شكر مستحق إلى عبدالملك الحوثي..

الخميس 05 سبتمبر 2024 - الساعة 01:59 صباحاً

 

من لا يشكر الناس لا يستحق الشكر، ولان تقديم الشكر لمن يستحق من شيم الرجال، كان لزام علينا أن نتقدم بالشكر الجزيل لواحد من أهم الشخصيات التي لعبت دورا مهما في تاريخنا المعاصرة، انه "عبدالملك الحوثي" قائد المسيرة القرآنية وجماعته واتباعه الذين كان لهم الفضل على هذا الجيل من اليمنيين، في فهم حقائق التاريخ كما هي ودون مبالغة. 

 

ألا يكفي أن عبدالملك الحوثي، وجماعته اختصروا علينا نحن الذين ولدنا بعد ثورة سبتمبر 1962م، الكثير من الوقت والجهد للتعرف على حقيقة الإمامة واستيعاب تاريخها الحافل بالجهل والظلام. 

 

إلا يكفي أننا لولا عبدالملك وجماعته الذين عادوا إلينا في 21 سبتمبر 2014م، وفي غفلة من التاريخ، لما أدركنا عظمة وأهمية ثورة 26 سبتمبر، ودور الإمامة وخطرها على حياة اليمنيين. 

 

فقبل ذلك التاريخ المشؤوم، كنا نسمع ونقرأ عن العهد الإمامي وكأنه قصة من قصص ألف ليلة وليلة، رغم اجتهادات الكتاب والباحثين في وصف معاناة اليمنيين وممارسات الإمام الجائرة بحقهم، وسرد حكاياته وافعاله، ورغم ما تضمنته تلك الكتابات والروايات من أحداث ماسأوية، الا أنها لم تستطع أن تصور حقيقة بشاعة ذلك العهد كما هو، أو تحيط بجرائمه لكثرتها وتعددها، حتى جاء عبدالملك وجماعته من أقاصي الكهوف واطلوا علينا من ظلام ذلك العهد، حاملين معهم كل مساوئ الإمامة ليفرضوها بالقوة والقهر والغلبة.. ويمارسوا بحق مايزيد عن ثلاثين مليون يمني جرائم الإبادة والتهجير، منذ مايزيد عن عشر سنوات ونحن نعيش واقع الإمامة في أصدق تجلياته. 

 

هل كنا سندرك ظلام ذلك العهد ونهار وعظمة ثورة سبتمبر المقدسة رغم كل ما رافقها من انتكاسات يتحمل نتائجها أنظمة الحكم المتعاقبة التي ابتعدت عن روح وأهداف ثورة سبتمبر ما اتاح لأعدائها أن يتسللوا إليها ويعودوا للواجهة من جديد بعد ان نجحوا في اسقاطها من الداخل والسيطرة على عاصمتها.. والعديد من المحافظات الأخرى، التي تعيش اليوم في ظل حكم الإمام الجديد، الذي يعمل ليلا ونهارا على اجهاض روح وقيمة ورمزية سبتمبر.. ويحاول فرض ولايته السلالية بالقوة والقهر كبديل لتاريخنا المقدس 26 سبتمبر 1962م.. هل كنا سنتدرك ذلك لولا هذا "السيد". 

 

إن الحق أقول لكم يا "قائد المسيرة القرآنية".. لولاك لما استوعبنا عظمة الرجال من قادة ومناضلي ثورتنا المقدسة، الذين ضحوا بأرواحهم وسقوا بدمائهم أرض اليمن وهم يواجهون اجدادك، من أجل حريتنا وكرامتنا وعزتنا.. التي تحاول جاهدا ان تسلبها منا مجددا لتعيدنا إلى ما قبل سبتمبر 1962م، حيث كان أجدادك يحكمون الشعب بالقوة والقهر، كما تتوهم اليوم، وتعاملون معهم على أنهم مجرد رعايا وخدم لهم.. منطلقين من عقيدة ولايتهم العنصرية السلالية الزائفة التي تدعون بأنها تمنحكم الحق المطلق في استعباد الناس.. كما تحاول فرضها علينا أنت وجماعتك منذ سبتمبر 2014م. 

 

إننا ومن منطلق شعورنا بالامتنان لك، نشكرك كثيرا، وردا للجميل ننصحك ونذكرك بأن أجدادك ولما يزيد عن ألف عام حاولوا بكل السبل فرض ولايتكم العنصرية السلالية على الشعب اليمني، ولكن باءت جميعها بالفشل وكان مصيرها الزوال على يد القائد الوطني السبتمبري البطل علي عبدالمغني وإخوانه المناضلين الأحرار في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م.. وهو أمر يستحيل أن تعيده.. هل تعلم لماذا? لأنك ومنذ أن أسقطت الدولة اليمنية أثبت لنا أنك لست سوى "إمام جديد" يريد أن يعيد التاريخ إلى الوراء مع إستحالة ذلك الوهم، لأن النهر لا يمكن ان يعود إلى مصبه، ونهر سبتمبر يتدفق إلى الأمام دائما..وشعب اليمن لن يقبل العبودية بعد أن تنفس الحرية ولن يتخلى عن حلمه السبتمبري، أو يقايض بالدماء التي سألت وأروت أرض اليمن لتزهر حرية وكرامة، ليسلم حياته لجماعة كانت سببا في انقطاع اليمن عن العالم لعقود طويلة من الزمن، ونظام مثل إهانة لحضارة اليمن وعراقة شعبه وكان مسبة لتاريخه وعصره.. وانت وجماعتك مسبة الحاضر والمستقبل. 

 

هل تعلم يا عبدالملك، أننا ما كنا نصدق روايات أجدادنا وهم يحدثونا عن ثالوث الفقر والجهل والمرض الذي اتسم به حكم أجدادك وانتشر في عهدهم بين اليمنيين، كنا نقول أن ذلك من باب المبالغة في الوصف، ولم ندرك حقيقة ذلك الا في عهدكم وفي مناطق سيطرتكم.. وبفضلكم أصبح غالبية الشعب فقراء لا يجدون قوت يومهم ويعيشون على ما تجود به وتقدمه المنظمات الدولية من مساعدات ومعونات لم تسلم من نهبكم وسرقتكم لها.. فما أكثر الذين ماتوا من الجوع ولم يجدوا قيمة رغيف خبز يسد رمقهم.. وما أكثر الذين فارقوا الحياة وهم يبحثون عن قيمة حبة دواء.. وما أكثر من مات قهرا وكمدا نتيجة الظلم والجور الذي تعرضوا له من جماعتك وانصارك.. وما اكثر المظلومين القابعين ظلما في سجونكم وزنازينكم، أتظن بعد كل الممارسات الظالمة التي تقومون بها أن الشعب اليمني سيقبل بكم? او اننا سنتخلى عن ثورتنا المجيدة ونسلم لكم! 

 

إنكم وبفضل سياستكم التدميرية العنصرية السلالية تلك، أصبح العيش في ظل سيطرتكم من المستحيلات، وسينتفض الشعب يوما ما مهما توهمت بغير ذلك.. هذا الشعب الذي لا يوجد بيت الا وفيه شهيد ارتقى وهو يواجه جماعتك كما واجه اجداده اجدادك، يستجمع قواه للأخذ بالثأر وثق بأن ذلك اليوم لقريب..

 

كيف لا وقد بات التعليم عبء على المواطنين الخاضعين لسلطتكم.. وفقد المعلم وأستاذ الجامعة، قيمته ومكانته وبات كل همهم توفير لقمة العيش وحبة الدواء لأسرهم بعد أن حرمتهم من حقهم الأساسي والدستوري والإنساني والديني من الراتب.. ففي ظل حكم سيادتكم أصبح التعليم والدواء من الكماليات ولا يحق لغير جماعتك ولمن يستطيع من اليمنيين.. كما كان في عهد أجدادك. 

 

كيف لك ان تقنع شعب بالتخلي عن حقه في الحياة والحرية والقبول بالعيش كعبيد لنزواتك وجماعتك.. إن شعبا قاوم الظلم لالآف السنين وضحى بخيرة رجاله في سبيل حريته وكرامته لايمكنه بأي حال من الاحوال أن يسلم لكم مهما حاولتم.. والأيام تثبت لكم ذلك ولكنكم تكابرون ولم ستوعبوا الدرس بعد.. 

 

هل وصلتك قصص كفاح ونجاح العديد من طلبة الثانوية العامة الذين لم يتخلوا عن حقهم في التعليم فكانوا يعملون ويواصلون تعليمهم وحققوا معدلات نجاح عالية رغم كل التحديات التي تواجههم نتيجة تسلطكم وقهركم ونهبكم.. لم يستسلموا لأن التعليم بالنسبة لليمنيين هو السبيل الوحيد لحياة كريمة لن يجدوها في ظل حكم مليشياتك التي تتغذى من الجهل وتستمر وتعيش في الظلام.. وتعاقب المواطن على علمه وتعليمه كما فعلت بالمخلافي وغيره من السجناء في زنازينكم. 

 

إن كل ماسبق وغيره الكثير هو ما دفعنا لنتقدم إليكم بالشكر لأنك استحققته بجداره، فاذا كان الشكر لمن قدم عملا طيبا واجب، فشكرك لأنك كشفت عن حقيقتك وعرفتنا بنفسك وتاريخك، اوجب. 

 

فشكرا لأنك جعلتنا ندرك أن لا حياة لنا الا باستعادة دولتنا وأهداف ثورة سبتمبر المجيدة ونظامها الجمهوري العادل.. وحفزتنا لأن نتوحد ونلتف حول مشروعنا الوطني لمواجهة مشروعك المذهبي السلالي. 

 

شكرا لأنك جعلتنا ندرك أن حاضرنا ومستقبل أبنائنا مرهون بهزيمة مشروعك وجماعتك الظلامية، واستعادة الدولة اليمنية الحديثة دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية. 

 

شكرا لأنك جعلتنا نعرف أن لا حياة لنا الا بزوال مشروعك وكافة المشاريع الصغيرة التي عادت إلى الواجهة على حساب مشروعنا الوطني الجامع حلم وخيار شعب اليمن العظيم.. 

شكرا ياعبده الحوثي.. ونشكر الله الذي "علاكم ليعريكم"

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس