تعز تلك المحافظة البائسة يبدو أن الحظ سيبتسم لها بعد أن ظلت لسنوات طويلة مغيبة في سراديب مشاريع السلالة والخلافة.

وليس بوسعنا سواء أن نستبشر بقدوم رئيس مجلس القيادة و نعلق الآمال على هذه الزيارة، لانتشالنا من مستنقع الانتهازية والحسابات السياسية الضيقة، التي أنعكست سلباً على الخدمات العامة.

وبعيداً عن المزايدات والتطبيل الذي ينظر له المواطن باحتقار شديد، المواطن لا يحتاج من هذه الزيارة أكثر من حضور الدولة بمؤسساتها وخدماتها، زيارة الرئيس إن لم يكن لها أثر ملموس في تحسين الخدمات العامة، وإنها الجبايات، وإخلاء المباني الحكومية من المجاميع المسلحة، وافتتاح مشاريع تنموية في المحافظة، وإنها ملشنة المؤسسة الأمنية والعسكرية، والعمل على انتزاع تعز من أحضان دويلة الخلافة وإعادتها إلى أحضان الدولة المدنية، ستكون الزيارة بلا فائدة وندبة عار على المجلس، وستفقد المواطن الثقة بالمجلس الرئاسي وستعمل على زيادة اتساع الفجوة بين المجلس والمواطنين أكثر وأكثر.

وما يلفت الأنظار ان اعمال الترميم في السابق كانت تضل لأشهر، ولكن مع الإعلان عن قدوم رئيس مجلس القيادة سارعت السلطة المحلية بتعز في غضون أيام قليلة على تغطية فشلها، والعمل على إنها العشوائيات وتنظيم وتحسين المدينة، ومنع التجول بالسلاح، بعد أن ضاقت المدينة ذرعاً بالمجاميع المسلحة وحالات القتل والنهب..

وبذلك تثبت السلطة المحلية أنها طوال السنوات السابقة كانت  تستطيع عمل ذلك بل وأكثر، ولكنها كانت تكتفي بالتحجج بالعديد من الحجج .. ومنها عدم توفر ميزانية، ويرى الكثيرون أن المدينة ستعود فور مغادرة الرئيس إلى وضعها السابق ما لم يتم طرح هذه القضية على رئيس مجلس القيادة لقول كلمته الفاصلة.