لم نعد نستوعب مايحدث.
الخميس 10 أكتوبر 2024 - الساعة 10:46 مساءً
علي عبدالملك الشيباني
مقالات للكاتب
من البديهي ان يكون المجتمع المتخلف اكثر تجاوبا مع ماهو متخلف من مظاهر الحياة والسلوكيات العامة والمفاهيم والعلاقات الاجتماعية. ليس هذا فحسب، بل ويغدو التجاوب معها مصدر للفخر والتباهي، بل والنظر لذلك على انه ميزة وبطولة تدفع بالكثيرين على الظهور بما هو اسواء، كي يبد اكثر تميزا عن غيره.
لاشك بأن غياب الدولة بما تعنيه من مشروع وطني بنظامه وقانونه ومواطنته ، هو من يغرس في عقول الناس الثقافات الهابطة والمسالك الرديئة، اذ يعود الانسان الى مافطر عليه بعيدا عن الدولة المعنية بتنظيم العلاقات بين افراد المجتمع... اذ تمثل اليمن صورة فوتوغرافية متكاملة لهكذا احوال.
المؤسف له ايضا، ان بعض المجتمعات المحلية المتحلية ولو بقدر من الثقافة والعلم والوعي والمدنية، وبدلا من تأثيرها على المجتمعات المحلية الاخرى، غدت هي الاخرى اضافة سيئة على هذا الصعيد، بل واكثر تباهيا بثقافتها وسلوكياتها الجديدة، لكأنها حرمت فيما مضى من نعمها وتريد تعويضها بكل ماتستطيع من اساليب الردة والعودة للخلف.
تعز وعدن، اكثر المحافظات مدنية وتفوق علمي وثقافي وانتماء للمهنة، التحقتا وببساطة متناهية بثقافة الونان والطقم والجعبة والفيد والنهب والاستيلاء على حق الغير والفساد والجبايات المتنوعة، وامتهان كرامة الناس والتعدي على حقوقهم.
لم نعد نستوعب مظاهر الحياة في تعز تحديدا ولا الثقافات الوافدة لها والتأثر بها ، والمعززة بطبيعة الشعور بنقص المواطنة وسلوكيات المرجلة الجديدة الناتجة عنها.
لايمر يوم، الا ونقراء او نسمع عن جريمة جديدة، عن قتل او اغتصاب او نهب او استيلاء على حقوق الغير، وبطرق لم نألفها او حتى كنا نتخيل مجرد خيال ان نعيشها او نصادفها في حياتنا، مهما كانت الظروف والمصاعب التي يمكن تهيمن على المحافظة.
جماعة الحيض والنفاس المهيمنة على اوضاع المدينة عسكريا وامنيا و سياسيا، هي ولا شك من يتحمل الوزر الاكبر والمسؤلية المضاعفة تجاه مايخيم على المحافظة، من الفوضى العارمة واساليب النهب والتبجح الذي يبديه الكثيرون، دون ان يجدوا من يحاسبهم على افعالهم وتصرفاتهم.
لقد قدموا الزي العسكري والامني والسلاح اقرب لسلوك العصابات والمهربين، وبطرق واساليب شتى، تدفع بنا الى للاسف على محافظة كنا والى وقت قريب، نفاخر بانتماءنا لثقافتها ومدنيتها واحزابها وسلاسة سلوك ابناءها.