13سبتمبر 1990 يوم شرعنة التطرف والإرهاب
السبت 14 سبتمبر 2024 - الساعة 09:57 مساءً
أحمد سعيد الشرجبي
مقالات للكاتب
التنظيمات والاحزاب الدينية لا تتعايش مع الدولة الوطنية ومفاهيم المدنية والديمقراطية وان اظهرت ذلك تقية الا ان الممارسة تكشفها لحظة تمكنها.. هى تنظيمات واحزاب تفسر المفاهيم بطريقة مطاطة ملتوية بلا وضوح .
لا يستقيم الوطن كمفهوم جامع مع التنظيمات والاحزاب الاسلاموية فهي ترى ان فكرة الوطن اقرب للكفر ، والديمقراطية تشبُه باليهود والنصارى ، وبحسب فهمها فهي لاتؤمن بالدولة الوطنية الديمقراطية، هي تؤمن بدولة اسلامية مبدأها الشورى وان الاسلام هو الحل فقط ، وهي ترى ان شريك الدين اقرب واعلى مرتبة من شريك الوطن المختلف معها سياسيا او مذهبيا او دينيا .
13سبتمبر من العام 1990نرى نتائجه البائسة والمدمرة اليوم فنتائج الاخطاء قد تحتاج لعقود لنرى ونشاهد الكوارث المتولدة عنها .
عندما اوعز صالح للشيخ عبد الله الاحمر بتشكيل حزب اسلاموي اقصائي متطرف تحت اسم ( التجمع اليمني للاصلاح ) شعاره الشمس ، كان صالح يهدف من وراء ذلك هو دفن الحزب الاشتراكي اليمني وكل احزاب اليسار ، ومنذ لحظة النشأة اظهر حزب الاصلاح الاخواني ولاء لا نظير له في خدمة صالح ، فمنذ لحظة التدشين كانت عمليات الاغتيالات هي العنوان الابرز لتحالف صالح مع الاخوان وكانت هذه العمليات تتم بتنسيق ودعم من القائد العسكري الاخواني علي محسن الاحمر وبالتأكيد بتوافق مع صالح حيث يتم التنسيق والتنفيذ لها في غرف التنظيم الخاص ومخابرات النظام .
فعلاقة الإخوان بالعنف العام في اليمن متينة تماماً، وهي قائمة من قبل تشكلهم كقوة سياسية رئيسة في البلاد تعتمد إيديولوجيتها على وجود نقيض مستمر، “علماني”، وتتعرف على كينونتها بإنكاره كلياً.
فعقب الوحدة عمل “التجمع اليمني للإصلاح” على تعبئة المجتمع ضد “الاشتراكي”، وكان خطابه العام واليومي يعمل على نزع حق الاشتراكيين في الحياة عبر توصيفه المستمر بأعداء الدين، وهو ما شكّل تبريراً دينياً ضمنياً لموجة الاغتيالات التي طاولتهم حينها ، فالصيغة الدينية التعبوية ضد الاشتراكي قادها ونظٌر لها رموز إسلاميين (مثل الزنداني، والذارحي، والديلمي، وغيرهم) لفترة الذروة في اغتيالات ما بعد الوحدة التي حدثت بين عامي 1991 و1993.
. ابتدأ الأمر بمحاولة اغتيال عمر الجاوي (مؤسس وأمين عام حزب “التجمع الوحدوي اليمني”)في العام 1991 التي سقط فيها رفيقه المهندس حسن الحريبي “أول شهيد للديمقراطية” ،ثم اغتيال القائد العسكري الكبير ماجد مرشد في العام 1992 ليعصف الاغتيال بعدها بقائمة طويلة من القيادات الاشتراكية.
لم يكن يدرك صالح انه في 13سبتمبر من العام 1990 حفر قبره بيده فمع التقادم تغلغل وقوى وتغول حزب الاصلاح الاخواني وصار دولة عميقة داخل دولة فكان هناك جيش احمد علي (الحرس الجمهوري) يقابلة جيش علي محسن ( الفرقة الاولى مدرع ) ، وكان هناك الامن القومي ويقابله الامن الخاص بالتنظيم ، وكان هناك تعليم عالي ممثل ( جامعة صنعاء وعدن وغيرهما) يقابله جامعة العلوم والتكنولوجيا وغيرها، وكانت هناك وزارة تربية وتعليم تظم المدارس الحكوميه ، يقابلها وزارة تربية تعليم تظم المدارس الخاصة والمعاهد العلمية الخاصة بالتنظيم ، وكانت هناك وزارة الصحة تدير المشافي والمراكز الحكومية يقابلها مشافي ومراكز خاصة يديرها التنظيم مشفى العلوم والتكنولوجيا نموذجا ، كما كان هناك العديد من الجمعيات الخيرية يملكها الاخوان ( الاصلاح) وتملك المليارات وتقوم بادوار تنظيمة وتدعمها الدولة ( جمعية الاصلاح الخيرية ) نموذجا..
وفوق هذا كله نجد ان التنظيم يتشارك مع السلطة في كل المؤسسات والوزرات بنسبة 50%، وعندما كبر العيال واختلف اللصوص على القسمة بدأت بوادر التنافر تظهر ، كانت ثورة فبراير هي الغلاف الاخلاقي للاصلاح لمعارضة نظام صالح بصورة واضحة وفاقعة بعد اكثر من ثلاثة عقود من المماتعة فقفز نحو الساحات ثم ابتلع ثورة الشباب بنهم شديد واقصاء اشد لكل الشركاء الاخرين .
من هز كرسي صالح بعد ان حلبوه وحلبوا الشعب والدولة هم الإخوان .. من احرق صالح في يونيو 2011 هم الإخوان .
ومن ابتلع ثورة الشباب وحرف مسارها السلمي هم الاخوان .
ولم يتعلم صالح الدرس مرة اخرى بتحالفه مع فصيل ديني اخر ( الحوثيين) في مواجهة الاخوان فكانت نهايته اكثر ماساويه فقتلوه ثم اخفوه في 4 ديسمبر 2017، لقد اثبتت النتائج ان صالح اسوأ وابلد راقص على رؤوس الثعابين فقد تخلى عنه في اللحظة الفاصلة ثعابين القبيلة والجيش كما تخلى عنه قبلهم ثعابين الاخوان والحوثيين .