحوثي
منذ بداية انقلابهم على الشرعية، يسعى الحوثيون إلى تقديم أنفسهم كجماعة تسعى لتحقيق التوحيد والتكامل في المجتمع اليمني. يروجون لخطاب يدعو إلى العدالة والمساواة، ويرفض العنصرية والتعصب الطائفي. إلا أن ممارساتهم على أرض الواقع تعكس عكس ذلك تمامًا.
2. 1. الدعوة للتوحيد وتكامل المجتمع
- الخطاب العلني: يدعي الحوثيون أنهم يعملون على توحيد المجتمع اليمني وتعزيز التعاون بين مختلف مكوناته.
- الممارسة الفعلية: يتبين من الواقع أن الحوثيين يفرضون مذهبهم بالقوة، ويقومون بإثارة النزاعات الطائفية، مما يؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي لليمن.
2. إبراز الدين الواحد الشامل
- الخطاب العلني: يروج الحوثيون لفكرة أن الدين الإسلامي يجمع جميع اليمنيين تحت مظلة واحدة.
- الممارسة الفعلية: في الواقع، يستخدم الحوثيون الدين كأداة لفرض سيطرتهم وقمع معارضيهم، مما يزيد من التوترات الدينية والطائفية.
3. رفض العنصرية والتعصب
- الخطاب العلني: يدعي الحوثيون رفضهم للعنصرية والتعصب بكافة أشكالهما.
- الممارسة الفعلية: يمارس الحوثيون العنصرية بشكل ممنهج، مستهدفين كل من يعارضهم أو يرفض الخضوع لسلطتهم.
لماذا يشدد الحوثيون على العنصرية والطائفية؟
1. تعزيز السيطرة السياسية
- التفرقة والسيطرة: من خلال إثارة النزاعات الطائفية والعنصرية، يضمن الحوثيون تقسيم المجتمع وتفكيك أي تحالفات قد تشكل تهديدًا لسلطتهم.
2. شرعية دينية مصطنعة
- استخدام الدين كأداة: يبرر الحوثيون سلطتهم باستخدام تفسيرات دينية متشددة، مما يمنحهم شرعية مصطنعة تساعدهم في الحفاظ على نفوذهم.
3. تصفية المعارضة
- قمع المعارضين: العنصرية والطائفية توفر للحوثيين ذريعة لقمع المعارضين والتخلص منهم، بزعم أنهم "أعداء الدين" أو "خونة".
لماذا يسمحون لبعض قياداتهم بالانطلاق من داخل صنعاء؟
1. إبراز التنوع الظاهري
- التظاهر بالتسامح: يسمحون لبعض القيادات بالإدلاء بتصريحات متسامحة لتقديم صورة إيجابية للجماعة أمام المجتمع الدولي.
2. استراتيجيات إعلامية
- التلاعب بالرأي العام: استخدام خطاب مزدوج يمكنهم من كسب تعاطف دولي، مع الاحتفاظ بخطاب متشدد داخليًا لضمان السيطرة.
3. تكتيكات سياسية
- تقديم واجهة إصلاحية: بعض القيادات تتحدث بلهجة إصلاحية لتقديم الحوثيين كجماعة منفتحة وقادرة على التفاوض، مما يكسبهم دعمًا دوليًا ويمنحهم الوقت لتعزيز سيطرتهم.
دعوة للتحالف والشرعية
في ضوء هذه التناقضات، يتعين على الشرعية اليمنية والتحالف العربي تبني استراتيجية متكاملة لمواجهة هذه الازدواجية الحوثية. يجب العمل على كشف هذه التناقضات أمام المجتمع الدولي، وتعزيز الدعم الإنساني والسياسي للمناطق التي تعاني من سيطرة الحوثيين. بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الشرعية والتحالف تعزيز الوحدة الوطنية والتكاتف بين مختلف مكونات المجتمع اليمني لمواجهة هذه التحديات المشتركة.
ختامًا، إن التصدي للخطاب الحوثي المتناقض يتطلب رؤية واضحة وإرادة قوية من كافة الأطراف المعنية، لضمان استعادة اليمن لسيادته وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
▪︎ اكاديمية ودبلوماسية