الإرهاب الداخلي: الحوثيون والصرب وجهان لعملة واحدة بقتل الشعوب

الاربعاء 07 أغسطس 2024 - الساعة 10:29 مساءً

 

في التاريخ الحديث، برزت العديد من الجماعات المسلحة التي استخدمت العنف والقتل لتحقيق أهدافها السياسية. من بين هذه الجماعات، نجد الحوثيين في اليمن والصرب في البوسنة والهرسك. رغم الفروق الجغرافية والتاريخية بين اليمن والبلقان، فإن الأساليب الوحشية والتكتيكات العنيفة التي اتبعتها هاتان الجماعتان تكشف عن تشابه مروع في تعاملهما مع الشعوب التي عانت من حكمهما.

 

جرائم ضد الإنسانية..

 

بدأت حرب البوسنة والهرسك في عام 1992 عندما أعلنت البوسنة استقلالها عن يوغوسلافيا، مما أدى إلى صراع دموي استمر حتى عام 1995. ارتكب الصرب، بقيادة زعماء مثل رادوفان كاراديتش وراتكو ملاديتش، جرائم مروعة ضد الشعب البوسني، بما في ذلك التطهير العرقي والإبادة الجماعية. قتل آلاف البوسنيين بوحشية في مذبحة سربرنيتسا، وأجبر مئات الآلاف على الفرار من منازلهم.

 

على الجانب الآخر، ومنذ سيطرة الحوثيين على صنعاء في 2014، يعاني اليمنيون من انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. استخدم الحوثيون تكتيكات عنيفة لقمع المعارضة والسيطرة على المناطق الاستراتيجية، مما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين. تقارير عديدة وثقت استخدامهم للألغام الأرضية، والهجمات العشوائية على المناطق السكنية، والتعذيب والاحتجاز التعسفي للمعارضين.

 

تدمير المساجد والمنازل

 

كما دمر الصرب المساجد والمنازل في البوسنة، قام الحوثيون بتدمير المساجد والمنازل في اليمن. لقد استهدفوا بيوت الله بشكل ممنهج لتدمير الروح المعنوية للمواطنين وترسيخ الخوف والسيطرة. تدمير المنازل والتهجير القسري شتت آلاف العائلات وجعلها بلا مأوى، مما أضاف إلى معاناتها اليومية.

 

التطهير العرقي والقتل العمد

 

الصرب في البوسنة استخدموا التطهير العرقي لفرض هيمنتهم. وبالمثل، يسعى الحوثيون إلى تطهير اليمن من أبناء حمير ومذحج وسباء وكهلان وكنده. عمليات القتل العمد والهجمات على المدنيين أصبحت جزءًا من تكتيكاتهم لترويع الشعب والسيطرة عليه.

 

الاغتصاب والفساد الأخلاقي

 

من أبشع الجرائم التي ارتكبها الصرب خلال الحرب كانت الاغتصاب المنهجي للنساء والأطفال، وهي جريمة ضد الإنسانية تركت ندوبًا لا تمحى على ضحاياها. الحوثيون لم يكونوا أقل وحشية، حيث تم توثيق حالات عديدة من الاغتصاب والانتهاكات الجنسية ضد النساء والأطفال في المناطق التي يسيطرون عليها. هذه الجرائم الفظيعة تهدف إلى إذلال وتدمير المجتمعات المستهدفة نفسيًا ومعنويًا.

 

استراتيجية الترهيب والسيطرة

 

تعتمد كل من الجماعتين على استراتيجية الترهيب والسيطرة المطلقة لتحقيق أهدافها. استخدم الصرب الحصار والقصف العشوائي لإرهاب سكان المدن مثل سراييفو، حيث استمر حصارها لمدة 1425 يومًا، مما جعل الحياة اليومية جحيمًا للسكان.

 

وبالمثل، يستخدم الحوثيون الحصار لتجويع المدن والقرى التي ترفض الخضوع لسيطرتهم. مدينة تعز، على سبيل المثال، عانت من حصار طويل أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، مما جعل الحياة اليومية صعبة للغاية للسكان.

 

دور المجتمع الدولي

 

لقد كان دور المجتمع الدولي في التعامل مع هذين النزاعين موضوعًا للجدل والنقد. في البوسنة، استغرق الأمر سنوات قبل أن يتدخل الناتو بعملية عسكرية لوضع حد للعنف. لكن التدخل جاء بعد وقوع خسائر بشرية هائلة ومعاناة لا توصف.

 

وفي اليمن، يتعثر المجتمع الدولي في إيجاد حل فعّال للأزمة. رغم الجهود الدبلوماسية المستمرة، فإن العنف مستمر والمأساة الإنسانية تتفاقم. العقوبات الأممية والتدخلات الإقليمية لم تحقق حتى الآن السلام المنشود، بل أحيانًا تزيد من تعقيد الأوضاع.

 

▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقاً 

خاتمة

 

التشابه بين الحوثيين والصرب في استخدام العنف والقتل لتحقيق أهداف سياسية يشير إلى نمط مشترك من الإرهاب الداخلي الذي يهدد سلامة واستقرار الشعوب. إن هذه المقارنة تذكرنا بضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في حماية المدنيين ووضع حد لجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. في نهاية المطاف، لا يجب أن يُترك الشعوب ضحية لجماعات تسعى للسيطرة بالقوة والعنف، ويجب العمل بجدية لتحقيق العدالة والسلام المستدام.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس