اقسام شرطة ام اوكار عصابات..
السبت 05 أكتوبر 2024 - الساعة 10:37 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
اقسام الشرطة في بلدان الملاعين اولاد الملاعين، تعكس حضور الدولة وهيبتها في القيام بواجباتها الامنية، وبما يحفظ امن وسلامة وحياة المواطن، دون اعتبار لعرقه ولونه وديانته وانحداره الجغرافي او اي اعتبارات اخرى.
اثناء دراستي في الاتحاد السوفيتي، لم نشاهد اطقما عسكرية ولا رجال امن يتمنطقون البندقية، او اي مظاهر مسلحة اخرى.
هناك رقم امني يعرفه الجميع وما عليك سوى الاتصال به، ليجيبك المختص ويسألك عن شارع وحي ورقم منزلك او سكنك الطلابي، لتجد نفسك وبعد مرور دقائق امام ضابط والى جانبه عسكري، وهما في كامل اناقتهما ونظافة زييهما العسكري، وبعد الاستماع لمضمون بلاغك وملابساته، لاتمر ساعات قليلة الا وقد قاموا بما عليهم ووصلوا للنتائج المطلوبة، دون شعورك بأي التزام تجاههم غير توجيه عبارة شكر. ولا ابالغ اذا قلت بأن اجهزتهم الامنية قادرة على القبض عل المجرم خلال ساعات، في اتحاد كانت تبلغ مساحته 23 مليون كم٢.
في اليمن، مهما كانت حاجتك لرجال الامن، فأنك تفكر الف مرة بالذهاب الى قسم الشرطة من عدمه ، نتيجة لما يترتب على ذلك من حريق للاعصاب واساليب الاختلاس والابتزاز، بغض النظر عن طبيعة الجرم المرتكب بحقك والظلم الذي قد يطالك.
عند وصولك الى قسم الشرطة، ستشعر بأنك تقف امام وكر لعصابة تقوم بما يطلب منها مقابل مبلغ من المال. ستصادف امام مدخله عدد من الافراد بأزياءهم المتسخة وبشرتهم القميئة، وهم يتعاطون القات ببجمهم المنتفخة ومناظرهم الطاردة .
تدلف الى داخل القسم لتجد نفسك في مكان لايتفق مع وظيفته. جدران متسخة وارضية تمتلي بمخلفات الزائرين وافراد القسم.
تسمع اصوات مرتفعة، وتشاهد ضباط وافراد يفترشون الارض ولا يختلفون في شيء عمن شاهدتهم في المدخل. امام كل واحدا منهم مواطن يجلس القرفصاء، يتبادلون الاحاديث بأصوات لاتليق ولغة لاعلاقة لها بمضمون المكان.
وانت تسير للداخل، تشاهد كيف ينظر لك الجميع وبطريقة تشعرك ايضا لكأنك زبون في محل تجاري.
تمر بمراحل من مر به قبلك، وتنتهي قضيتك بما انتهت به قضايا غيرك، اما خلف عسيب نافذ او جيب من يدفع اكثر.