تسنيم اليوسفي ضحية جديدة لانفلات الأمن في منطقة الحجرية.
الاربعاء 18 سبتمبر 2024 - الساعة 09:54 مساءً
غزوان طربوش
مقالات للكاتب
جريمة تهتز لها الإنسانية: التقطع لفتاة وضربها حتى فقدت وعيها تسنيم داوود سعيد سيف اليوسفي، ابنة السابعة عشرة ربيعاً، كانت فتاة بريئة تتطلع إلى مستقبلها مثل أي فتاة في عمرها، لكن رحلتها في الحياة توقفت بشكل مأساوي بعد أن تعرضت لجريمة شنيعة في إحدى قرى بني يوسف. تم التقطع لها وضربها بشكل وحشي قام المجرمون بالتقطع لها وضربها حتى فقدت وعيها، مما أدى إلى دخولها المستشفى في حالة حرجة، وهي جريمة تدمى لها القلوب وتدني لها الإنسانية.
هذه الجريمة البشعة ليست فقط اعتداءً على تسنيم، بل هي اعتداء على كل المبادئ والقيم الإنسانية. كيف يمكن أن تصل الوحشية إلى هذا الحد؟ فتاة كانت تدافع عن شرفها بشجاعة، بعد أن حاول أحدهم انتهاك خصوصيتها وتصويرها وهي تمر في الطريق، فقامت بكسر الهاتف الذي كان يستخدم لتصويرها. وفي اليوم التالي، قام المجرمون بالتقطع لها وضربها حتى الإغماء عليها . إن هذه القصة المؤلمة تعكس واقعاً مريراً أصبح من الصعب تحمله في بلادنا.
لا يمكن أن تمر هذه الجريمة بصمت. على المجتمع أن يتحرك، وعلى الأعيان في المنطقة أن يتحملوا مسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية بالإمساك بالجناة وتقديمهم للعدالة. يجب أن يُحاسب كل من تورط في هذه الجريمة البشعة، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي في مجتمعنا. غياب الدولة والأمن في المنطقة ليس مبرراً للتسامح مع مثل هذه الأعمال الإجرامية، بل يجب أن يكون دافعاً للناس للوقوف صفاً واحداً ضد هذه الفوضى التي تهدد حياة الأبرياء.
إن الاعتداء البشع الذي تعرضت له تسنيم يذكرنا بأن الحياة في بلادنا أصبحت محفوفة بالمخاطر، حيث يحكم الناس قانون الغاب، وتسود الفوضى على حساب العدالة والقانون. نحن نحمل الجيش والأمن في تعز المسؤولية الكاملة عن هذا العبث بحياة الأبرياء. كيف يمكن لمثل هذه الجرائم أن تحدث دون أن يكون هناك تدخل حاسم لمنعها؟
هذه ليست مجرد حادثة فردية، بل هي انعكاس لحالة من الانهيار الاجتماعي والسياسي والأمني. يجب أن يدرك الجميع أن محاسبة الجناة ليست فقط لتحقيق العدالة لتسنيم وأسرتها، بل هي ضرورة لحماية مجتمعنا من الانحدار نحو هاوية العنف والفوضى.
إننا نطالب بالإسراع في تقديم الجناة للعدالة ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة. لن تتحقق العدالة إلا عندما يُحاسب كل من أجرم في حق هذه الفتاة البريئة، وكل من يتورط في تدمير النسيج الاجتماعي والإنساني لمجتمعنا.
تعدّ تسنيم اليوسفي ضحية جديدة لانفلات الأمن في منطقة الحجرية بمحافظة تعز، اليمن، حيث باتت مظاهر الفوضى والانفلات الأمني جزءاً من الحياة اليومية للمدنيين هناك. تسنيم، وهي شابة في مقتبل العمر، تعرضت لجريمة مروعة تعكس مدى هشاشة الوضع الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة الأطراف المتنازعة.
تواجه الحجرية منذ فترة طويلة حالة من التدهور الأمني المتزايد، والتي تفاقمت بسبب النزاع السياسي والعسكري بين القوى المتصارعة. المنطقة تقع تحت نفوذ عدة فصائل مسلحة، بعضها يتبع الحكومة الشرعية والبعض الآخر ينتمي إلى تنظيمات سياسية، ما جعلها ساحة للصراعات على النفوذ والسيطرة.
انعدام الاستقرار هذا أدى إلى ازدياد الجرائم المنظمة والاعتداءات على المدنيين، حيث أصبحت النساء والأطفال أبرز الفئات المستضعفة.
ما حدث لتسنيم اليوسفي يشير إلى الفشل المتكرر للسلطات المحلية في حماية المدنيين، وهو ما يزيد من الضغط على الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي للتدخل بشكل فاعل لحماية سكان الحجرية وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم.
ندعو أبناء الحجرية إلى تنظيم اعتصام سلمي غداً أمام مقر اللواء 35، للمطالبة بتسليم الجناة إلى العدالة. تأتي هذه الخطوة في إطار سعينا المشترك لإحقاق الحق ومحاسبة المتورطين في الجرائم التي تهدد أمن وسلامة المنطقة. إن تحقيق العدالة هو السبيل الوحيد لردع كل من تسول له نفسه ارتكاب الجرائم، وحماية مجتمعنا من الانفلات الأمني الذي بات يشكل خطراً حقيقياً على حياتنا ومستقبلنا.
في ضوء الحوادث السابقة التي ارتكبتها الميليشيات، مثل اغتيال الشهيد العميد عدنان الحمادي واغتيال الشاب أصيل الجبزي، والتمثيل بجثته بشكل وحشي، يتجلى بوضوح الفكر الإرهابي الداعشي الذي يتسم بالعنف والترويع. هذه الأفعال ليست مجرد جرائم عادية، بل تعكس نمطاً إرهابياً غير مسبوق في تاريخ الحجرية، الذي لطالما كان يتميز بالتعايش السلمي والتماسك الاجتماعي منذ الأزل. تتسم هذه الأعمال بوحشية فريدة، تؤكد على تهديد خطير وغير مسبوق يواجه أمن واستقرار المجتمع. إن تصاعد هذا الفكر المتطرف يستدعي تحركاً عاجلاً وفعالاً لحماية المدنيين، وتعزيز الأمن، ومحاسبة الجناة بشكل حازم، لضمان عدم تفشي هذه الظواهر المهددة.