26 سبتمبر ثورة التحرر.. و21 سبتمبر محاولة بائسة لإحياء الماضي الإمامي

الاربعاء 25 سبتمبر 2024 - الساعة 07:41 مساءً

 

ثورة 26 سبتمبر 1962 في اليمن لم تكن مجرد انتفاضة على النظام الإمامي الذي حكم البلاد لقرون، بل كانت ثورة تحررية شاملة قلبت المفاهيم السياسية والاجتماعية رأسًا على عقب. ألغت الثورة حصرية الحكم لفئة معينة تحت مسمى "البطنين"، وهو النظام الذي كان يحصر السلطة في سلالة معينة من آل البيت بحجة "الحق الإلهي". كانت هذه الحصرية تميز النظام الإمامي وتقصي معظم أبناء اليمن عن المشاركة في الحكم، مما رسخ تمييزًا طبقيًا خطيرًا وخلق فجوة كبيرة بين الحاكم والمحكوم.

 

الثورة الجمهورية جاءت لتفتح آفاق الحرية والمساواة، ولتعلن أن اليمن لكل أبنائه بلا تمييز. أتاح النظام الجمهوري الفرصة للجميع للمشاركة في بناء الدولة، وقضى على مفاهيم الإقطاع الديني والتمييز الطبقي الذي كان يُمارس تحت غطاء الدين.

 

في المقابل، انقلاب 21 سبتمبر 2014 الذي قادته جماعة الحوثي جاء ليسعى إلى إعادة تلك الأفكار المتطرفة التي تهدف إلى احتكار السلطة مرة أخرى تحت شعار "الحق الإلهي". بالرغم من تغيير التسميات والمظاهر، إلا أن الحوثيين يعيدون إنتاج نفس المفهوم الذي حكم الإمامة اليمن لعقود، وهو أن السلطة يجب أن تكون محصورة في فئة معينة من السلالة. هذا الانقلاب يمثل انتكاسة للثورة الجمهورية ومحاولة لفرض نظام ثيوقراطي جديد، يقوم على الاستبداد المذهبي والإقصاء.

 

ما بين ثورتي 26 سبتمبر و21 سبتمبر نجد صراعًا واضحًا بين تيارين: الأول هو تيار التحرر والمساواة الذي أسسته الجمهورية، والثاني هو تيار الاستبداد والطائفية الذي يحاول الحوثيون إحياؤه. وبين هذين التيارين، يبقى الشعب اليمني في حالة صراع مستمرة لاستعادة دولته ونظامه الجمهوري، وللحفاظ على مكتسبات ثورة 26 سبتمبر التي وضعت حجر الأساس ليمن جديد يقوم على المساواة والعدالة.

 

◾️الرحمة لشهداء ثورة 26 سبتمبر 62

◾️26سبتمر ثورة متجدده 

◾️تحيا الجمهورية اليمنية 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس