اغتصاب طفل رداع: سقوط المليشيات الحوثية في مستنقع الانحطاط الأخلاقي
الاحد 01 سبتمبر 2024 - الساعة 08:34 مساءً
د . نادين الماوري
مقالات للكاتب
في ظل استمرار الحرب في اليمن، تتفاقم الانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها المليشيا الارهابية الحوثية، ومع كل يوم يمر، تكشف هذه الجماعة عن وجهها الحقيقي الذي لا يمت للدين أو الإنسانية بصلة. حادثة اغتصاب طفل في السجن المركزي برداع من قبل أحد المشرفين الحوثيين تعد واحدة من أبشع الجرائم التي تعرض لها المجتمع اليمني، والتي تعكس الانحلال الأخلاقي وتفكك القيم الإنسانية في صفوف هذه الجماعة.
تعد هذه الجريمة مثالاً صارخاً على ما أصبحت عليه المليشيا الارهابية الحوثية من عصابة تفتقر إلى أي ضوابط دينية أو أخلاقية. هذه المليشيا التي تدعي الدفاع عن قيم الإسلام والوطن، تغرق في ممارسات لا يمكن وصفها إلا بالهمجية والبربرية، بعيداً عن أي معايير إنسانية أو شرعية.
منذ أن سيطرت على أجزاء من اليمن، تحولت المليشيا الحوثية إلى قوة قمعية لا تتورع عن استخدام أي وسيلة لترسيخ نفوذها، بما في ذلك اغتصاب الأطفال والنساء في سجونها ومعتقلاتها. حادثة اغتصاب الطفل في رداع تأتي لتعيد إلى الأذهان العديد من الجرائم المماثلة التي ارتكبتها عناصر هذه الجماعة، حيث يتم استخدام الأطفال والنساء كأدوات لتحقيق غاياتهم الدنيئة، ضاربين عرض الحائط بكل القيم الدينية والأعراف الاجتماعية.
الجريمة التي ارتكبها المشرف الارهابي الحوثي عبدالكريم أحمد صلاح العمراني، والتي هزت ضمير القبيلة اليمنية وأثارت الرأي العام، لم تكن حادثة معزولة. بل هي جزء من سلسلة متواصلة من الانتهاكات التي ترتكبها هذه المليشيا ضد الشعب اليمني. ومع ذلك، لا تجد هذه الجرائم سوى محاولات للتضليل والتغطية من قبل قيادة الجماعة، في محاولة لامتصاص غضب القبائل وتفادي مواجهة الحقائق.
هذا الانفلات الأخلاقي والجنائي الذي يعيشه المستوطنون الحوثيون لم يكن ليحدث لولا البيئة التي وفرتها لهم سلطتهم القمعية، حيث لا قانون ولا عدالة تردعهم عن ارتكاب المزيد من الجرائم. يتمتع مرتكبو هذه الجرائم بحماية من القيادة الحوثية، ما يشجع على تفشي هذه الظاهرة واستمرارها.
إن محاولات المليشيا الحوثية الارهابيه للادعاء بأن الجاني في حادثة رداع كان أحد نزلاء السجن، يكشف عن منهجية التضليل التي تتبعها الجماعة في كل مرة تواجه فيها فضيحة جديدة. ولكن مع تزايد الضغوط القبلية والشعبية، أُجبرت الجماعة على إصدار حكم مستعجل لإعدام الجاني، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي. إلا أن التراجع عن تنفيذ الحكم بحجة عرضه على المحكمة العليا يظهر بوضوح نية المليشيا في المراوغة واستمرار التغطية على جرائمها.
لا يمكن لهذه الجرائم أن تمر دون ردع، وعلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أن تتحرك بشكل عاجل للضغط على الحوثيين لوقف هذه الممارسات الوحشية. كما يجب على الشعب اليمني أن يتكاتف لمواجهة هذه العصابة التي لا تتردد في ارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية.
حادثة اغتصاب طفل رداع ليست مجرد جريمة ضد فرد، بل هي جريمة ضد مجتمع بأكمله وضد القيم الإنسانية. يجب أن تكون هذه الجريمة بمثابة صرخة استيقاظ للجميع حول حقيقة ما يجري في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية، ودعوة للتحرك العاجل لوضع حد لهذه الفظائع المستمرة.
▪︎ اكاديمية ودبلوماسية سابقاً