الحمدلله على نعمة 26 سبتمبر

الثلاثاء 10 سبتمبر 2024 - الساعة 03:58 صباحاً

 

من الله علينا بكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى ، وإن نعم الله أنواع وهي نعمة منتظرة يرجوها العبد ويسعى لينالها ، ونعمة هو فيها ويشعر بها فكل شيئ في حياة العبد نعمة من الله عز وجل ، ومن أعظم النعم التي من الله بها للشعب اليمني هي نعمة 26 سبتمبر والتي تعد من أكبر النعم التي منحها الله سبحانه وتعالى لشعب مظلوم عاش في وطئت الفقر و الاستبداد .

 

يوم 26 من سبتمبر نعمة من الله لشعب يستحق الكرامة والحرية والعدالة ، فقد عاشت اليمن في نقمة لأكثر من 1200 عاماً ، منذ قدوم الامام الهادي سنة 284. هجري الموافق 818 ميلادي ، نقمة عاشها اليمنيين لفترة طويلة من الزمن ، أوجدت هوية زائفة قائمة على الجهل والتخلف .

 

الجهل الذي يعتبر أخطر تهديد يواجه أي مجتمع بشري فهو مصدر جميع أنواع التخلف في الأمم قديمًا وحديثاً ، و آفه تولد الفوضى وتعمق الظلم بين الناس ، وبالجهل ترتكب الجرائم وتنتهك المحارم ، الجهل و التخلف أوجد بيئة جهويه و دينية و مرتعاً لأنظمة الاستبداد السياسي الذي مارسة نظام حكم الائمة في الحقبة الزمنية من تاريخ اليمن ، أنهكت شعب عظيم وجرته للوراء إلى العصور الحجرية ، وجعلت من الأعظم تخلفا ، والأقل تقدماً وتطورا .

 

منذ حكم الإمام الهادي وصولاً إلى نظام حكم الإمام أحمد بن حميد الدين كان نظام الحكم مستفز للكرامة والمشاعر الوطنية بطبيعتة ، ويحمل في ذاته حكم استعلاء تبنى استبداد مطلق ، لا يري للشعب حقه في حكم نفسه بنفسه ، ولا يعترف له بأي حق من الحقوق الإنسانية للمواطن اليمني .

 

نظام حكم الائمة كان يحكم بالخرافات هائلة من القداسة الكهنوتية الزائفة ، ومن يعارض نظام الحكم فهو كافر و مرتد عن دين الإسلام ، وكأنا الاسلام محصور بالإيمان بهذا السلالة .

 

ومع التغيرات الحاصلة في العالم وإشراق انوار النهضة العالمية الكبرى التي عمت أرجاء العالم ، واختراق اسوار العزلة ، كانت اليمن منعزلة و غارقة في الظلام ، وتطلع الناس نحو المستقبل والحياة الافضل ، لكن نظام الحكم للائمة نظرة مختلفة ، ففي عهد الإمام يحيى بن حميد الدين كان بنظرة متخلفة ، أعاد سيرة أسلافه في الاستبداد والظلم و جباية الأموال وإضافة إلى الاستعلاء السلالي والتعصب المذهبي  .

 

إن نظام حقبة الائمة كانوا يرون أن الجهل والتجهيل لعامة الشعب هو خير حارس لهم ولنظام حكمهم المتخلف ، ومع كل ماحدث من ظلم واستبداد لم يكن أمام احرار و شرفاء اليمن ، في ظل مثل هذه الأوضاع الغير طبيعية و لا منطقية ، سواء العمل بكل جد وإخلاص وحكمة والتخطيط لقيام ثورة من أجل تصحيح مسار اليمن التاريخية.

 

حتى جاء فجر 26 سبتمبر و بزوغ نور أيلول الذي سطر ملحمة وطنية لإنقاذ اليمن وإعادة الهوية الوطنية وتغير مجرى التاريخ ، يوم مولد الجمهورية اليمنية اشرقت بنورها ، و آت يوم ولادتها من جديد وتم استعادة الدولة المغتصبة من قبل 1200 عام ، يوم عظيم سجل بدم الاحرار لإعادة اليمن إلى مسارة الوطني والخروج من مناخ مريض بالفساد والاستبداد موبوء بالفقر والجهل والاضطهاد.

 

يوم 26 سبتمبر كان يوم الخلاص من تلك الأفكار الملوثة والايمان بالجمهورية ، يوم التنوير والتحرير من ظلم تلك القوى الكهنوتية ، تم بناء العديد من المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الحكومية وبناء الطرقات وعرف العالم بدولة اسمها اليمن بعد ما كانت مغيبة تاريخية .

 

وما يحصل اليوم من محاولات عديدة لإعادة ذلك النظام العفن على يد جماعة الحوثي التي جاءت من مزبلة التاريخ والتي تريد إعادة نظام حكمها ، متناسيا تضحية اولئك الابطال الذين قدموا دمائهم الطاهرة من أجل الجمهورية ، اقول للذين يختبئون في كهوف الظلام أن روح سبتمبر العظيمة تسري في عروق احرار الشعب اليمني ، فلا يمكن بأن تعود عقارب الساعة إلى الوراء والى الماضي الذي دفنة اليمنيون في مزبلة التاريخ .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس