صنم جديد للإصلاحيين..

الاربعاء 21 أغسطس 2024 - الساعة 11:50 مساءً

 

لم أكن أتخيل أن "فداء الدين" قد يصبح مقدساً إلى هذا الحد لدى الإصلاحيين! تصوروا أن أكثر من عشرة زملاء دراسة قاموا بحذفي بسبب منشور بسيط انتقدت فيه فداء الدين بشكل خفيف، وطرحت تساؤلاً حول سبب عدم استغلاله لمنصته وشعبيته في تعبئة عقول الشباب علمياً وهندسياً، أو في الدفاع عن وطنه ضد جماعة الحوثي.

 

حذفت أكثر من عشرين تعليقاً مليئاً بالسباب والشتائم، وكأنني مسست بذات مقدسة وليس بشخص عادي. فداء الدين، الذي تعتمد فيديوهاته على الفلاتر والمظاهر الزائفة، يدعي أنه حقق العلامة الكاملة في جامعة ألمانية غير معروفة، تحتل المرتبة 1201 عالمياً، مماثلة لجامعات عربية. ولكنه لم ينشر شهادته أو بحثه العلمي ليستفيد منه الباحثون والمهندسون. فإذا كان قد حقق الدرجة الكاملة، لماذا لم تُمنحه الجامعة أو ألمانيا منحة لدراسة الدكتوراه أو وظيفة أكاديمية؟ أم أن هناك مئات الطلاب الذين حققوا نفس العلامة؟

 

ما الذي يجعل شخصاً متفوقاً علمياً في بلد مثل ألمانيا، الذي يقدس العلم والعمل، يتحول إلى درويش وداعية يروي قصصاً سمعناها في الصف الأول الابتدائي؟ ولماذا يستنفر الإصلاحيون بهذا الشكل الجنوني ضد أي نقد لفداء الدين، ويتعرضون للمهاجمين دفاعاً عنه، سواء من يعرفونهم أو لا يعرفونهم؟

 

من المعروف أن إحدى شركات أبناء عبد المجيد الزنداني تمول فيديوهات فداء الدين، والدعم والترويج الذي يتلقاه يهدف إلى السيطرة على عقول الشباب ونشر فكر آل الزنداني وجماعته. نحن نعلم تماماً من يقف خلفه، وكيف بدأ، وإلى أين يسير، وما الهدف من ذلك.

 

إن تجهيل اليمنيين وتحويل عقولهم من الجانب العلمي إلى الجانب الروحي والخيالي هو هدف التنظيمات والجماعات الدينية منذ الأزل. الهدف هو تجهيل الشعوب لتسهيل حكمهم والتحكم بهم. أكرر دعوتي لفداء الدين ولكل الشباب اليمني الذين تتوفر لهم الإمكانيات أن يوجهوا عقول الشباب نحو العلم والعمل والمعرفة، بدلاً من إغراقهم في الأوهام والخيال. إن مستقبل اليمن يعتمد على عقول واعية، وليس على خرافات وأوهام تتبناها بعض الجماعات لتحقيق مآربها.

 

اليمنيون في الوقت الحالي لا يحتاجون إلى تجديد الخطاب الديني بقدر ما يحتاجون إلى حلول عملية لتحدياتهم. ورغم أن الشخص ليس متطرفاً وطرحه جيد، إلا أن المجتمع اليمني اليوم بحاجة إلى حلول عملية أكثر من حاجته إلى خطاب ديني جديد. ورغم الانتقادات التي وُجهت له، فإنها كانت غير مبررة لأنه لم يستحق كل هذا الاهتمام. لماذا لا يستخدم قدرته الكلامية في فضح جماعة الحوثي؟ أم أنه يترك لنفسه مجالاً للعودة إليهم؟ مجرد تساؤل يتداوله العامة

111111111111111111111

حموداحمديوسف شعف

2019-November-29

لمتاعةالاخبار


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس