القيادات العدمية وصراع الديكة ..

الاربعاء 04 سبتمبر 2024 - الساعة 01:54 صباحاً

 

كانت ولا تزال مدينة تعز مصنعًا لإنتاج القيادات الوطنية والنضالية والسياسية المهنية. ولكن مع الأسف، عندما حان الدور لتعز لقيادة البلاد، تصدرت شخصيات من أسوأ وأردأ ما أنجبت اليمن وهما العليمي رئيس مجلس القيادة والبركاني رئيس مجلس النواب. حيث أن المتتبع للشأن العام يلاحظ صراع الديكة العدمي على التصدر  بإسم تعز، وكما يقول الشاعر "وكل يدعي وصلاً بليلى، وليلى لا تقر لهم بذاك".

 

زار العليمي تعز، وتم تبديد مليارات من ميزانية الدولة لحشد طلاب المدارس الذين لا يفقهون سبب حشدهم. وقد لوحظ أن العديد من الأطفال، وأعني طلاب المدارس الذين تم حشدهم، وضعوا صور العليمي على الأرض وجلسوا عليها، مما يعكس المشاعر المزيفة التي لا تعبر عن حقيقة ولا عن منجز يمكن أن يجعل هذه الشخصية محفورة في الأذهان والقلوب لدى الناس. بل على العكس، أسهم ذلك في تشكيل صورة مشوهة له، وهو يظهر من داخل المدرعة خائفًا مترقبًا، وتعابيره مليئة بالرعب والخوف.

 

إنفاق كل هذه المليارات من ميزانية الدولة كان هدفه التفاخر أمام أصحاب القرية، وأقصد الأطفال. أما عجائز القرية فتعرفه تمامًا، وكما قال الشاعر: 'فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقصٌ.. ووا أسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضلُ.' بعد وضع صورته على الأرض والانتقادات الساخرة التي ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، عاد خلسة إلى عدن خوفًا من أن يتخطفه الطيران المسيّر لجماعة الحوثي الإرهابية، التي لم يفعل شيئًا يُذكر لمواجهتها منذ توليه رئاسة مجلس القيادة الرئاسي وحتى اليوم، ولو استمر الدهر كله، لن يفعل شيئًا.

 

شاهد البركاني الأطفال يقفون للعليمي، فامتلأت بطنه المنتفخة بالغيرة، فحزم أمتعته ومرافقيه وانطلق إلى الحجرية. الفرق أن البركاني لا يملك السيولة المالية التي يمتلكها فخامة الرئيس ولا شركاته. لم يستطع البركاني تحمل الهزيمة المعنوية بوجود شخص داخل الحجرية ينافسه على الهنجمة الزائفة والمشيخة -التي لم يعد لها وزن- أمام أهالي القرية البسطاء، الذين أهلكهم الفقر والجوع والمرض في ظل سيادته وسيادة من أوصى به.

 

أبناء تعز واليمن ككل وجدوا أنفسهم أمام مستقبل ضائع، محاصرين بين مطرقة الحوثي وسندان هذه الشخصيات الهزلية الطفولية الفاقدة لسمات القيادة. والمعروف عن الحجرية أنها عقل تعز ودينامو حركات التحرر الوطني، ولكن من سخريات القدر أن تتصدر هذه الشخصيات الهزاية راية تعز والجمهورية اليمنية.

 

المتابع للزيارتين يجد أنهما تمتا في غضون أسبوع واحد، ويلاحظ أنها مجرد حركات بهلوانية لم تلاقِ تفاعلًا من قلوب أبناء الحجرية وتعز. فلم يخرج لاستقبالهم سوى أطفال المدارس الذين تم حشدهم بشكل أعمى إلى قارعة الطريق. إنه لمن سخرية الزمان أن تتصدر هذه الشخصيات، بأجسام الفيلة وأحلام العصافير، الحكومة الشرعية باسم تعز. تعز التي قدمت لليمن عبر التاريخ كل ما يجب، من المؤسف والمحزن أن تكون هذه الشخصيات الهزيلة، الركيكة، والفارغة من الفكر والسياسة والحنكة القيادية هي التي تتصدر باسمها، في الوقت الذي توجد فيه آلاف الكوادر والقيادات الوطنية والسياسية القادرة على صنع تغيير حقيقي في هذا النفق المظلم الذي نعيشه منذ عشر سنوات. إن تصدير مثل هذه الشخصيات التي تعاني من عقدة النقص وتنتهج صراع الديكة يأتي ضمن مسلسل تدمير تعز وتقويض قدرتها على خلق القيادات الفارقة

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس