لا حياة ولا حياء لمن تنادي...!

الخميس 17 أكتوبر 2024 - الساعة 12:55 صباحاً

 

في عهد النخبة السياسية المتخندقة بالفساد أصبحنا نعيش على حافة الهاوية ، نبحث عن الأمل وسط ظلام دامس بالفساد ، وفي زحمة الأفكار السلبية بأعلى قساوتها وتزاحم الكوارث والنكبات التي نزلت باليمن واليمنيين على أشدها ، نلاحظ كيف تتعامل المنظومة السياسية بكل تلك اللامبالاة مع النيران التي تأكل عظامنا .

 

الفساد الذي يمارس اليوم يشكل فلسفة حياة أو فلسفة وجود في اللعبة السياسية والاقتصادية ، لا دولة هنا دون فساد ، واي محاولة لاجتثاث هذه الآفة تبدو وكأنها محاولة لتقويض الدولة .

 

شكل نظام المحاصصة في الحكومة الحالية ضربة وطعنه في ظهر المواطن البسيط الذي يبحث عن ابسط مقومات الحياة ، وصدمة من الصدمات لا تقل من حيث المشابهة والخطورة عن صدمة نهب الدولة من قبل جماعة الحوثي.

 

الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة أوجدت حاضراً أكثر مأساوية في تاريخ اليمن ، وللأسف الشديد نمتلك سياسيين مارسوا السياسية من دون دراية ، وحصلوا على الفرصة الكاملة والوقت الكافي لكنهم ومع كل خطوة يخطونها ، لا ينتجون لنا سوى خيبات أمل ولا يصنعون لنا سوى جملة من الارتباكات والارباكات التي أضرت بالوضع السياسي والاقتصادي ، كون الذين ركبوا الموجة ليسوا سوى انتهازيين دخلوا اللعبة السياسية من باب البحث عن اكبر عدد من الغنائم.

 

ومع الانهيار الاقتصادي وسقوط العملة الوطنية وتدهور الريال اليمني مقابل العملة الأجنبية ، لإحياء عند النخبة السياسية ومن يتحكم بمصير شعب بالكامل ، ولا يوجد احد من تلك النخبة السياسية في مجلس القيادة أو في الحكومة أو في الأحزاب السياسية لديه ضمير حي ويتكلم عن انهيار العملة ، لأنهم وبكل بساطة مستفيدين من الانهيار الحاصل ، الجميع يستلم رواتب بالعملة الصعبة ، لا يهمهم حياة المواطن البسيط الذي اصبح يعجز عن توفير لقمة العيش .

 

من يتذكر  عام 2009 عندما حصل ارتفاع في سعر العملة إلى 268 ريال مقابل الدولار ، أحزاب اللقاء المشترك ( المعارضة ) رفعت صوتها عالي وكانت تقول بأنه سوف تحصل مجاعة ، ولكن بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة ممثلة بالرئيس السابق علي عبدالله صالح رحمه الله عليه استطاع إعادة سعر الصرف إلى 215 ريال مقابل الدولار .

 

ومن يتذكر أيضا بداية عام 2018 في عهد حكومة بن  دغر عندما ارتفع سعر الصرف إلى 500 ريال مقابل الدولار ، كان هناك صياح وصراخ من قبل المجلس الانتقالي عندما كان خارج التشكيل الحكومي في تلك الفترة ، كان يعزف على اوتار مظلومية المواطن وبأن ارتفاع سعر الصرف يعني ارتفاع في سعر المواد الغذائية وحصلت مظاهرات وإحراق للإطارات في شوارع عدن .

 

أما اليوم فقد أصبح سعر الصرف 2000 ريال مقابل الدولار وكل الأطراف السياسية ساكتة ولا تتحدث عن المجاعة وعن الظروف القاسية التي يعيشها المواطن ! هناك أسباب لسكوت جميع القوى السياسية ؟.

وهي بأن الجميع يستلم رواتب اعاشة بالدولار ولا يوجد لديهم صوت ، الجميع باعوا أنفسهم وضمائرهم والاحياء لمن تنادي .

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس