في ذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة.. ومحاولة عودة الإمامة بجلباب الجمهورية
الاربعاء 11 سبتمبر 2024 - الساعة 01:10 صباحاً
د . نادين الماوري
مقالات للكاتب
إلى والدي العزيز في ذكرى ميلاد حلمه الوطني فقد عاش والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، المناضل عبد الله ناصر الماوري، مراحل ثورتي سبتمبر وأكتوبر، حالماً ومناضلاً حتى تحقق الحلم الذي طالما راوده، كما راود كل الأحرار من أبناء اليمن. رفض حياة الاستكانة والخضوع لنظام الطغاة والكهنة في صنعاء والاستبداد في عدن، فكان عليه أن يحول حلمه إلى حقيقة.
غادر والدي شمال الوطن إلى جنوبه، لكنه سرعان ما اكتشف أن المستعمر الاستبدادي هناك لم يكن سوى وجه آخر للطغيان، فغادر أرض الوطن بحثًا عن الرزق في أوروبا وآسيا، ثم استقر في أفريقيا. عمل في البحار والمحيطات، الصحاري واليابسة، لكنه لم ينسَ حلمه الثوري. انضم إلى حركة الأحرار التي وفدت إليه، مؤمنًا بأن الحلم الوطني لن يتحقق بالتمني، بل بالعمل الجاد والتنظيم. ومع اندلاع الثورة، تحققت أحلامه كما تحققت أحلام كل أبناء الوطن شمالاً وجنوباً، فغمرت الفرحة وجه والدي الحبيب .
بعد الثورة، عاد إلى الوطن، ونقل نشاطه التجاري والتنموي إلى عاصمة الثورة صنعاء. كان رجل أعمال، وثائراً لم يبخل بوقته ولا بأمواله في سبيل دعم الثورة.
رفض كل المناصب الرسمية التي عُرضت عليه،في عصر المشير عبدالله السلال رحمة الله تغشاه ، مكتفياً بأن يرى اليمن يتقدم ويتحقق حلم الشعب. لم يتردد يوماً في تقديم النصيحة المخلصة لشركائه في النضال، حتى حين كانت الثورة "تأكل أبنائها"، كما يقال.
وظل والدي متمسكًا بحلمه ، مؤمنًا بأن الثورة لن تنكسر وأن اليمن لن تعود إلى الوراء. كان يحذر دائمًا من مغبة الثقة بالإمامين الاعداء اللدودين على مر التاريخ القديم والحديث ، لكن في لحظة من الغفلة وقعنا في خطأ التساهل. ورغم عودة غربان الكهنوت، فإن حلمك يا والدي سيبقى حيًا بفضل أجيال تعلمت منكم عشق الحرية.
في ذكرى الحلم ال 62 من سبتمبر المجيد ، أود أن أطمئنك بأن تضحياتك وتضحيات رفاقك لن تذهب سدى. قد نكون أخطأنا في التسامح، لكنها كبوة سيتم تجاوزها. وسيبقى سبتمبر مشعلًا متقدًا في قلوبنا، والجيل الجديد الذي علمتموه الحرية والعلم لن يقبل بعودة العبودية.
نم قرير العين يا والدي الحبيب ، وكن واثقًا أن حلمك السبتمبري واهدافه ال 6 لن يُسرق أبدا
#26 سبتمبر_ثورة_متجدده
#ثورة_سبتمبر_ميلاد_وطن
#تحيا_الجمهورية_اليمنية