القائد الناصري الشهيد المجعلي ورفيق دربه الشهيد لبوزة قائد ثورة 14 أكتوبر .. رجال صنعوا التاريخ

الاثنين 14 أكتوبر 2024 - الساعة 08:24 مساءً

 

القائد الناصري الصادق والرائع والخلوق، عبدالله محمد ناصر المجعلي، واحد من مؤسسي الجبهة القومية في الجنوب. كان يمثل التيار الناصري في ثورة 14 أكتوبر 1963، وكان من الذين أسسوا التنظيم الشعبي للقوى الثورية، الذي كان يضم عددًا من الفرق الفدائية التي تناضل من أجل تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني. كانت تلك الفرق الفدائية منتشرة في أغلب مناطق الجنوب المشتعلة.

 

قاد القائد المجعلي قافلة من الجمال محملة بالأسلحة والذخائر من تعز عبر البيضاء مرورًا بيافع حتى ردفان، التي كانت الثورة مشتعلة فيها. عندما استشهد الشيخ راجح غالب لبوزة، اختار المناضلون في ردفان القائد عبدالله المجعلي خلفًا للشهيد راجح غالب لبوزة، رغم أنه من أبين، ولكن كان الإجماع عليه من قبل أبناء ردفان لرجاحة عقله ولشجاعته التي لا نظير لها، وتحمل المسؤولية عن جدارة.

 

الفرق الفدائية التي كانت تحت أمرته عددها 8 فرق نذكر منها:

- فرقة النصر بقيادة المناضل خالد المفلحي.

- فرقة صلاح الدين بقيادة المناضل عبدالرحمن الصريمي.

- فرقة الوليد بقيادة المناضل سيف حمود.

- فرقة المجد بقيادة المناضل محمد عبدالله الصغير.

- فرقة الفتح بقيادة المناضل عزب محمد فضل.

- فرقة الوحدة بقيادة المناضل علي بن علي هادي.

- فرقة سند والرسول بقيادة المناضل محمد ناصر قدح مختار.

- فرقة النجدة بقيادة المناضل سالم الهارش الشبواني.

 

كل هذه الفرق الفدائية كانت العمود الفقري للنضال ضد الاستعمار البريطاني وعملائه. وقد أبلت بلاءً حسنًا وكانت تمثل الرعب الحقيقي للاحتلال البريطاني. كانت خيوط هذه الفرق الفدائية المقاتلة بيد هذا البطل الأصيل عبدالله محمد المجعلي، الذي كان يتمتع بكاريزما قيادية رائعة ويحظى بالحب والاحترام والتقدير والطاعة النضالية التي لا فصال فيها. كان أيضًا قائدًا لجيش التحرير الذي كان يتدرب في الحوبان وفي المعادي بالجمهورية العربية المتحدة.

 

كان القائد عبدالله المجعلي يهتم بالشباب وبالطلبة ويعتبرهم قادة المستقبل ويجب الاهتمام بهم. ولهذا تبنى القاعدة الطلابية وتبنى الشاب عيسى محمد سيف وزملاءه الأحرار ليصبحوا زاد التنظيم الناصري وذخيرته وقادته المستقبليين. كان القائد عبدالله المجعلي وطنيًا مخلصًا لوطنه وعروبته ومؤمنًا بمنهج ومبادئ الزعيم الخالد جمال عبدالناصر. كان أول أبنائه جمال، وثانيهم خالد، تيمناً بخالد جمال عبدالناصر.

 

كانت المؤامرات الخارجية والداخلية تحاك ضد ثورة 23 يوليو الناصرية سواء في مصر العروبة أو في اليمن من خلال الأعداء المتربصين. في وضعنا في اليمن، كان القائد عبدالله المجعلي ملهمًا لكل أطياف الناصريين في اليمن الكبير. وكان ذلك قد أثار حفيظة المتربصين بالناصرية ورمزها البطل الأصيل عبدالله محمد المجعلي، حتى من داخل بعض قيادة جبهة التحرير التي تربطهم علاقات مشبوهة بأطراف معادية للتجربة الناصرية.

 

في عام 1967، ومع العد التنازلي لخروج الاستعمار البريطاني، قام المجعلي بتجهيز قوات من جيش التحرير بهدف الاستيلاء على بعض المناطق في الجنوب. تحركت تلك القوات المدربة إلى السيلة البيضاء، إلا أنها قد تم بيع هذه القوة بالتنسيق مع جهات معادية إلى الجبهة القومية التي كانت قد حسمت أمرها بالتنسيق مع قوات الاحتلال البريطاني بهدف إفشال أي تقدم للقوات التي يدعمها عبدالناصر. ولهذا وقعت القوة في فخ نصب لهم بإحكام، وفشلت خطة الدخول إلى المناطق الجنوبية.

 

استشعر القائد عبدالله المجعلي بأن هناك خيانة تعرضت لها تلك القوات التابعة لجبهة التحرير، وعزم على العودة إلى صنعاء للاطلاع على الأمور عن قرب والتواصل مع القيادة العربية المصرية لإطلاعهم على مجريات الأمور. حسبما صرح به أحد المرافقين له، وهو الأخ محمد عوض باعوضة، حيث كانوا يستقلون سيارة لاند روفر. في طريقهم إلى صنعاء عبر نقيل يسلح، تعرضت السيارة إلى حادث مروري، أصيب فيه القائد عبدالله المجعلي إصابة طفيفة. واصلوا الرحلة إلى صنعاء، ونزل من السيارة مترجلًا إلى المستشفى وبلياقة طيبة.

 

من هنا بدأت حياكة تدبير التخلص منه، باعتباره أبرز رموز الناصرية في اليمن. توافد إلى المستشفى عناصر من القيادة العربية المصرية وبعض من قيادات جبهة التحرير. أعلن المستشفى بعد ساعات من دخول المجعلي أنه قد توفي بهذه الصورة الغامضة والمريبة. بسرعة عجيبة تم تجهيز سيارة لنقله إلى مدينة تعز حيث كان يسكن ومسقط رأس أولاده. رافق الجثمان من قيادة جبهة التحرير محمد سالم باسندوة وعبدالله الأصنج، وهما لم يكونا على وفاق مع الشهيد المجعلي.

 

وتقول التسريبات أن أعداء عبدالناصر من المصريين واليمنيين كانوا وراء اغتيال القائد عبدالله محمد ناصر المجعلي، مؤسس التنظيم الشعبي وقائد جيش التحرير. خسرت اليمن واحدًا من أبرز رجالها المخلصين. شهدت مدينة تعز أكبر جنازة في تاريخها، وكان في مقدمة المشيعين الزعيم عبدالله السلال وقيادات الجمهورية وقيادات من جبهة التحرير وجيش التحرير والفدائيين.

 

على الفور، أعلن الفدائيون في التنظيم الشعبي عن تأسيس فرقة فدائية مقاتلة تحمل اسم القائد عبدالله المجعلي، بقيادة المناضل سالم عوض الميسري. شهدت مدن الجنوب المحتل مسيرات جنائزية في وداع هذا القائد الشجاع، وشهدت مدينة عدن ومديرياتها مسيرات جنائزية حزينة في ظل الوجود الاستعماري حينها. كثف الفدائيون من عملياتهم الفدائية ضد قوات الاحتلال البريطاني.

 

هذه الصورة المختصرة للقائد والأب عبدالله المجعلي، الذي كان ينحدر من مدينة أمقليته في مديرية موديه بمحافظة أبين، وُلد في العام 1930. له ثلاثة أبناء هم جمال وخالد وصالح، وبنت واحدة. لم يترك لأولاده شيئًا من متاع الدنيا، حيث قضى حياته مناضلًا شريفًا وزاهدًا في الحياة، لم تغره بهرجتها وزينتها ومغرياتها. عاش أولاده بعده في ضنك من المعيشة مثلهم مثل غالبية أبناء الشعب. كان القائد عبدالله محمد ناصر المجعلي قدوة حسنة لكل المناضلين والمدافعين عن الجمهورية والعروبة، وسيظل رمزًا وطنيًا خالدًا مدى الحياة.

 

▪︎ نقلا عن الوحدوي نت 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس