هل قدِم العليمي إلى تعز بيدين مفرغتين؟

الثلاثاء 27 أغسطس 2024 - الساعة 10:31 مساءً

 

السؤال الجوهري: هل سوف يستمر العليمي في تعز على الأقل نفس المدة التي قضاها النائب عبد العزيز جباري؟ وهل سيقوم بزيارات ميدانية يتلمس فيها احتياجات المواطنين ويزور المؤسسات الخدمية والسلطة المحلية، ويقوم بإجراء تغييرات جذرية للفاسدين والفاشلين في الأجهزة الأمنية والعسكرية؟ أم ستكون الزيارة فقط من أجل مباركة قبضة مليشيات الإصلاح الحديدية على عنق تعز وعنق أبناء تعز والعودة فرارًا إلى عدن؟ وهل يحمل الرئيس حلولًا حقيقية لمشاكل تعز الخدمية مثل الكهرباء والماء والطرقات والمستشفيات؟.

 

تعز، المدينة التي كانت تُعتبر يومًا ما منارةً حضاريةً وثقافيةً، تعيش اليوم في واقع مرير يتجسد في انقطاع الخدمات الأساسية وغياب الأمان وتفشي الفساد. زيارة الرئيس رشاد العليمي لمحافظة تعز تأتي في ظل هذه الظروف الصعبة، وهي زيارة تتباين حولها الآراء بين التفاؤل والتشاؤم. هل ستُفضي هذه الزيارة إلى حلول عملية تسهم في تحسين حياة المواطنين، أم أنها ستكون مجرد خطوة شكلية تُكرّس من خلالها الأوضاع الراهنة؟.

 

التحديات التي تواجه تعز ليست جديدة، فهي نتيجة تراكمات سنوات من الإهمال وسوء الإدارة والفساد. ومع ذلك، فإن المواطنين يعلقون آمالهم على زيارة العليمي بأن تكون بدايةً لمرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. إلا أن هذه الآمال لن تتحقق إلا إذا كان الرئيس جادًا في مواجهة التحديات الحقيقية التي تعاني منها المحافظة.

 

في مقدمة هذه التحديات تأتي المشاكل الخدمية مثل الكهرباء والماء والطرقات والمستشفيات. تعز بحاجة إلى خطة شاملة لتحسين البنية التحتية وإعادة تأهيل المرافق العامة. لكن هذه الخطط لن تكون ذات جدوى ما لم يتم معالجة الجذور العميقة للمشاكل المتمثلة في الفساد المستشري داخل المؤسسات الخدمية والحكومية. فإذا كانت زيارة العليمي ستركز فقط على الشكليات دون اتخاذ إجراءات حاسمة لإصلاح هذه المؤسسات، فإن الوضع سيبقى على حاله، بل وربما يزداد سوءًا.

 

من جهة أخرى، يبقى الوضع الأمني في تعز نقطة حرجة تتطلب اهتمامًا خاصًا. الأجهزة الأمنية والعسكرية بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة للقضاء على العناصر الفاسدة والفاشلة التي أسهمت في تدهور الأوضاع الأمنية. لكن السؤال يبقى: هل سيجرؤ العليمي على اتخاذ هذه الخطوات الجذرية، أم أنه سيفضل الإبقاء على الوضع الراهن تجنبًا لفتح جبهات جديدة قد تهدد استقراره السياسي وتقلب جماعة الإصلاح ضده؟.

 

كما لا يمكن تجاهل النفوذ الذي تمارسه مليشيات الإصلاح في تعز. هذا النفوذ أصبح أحد العوائق الرئيسية أمام تحقيق الاستقرار والتنمية في المحافظة. إذا كانت زيارة العليمي تهدف فقط إلى مباركة هذا النفوذ وتعزيز سيطرة الإصلاح على مفاصل تعز، فإن ذلك يعني استمرار معاناة المواطنين وعدم تحقيق أي تقدم يُذكر.

 

تعز تنتظر من الرئيس العليمي أفعالًا حقيقية تلامس الواقع وتحقق التغيير المنشود. فالأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت هذه الزيارة ستؤدي إلى تحسين حقيقي في حياة الناس، أم أنها ستكون مجرد زيارة بروتوكولية تضاف إلى سجل الزيارات الرسمية التي لم تحقق شيئًا يُذكر.

 

احتشدت تعز لاستقبال العليمي، فهل سيواجه وفاء المواطنين بالنكران؟ وهل قدِم لهم بيدين مفرغتين إلا من أموال دُفعت لتحنيط صوره على الجدران، ومقابل مواصلات لحشد طلاب المدارس، ومصاريف قات للجوقة؟"

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس