عندما تتقزم تعز ..
الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - الساعة 10:30 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
الزخم الكبير الذي سبق زيارة رشاد العليمي لتعز والاستقبال الحاشد والمرتب سلفا اعطى صورة في غاية السؤ لهذه المحافظة الممتدة جذورها عميقا لكل جغرافية اليمن ، كنا نعتقد ان تعز تجاوزت الرؤى البليدة والمتخلفة للمناطقية والتعصب ، هذا الاحتشاد والاستقبال الكبير لايعكس الصورة الحقيقية لتعز ، تعز الكبيرة بانتمائها لليمن الكبير ، تعز التي استقبلت العليمي اليوم ليست تعز التي عرفناها نحن ابنائها ولا هي تعز التي عرفها كل ابناء اليمن ، والسوأل ماهو الانجاز الذي حققه هذا ( المتصحر) لتعز اولا ثم لليمن؟!! هذا الرشاد كان اكبر مقلب واكبر خازوق ، للبعاع الذين حملوا صور( المتصحر) واحتشدوا وطبلوا وزمرٌوا وهرٌجوا..
في هذه اللحظة الغوغائية البائسة اقول هل نسيتم ان تعز بلا ماء ، بلا كهرباء بل ويتم خصخصتها ، شوارعها حفر ومطبات ، القمامة تملأ الازقة والامكنة ، الكثير يموتون جوعا في بيوتهم ؟!!، هل نسيتم ان تعز مدينة متوحشة ، مختطفة من قبل سالم وجماعته؟!! ، مؤسسات الدولة وبيوت الناس محتلة من قبل جيش وامن الكتاتيب ، تعز على مدى عشر سنوات تدار بعقلية اللصوص وتجار الدين ، وارتفع منسوب اللصوصية والفساد من خلال التشارك والتخادم بين (الاصلع البدين) وشركائه في المقر ، هذا الاحتشاد المصروف عليه ما يقارب ال(3) مليار ريال كان كفيل ان يحل مشاكل الكهرباء والمياه، هذا التجمهر الغوغائي اظهر تعز الممتدة على كل جغرافية اليمنية بطابع مناطقي عصبوي.
انا اتشائم دائما من معاني الاسماء حتى من اسمي فإن كنت احمد سعيد فانا في واقع الحال لست سعيدا ، ففي الاغلب تكون الاسماء نقيضه لافعال صاحبها ، وينسحب هذا القول على رؤساء الدول فنقول الاسد وهو اسد متوحش على شعبه لكنه نعامة امام اسرائيل ،ونقول مبارك وفي عهده دخلت مصر مرحلة الفقر والعوز والتسول فكانت تبيع مواقفها للمشتري الاقليمي والدولي ، ونقول زين العابدين وفي عهده كانت تونس اكثر الدول قمع وبوليسية ، ونقول صالح وهو اعتلى الحكم قاتلا ورحل عنه مقتولا .
اليوم تتكرر الصورة بكل الابعاد في رشاد العليمي فلا هو راشد ولا هو يعلم .
كان الاجدر بكم ان تخرجوا ابتهاجا بالعليمي في الحالة التي يكون لدى تعز محافظ جيد وامين ، في حالة وجود مناخ امني حقيقي يحمي حقوق الناس ويصونها، في حالة وجود كهرباء تنير لكم ظلمة الشوارع ومياه نظيفة تشربونها ومشافي حكومية مجهزة بدل المتاجرة بارواحكم في مشافي خاصة اغلبها مملوكة لذوي النفوذ والسلطة، ارقصوا في حالة وجود قانون حقيقي ونافذ يطبق على الجميع ، ابتهجوا وافرحوا في حالة وجود هيكلة حقيقية للجيش والامن في تعز بعيدا عن سيطرة طرف معين يعلمه الجميع ، ارفعوا صور العليمي في حالة وجود مناخ تشاركي حقيقي يصنعه ابناء تعز مجتمعين لا جماعة معينه خبرتها تعز على مدى عشر سنين وكانت عنوان للاقصاء واللصوصية والفساد والافساد .
كان الاجدر بتعز ان ترفع ملصقات عنوانها العليمي لايمثلني ، البركاني لايمثلني ووسط هذه الزفة غابت احزاب الغفلة ففي كل يوم وكل موقف تنكشف سوأة هذة الاحزاب العليلة والمحنطة .