الحلقة السابعة من الحوار الأخير، العميد الركن عدنان الحمادي: يكشف أسرار خطيرة لم تكشف من قبل.. تفاصيل هامة
الجمعه 27 ديسمبر 2019 - الساعة 11:13 مساءً
المصدر : الرصيف برس - حاوره نايف حسان
هذه هي الحلقة السابعة (ما قبل الأخيرة) من الحوار مع العميد عدنان الحمادي، وفيها يتحدَّث عن أشياء بالغة الأهمية. كالعادة، يتحدَّث الرّجل بلغةٍ حزينةٍ معصورةٍ بالألمِ؛ جرَّاء ما تعرَّض له من قادة محور تعز العسكري. إلى الحوار:
اختلفنا معهم؛ لأنهم يريدون منك أن تُضَحِّي بشرفك العسكري، وتكون قائد إمعة!
يريدون منك أن تكون رجلاً مطيعاً، مخالفاً للقانون، ولو على حساب شرفك العسكري الذي ضَحَّيتَ وقاتلتَ من أجلهِ
قادة اللواء 35 مدرَّع كُلًّهم عسكريون، خريجون كليات، ولديهم رُتَبٌ قانونية وخبراتٍ كبيرة
محور تعز العسكري لم يُقَدِّم لنا أيَّ أسلحةٍ وذخائرٍ منذ بداية الحرب، رغم أنَّه كان معنا 11 جبهة قتالية
رواتبنا متوقفة منذ 8 أشهر، ومخصصات التغذية صُرِفَتَ لنا حق شهرين فقط، خلال العام الجاري
كان الأشقاء الإماراتيون يدفعون نحو 40 مليون ريالا مخصص تغذية شهرية لأفراد اللواء
الآن الدعم متوقف من "التحالف"؛ لأنَّ ملف إسناد الجيش في تعز سُلِّمَ إلى قيادة القوات السعودية
يقولوا، إنَّنا نستلم من "التحالف"، رغم أن كلنا نستلم دعم شهري من "التحالف"
إلى قبل 8 أشهر، واللواء 17 مشاة يستلم دعم شهري من الإماراتيين
لم يتم استكمال تحرير تعز؛ بسبب غياب وحدة الصف، ولأن الهدف الرئيس لم يعُدْ التحرير، بل تحرير المحرَّر
يجب أن تكون هناك جهات قانونية تُحاسِب قادة الألوية من أجل إيقاف الفساد الحاصل داخل الجيش
يمكن إصلاح الجيش في تعز عبر إلحاقه بوزارة الدفاع مباشرة، واستبعاد الازدواج الوظيفي والمدنيين منه
الجيش يحتاج إلى إعادة تنظيم وبناء بشكل صحيح، والخلل يكمن في القيادات
إذا أردنا استكمال التحرير فيجب أن يكون الوطن قبل مشاريع الأحزاب والولاءات الضيقة
أنا وصلتُ إلى "نقيل الصِّلو"، وتوقفتُ عن قتال مليشيات الحوثي؛ لأن أحد ألوية المحور التفَّ علينا من الخلف
لا أستطيع القتال، والوضع خلفي ليس آمناً، وليس مستقرّاً
نطالب بوحدة الصف.. نقع جيش.. همّنا الوطن، وليس أشخاص وأحزاب
استلموا 8 مليار ريالا لعمليتي تحرير وهمية لم نُشارك فيها
لو استلمتُ ريالاً واحداً من الثمانية المليار يُحكَم عليَّ بالإعدام
نحن قُمنا بآخر انتصار للجيش في تعز: تحرير مديرية الصلو
إذا أردنا أن نتخلَّص من الصراعات فيجب أن نبني جيش قوي، ولاءه لله والوطن، ما لوش دخل بالأحزاب
اشتي اسألك على محور تعز العسكري.. ليش دائماً هناك توتراً بينك وبينهم؟
اللواء 35 مدرَّع، لواء عسكري، قيادة اللواء، من قائده إلى أركان عملياته، كلهم عسكريين، خريجين كليات، ولديهم رُتَب قانونية وخبرات كبيرة. كل أركانات اللواء عسكريون وأكاديميون؛ يعني ماجستير، ولديهم دورات عليا.. قادة الكتائب في اللواء 35، كلهم عسكريون.. لا أعتقد أن اللواء 35 يمكن أن يكون خارج القانون ومخالف.. وحتى عندما مُورس علينا الظلم، بقينا ملتزمين بالنظام والقانون. أنت عندما تكون قائد، وتظلم مرؤوسك..! ابنك إذا ظلمته، فرَّقتَ بين أبنائك، يعصيك.. تأخذ أرقام عسكرية، تأخذ حقوق، تأخذ ما تعطيه أي شيء، تستلم 5 مليار وما تعطي ريالاً واحداً؛ لهذا اللواء، الذي تقول إنه يتبعك! أيش السبب؟! أيش السبب؟! الاختلافات [القائمة بيننا وبينهم هي بسبب] هي بسبب مطالبتنا بحقوقنا. عندما نطلب شيء، يتأثّروا مِنَّنا! عندما يقوموا بشيء مخالف، ويعتدوا على قطاعاتنا، والمناطق المحرَّرة، دون وضع أي احترام لك أنت كقائد لواء.. لا يحترموك رغم إنك قائد لواء..! لا بدَّ ما تكون أنت تحتَ أوامرهم كلهم! كلهم يُدَوِّروا منك تمشي من هذا المكان، وتُسَلِّم ذاك المكان! يشتوك تقول: مرحباً، مرحباً؛ يعني يريدون منك أن تكون رجلاً مطيعاً، مخالف للقانون، ولو على حساب شرفك العسكري إلِّي ضَحِّيتَ من أجله، والذي قاتلتَ من أجله.. يريدون منك أن تُضَحِّي بشرفك العسكري، وتكون قائد إمعة..!
الإمدادات الغذائية والمالية هل تأتيكم من قيادة المحور العسكري في تعز؟
من المحور.. كانت من المحور، لكنها توقَّفتْ قبل 8 أشهر.. لا نعلم، هل تمّ إيقافها من قيادة المحور، أو من عدن.. لا ندري..
الإمدادات الغذائية، أم الرواتب..؟
الرواتب موقفة من شهر ثمانية [أغسطس 2019].. الإمدادات الغذائية، استلمنا هذا الشهر يمكن لألف وخمسمائة فرد.. أنا أصرف غذاء لثلاثة ألف ومائتين فرد، واستلم لألف وخمسمائة.. خلال العام الجاري استلمتُ حق شهرين فقط.. استلمتُ عشرة مليون عشرة مليون، لمدة شهرين من المحور، بينما اللواء 35 مدرّع، التغذية حقه، كان يتكفل بها الأشقاء الإماراتيين؛ بحدود 40 مليون ريالاً يمني الأكل والشرب شهرياً، من المخصصات الخاصة بالوقود..
بقية الألوية العسكرية في تعز تُصرف لهم مخصصات التغذية كاملة؟!
يستلموا تغذية ما أدري من فين. أنا كنتُ أستلم حق التغذية من قيادة التحالف العربي، وأصرفها للواء، نغطي منها جزء من البترول؛ لأنه أحياناً يكون ما فيش بترول، فنشتريه من السوق.
يُقال أنه تم إيقاف الدعم الإماراتي الخاص بكم..؟
الدعم الإماراتي، الذي كان يسند اللواء، متوقف حتى هذه اللحظة [أجري الحوار في 6 نوفمبر الماضي]؛ لأن ملف إسناد الجيش في تعز إلى قيادة القوات السعودية.. نحن اليوم في تاريخ 6، ولم يُصرف الدعم المقدم من التحالف للواء 35 مدرّع.
طيب، الإمدادات بالسلاح، هل يتمُّ إمدادكم بالسلاح من قبل قيادة محور تعز العسكري؟!
لم نستلم من محور تعز أي شيء، لا ذخائر ولا سلاح، منذ أن تأسس المحور.. يمكن جاب لنا خالد فاضل مدفع واحد فقط.
المحور ما يصرف لكم حتى الذخائر؟
لا تُصرف لنا أيّ ذخائر من محور تعز.. مرّة صرفوا لنا ذخائر بالأوراق، ولم نستلمها من المخازن، وما زالتْ الأوراق لدينا، أوامر الصرف.
ما صرفوا لكم ذخائر طوال الـ 5 السنوات الماضية؟!
ما ندرِ.. قد يصرفوا بأسماء ناس مقرَّبين منهم، مش عن طريق اللواء، لكن أنا لا أعتبر أنهم صرفوا لنا. أنا مرة واحدة جابوا لي يمكن 6 صفائح، ومرّة عشر صفائح آلي، ما أدري في 2016 أو 2017، والله لا أتذكر متى.
(مقاطعاً) كم طلقة في الصفيحة؟
يعني، الصفيحة فيها يمكن 700 طلقة، ولو جمعتها (700 * 10) تطلع 7000 طلقة يُمكن صرفها لموقع واحد وليس لجبهة كاملة، بينما اللواء 35 لديه جبهات قتال كثيرة: معه أحكوم، قدس، صلو، شقب، مسراخ، بني عمر، راسن، جرداد، الكدحة.. وفي السابق جبهة المطار القديم العاشرة، جبهة حيفان الحادي عشرة، قبل ما يأخذوهن مِنَّا، في 2016 و 2015 إلى 2017.. [ضمن الأعمال التي قاموا بها من أجل إضعاف وتشتيت اللواء]. كان مع اللواء 35 مدرّع 11 جبهة قتال، مترامي الأطراف، في مساحة شاسعة.
بقية الألوية تُصرف أسلحة وذخائر أو مخصصات تسليح.. من المحور؟
والله وجه السؤال لهم، هم أدرى.
قصدي، هل هذه معاملة استثنائية لكم، أو تشمل بقية الألوية العسكرية في المحافظة؟
معاملة استثنائية.. يقولوا، إننا نستلم من التحالف العربي. رغم أن دعمنا كان محدود من التحالف. ورغم أن كلنا كنا نستلم دعم شهري من التحالف، حتى اللواء 17 مشاة، إلى قبل ثمانية أشهر، وهو يستلم دعم من التحالف، من الإماراتيين.. وكثير كانوا يستلموا من التحالف، والكل يستلموا لحد الآن، إلِّي ما يصرف له الجانب الإماراتي، يصرف له الجانب السعودي.. التحالف متفقون على هذا.
طيب ننتقل إلى جبهات القتال المتوقفة في تعز.. برأيك لماذا جبهات القتال متوقفة في تعز.. أيش السبب.. لماذا لا يتم استكمال تحرير تعز؟
السبب عدم وحدة الصف، السبب بدل ما يكون الهدف الرئيس التحرير من المليشيات الانقلابية، صار الهدف الرئيس تحرير المحرّر..!
يُقال، أنكم، جميع قادة ألوية ووحدات الجيش في تعز، تقومون بعمليات فساد كبيرة.. تستلموا مخصصات مالية كبيرة، تنهبوا الجانب الأكبر منها، ولا تقومون بواجبكم المتمثل في استكمال تحرير محافظة تعز من مليشيات الحوثي.
شوف، أنا يجي أيّ شخصٍ يُحاسِبنا بما أستلم؛ مرتبات الأفراد، أو غير مرتبات الأفراد.. أيّ حقوق جاءتْ من الشرعية يجب أن نُحاسَب عليها. أي شيءٍ صُرِفَ من "التحالف" تمَّ رفع حساب دقيق شهرياً به، ولو فسدنا بريالٍ واحدٍ لما صرفوا لنا الشهر الثاني، لو وجدوا التحالف صفيحة واحدة بيعتْ في السوق من اللواء 35 مدرّع، أو قطعة سلاح أو رشاش، ما صرفوا لنا الشهر الثاني. نحن تعاملنا بشفافية وبنزاهة، واستلمنا مصاريف من التحالف لجبهات القتال، ونثريات لقيادة لواء، ومصروف أو راتب أو مكافأة، سَمِّيها كما تريد، لقائد اللواء، من التحالف.. لماذا با نفسد؟! يحاسب كل شخص بما صُرِفَ له، ومن لديهم دليل عليه يثبتوه، ويحاسبوه.. جهات قانونية تُحاسب؟! أما يقولوا، يتكلموا، فهذا مش مقبول. نشتي دليل، نشتي حساب، رواتب الأفراد، خصميات الأفراد، أين تذهب..؟! نحاسب فعلاً.. تُشَكَّل لجان لمحاسبتنا.
أنت قُلتْ، قبل ذلك، إنه ما فيش قيادة.. هل توصلوا مشاكلكم هذه للرئيس عبد ربه؟!
لا أدري ما إذا كانتْ مشاكلنا تصل إليه، أو لا تصل.. لكن في أحياناً ترفع مذكرات نسلمها له مباشرة، أو تُسلَّم لمكتب الرئاسة.
يقال، أن هناك 45 ألف جندي بالجيش في تعز، أليس هذا العدد كافياً لفك الحصار المفروض على المدينة، واستكمال تحريرها والمحافظة بشكل عام؟!
أكيد؛ إذا كان هذا الجيش موجوداً بالفعل، فهو كافي ليس لتحرير تعز فحسب، بل لتحرير محافظات أخرى غير تعز، إن شاء الله. هذا العدد ليس قليلاً، وليس سهلاً. هذا عدد كبير يُحرِّر تعز وغيرها.
وهل هذا العدد موجود بالفعل؟
لا أعلم، هذا من اختصاص وزارة الدفاع، من اختصاصها أن تُشَكِّل لجان، وتتمّم على كل واحد لديه تشكيلات وجنود..
هل أنت مقتنع بالجيش الموجود في تعز، وبطريقة أدائه؟
في الوقت الحالي، ما بُني من جيشٍ في تعز هو خطوة، إذا تصحح هذا الجيش، أو تَشَكَّل تشكيلات عسكرية تتبع وزارة الدفاع مباشرة، وتكون تحت إمرة القيادة، وتمَّ تأهيله، وتمَّ استبعاد الازدواج الوظيفي والمدنيين، زي موظف في التربية ويصبح موظف، أيضاً، في الجيش، وإلا معه وظيفتين. يعني هذا.. يمكن إصلاح الجيش.
واضح أن هناك خللاً كبيراً في بناء الجيش بشكل عام في تعز.. وفي طريقة تشكيله، وطريقة إدارته.
الجيش بالكامل.. لا نقول الجيش في تعز فقط. الجيش بالكامل يحتاج إلى إعادة تنظيمه، وبنائه بشكل صحيح، على أُسس.
(مقاطعاً) أين الخلل؟
في القيادات.. لا توجد وحدة عسكرية رديئة، بل يوجد قائد رديء.. هذه قاعدة عسكرية معروفة.
برأيك وتصورك كقائد عسكري، كيف يمكن استكمال تحرير تعز وفَكَّ الحصار عنها، وما المطلوب لتحقيق ذلك؟
وحدة الصف.. الجِدّ في التحرير.. أن يكون لدينا مشروعٌ واحدٌ، وليس مشاريع، أن يكون مشروع الوطن قبل مشاريع الأحزاب، وقبل الولاءات الضيقة؛ سواء إقليمية أو داخلية.
لماذا لا تقوم أنت بدورك في استكمال تحرير تعز.. أنت معك جبهات قتال مع الحوثي؟!
أنا قائد لواء.. ومعي الآن 5 جبهات مع الحوثي.
لماذا لا تقوم بدورك لاستكمال التحرير في هذه الجبهات الخمس؟
لا أستطيع القتال، والوضع الخلفي مش آمن، ومش مستقر. أنا قُلْتُ لك، إني توقَّفتْ في "نقيل الصِّلو"، بعد ما تمَّ تحريك كتيبة [تتبع اللواء الرابع الذي يدين بالولاء لحزب الإصلاح، وتمَّ تحريك كالتفاف خلفي على العميد الحمادي] إلى منطقة محرَّرة في قطاع اللواء 35 مدرّع.. كانوا سبب توقفي. أيضاً، عندما أقوم أهاجم بمفردي، وكل واحد من القادة العسكريين، إحنا كلنا إخوة وكلنا زملاء ولا يوجد أي شيء بيننا، [جالس يتفرّج]، ولديه مبرراته، يا بايقول لك: "ما جابوا لي ذخيرة"، أو: "ما جابوا لي مصاريف"! برضه لهم معاناة، لا تقول، إن القادة إلِّي في تعز مرتاحون، أو كذا، في لهم معاناة. أنا أتكلم الآن معك، بس غيري ما بيتكلمش معك.. في ضغوطات ما يستطيع يتكلم. ونحن نطالب بوحدة الصف.. نقع جيش.. همّنا الوطن، لا همّنا أشخاص ولا همنا أحزاب.. ولا همنا أي شيءٍ آخر. إذا بقى هذا همنا، ستلاحظ أنه في تحرير، إذا قام اللواء 17 مشا’ بتحرير جهة محددة لحاله، ونحن متوقفين، هل سينتصر؟! العدو سيجمع ويحشد قواته كلها باتجاه اللواء، لكن إذا كلنا فتحنا جبهات مع العدو فسيختلف الوضع. كُلنا نفتح جبهات مع العدو، بدل ما تفتحها داخلياً، بيننا بين، أو بين أبي العباس والمحور، أو بين عدنان الحمادي وفلان بن فلان، بين قائد المحور وفلان.. يعني هذه خلاص تتشتَّتْ، لكن إذا رحنا باتجاه الحوثي الكل على قلب واحد.. سننتصر.
في فبراير الماضي، أعلنتْ قيادة المحور العسكري في تعز عملية عسكرية لاستكمال تحرير تعز.. أُطلق عليها "عملية قطع الوريد".. ثم توقفت تلك العملية دون تحقيق شيء، واتضح أنه لم يتم شيء.. رغم أنه تم صرف ثمانية مليار ريالاً كميزانية لتلك العملية.. ما حقيقة تلك العملية، وهل شاركتم فيها، وهل حصلتم على نصيبكم من الميزانية التي خصصت لتلك العملية التي لم تتم؟
سمعتُ عنها في وسائل الإعلام، وطُلِبَ مني المشاركة بعد أسبوعين، أو عشرة أيام، من بدء العملية، وعندما طلبنا الإمكانيات، قالوا: سندفع إمكانيات محددة، رغم أننا كنا عارفين حجم المبلغ الذي صُرِفَ لتلك العملية، والجبهات كثيرة عندي.
المبلغ 5 مليار، وبعدها ثلاثة مليار..؟
المبلغ 5 مليار، ولا أعلم بخصوص الثلاثة المليار. [لم أستلم شيء من ذلك المبلغ]. لو استلمت ريالاً واحداً من ذلك المبلغ يُحكَم عليَّ بالإعدام. وقبل الخمسة المليار، كانوا [قادة المحور وألوية الجيش في تعز] قد استلموا ثلاثة مليار. لو استلمت ريالاً واحداً من الثلاثة المليار، يُحكَم عليَّ بالإعدام.
إلى ماذا انتهت "عملية قطع الوريد".. لم يتحقق شيئاً..؟
لا أعتقد أن تلك العملية بدأتْ حتى يُحَقَّق شيءٌ.. ما فيش.. ما فيش شيء على الواقع. لا أعتقد أنه في تقدم ملموس. آخر تحرير كان في 2018م، عندما استكملنا تحرير مديرية الصِّلو، الذي قام به اللواء 35 مدرّع، هذا آخر انتصارات الجيش الوطني في تعز.
مشكلة الجيش في تعز، وفي بقية المحافظات المحررة، أن القادة كثيرون وليسوا مؤهلين، تم تعيين مدرسين، تم تعيين مدنيين، في قيادة ألوية، وفي مواقع قيادية حساسة داخل ألوية ووحدات الجيش.. دون أن يتم إعدادهم عسكرياً.
يُتْرَك الخبز لخبازه، كل إنسان في تخصصه، صح نحن في فترة من الفترات احتجنا لأساتذة، ولمدرسين ولأطباء وغيرهم من المدنيين، ولكن عندما بدأ بناء الجيش، والناس عادوا من عند الحوثي، وضموا إلى الجيش الوطني.. [كان يجب أن تُسند مهمة بناء الجيش للمختصين]. عندنا في تعز هناك 6 ألف من الضباط والعمداء والعقداء والخبرات، أتوا في 2015 و 2016، وضموا إلينا، انضموا إلى الشرعية.. وهم حتى الآن بدون مرتبات. أنا سجلتْ عندي باللواء 3500 اسم، ما بين عميد وعقيد، لم ينزل رواتب أحد منهم، رغم أنه تمّ اعتماد رواتب لنحو ثلاثة ألف آخرين من تعز كلها، من عدة أماكن! أي معيار اعتمدوا عليه؟! لا نعلم.. البقية، ربما أنهم انضموا للشرعية قبل هؤلاء، مع ذلك لم يُسَكِّنوهم في الجيش!
يقال إن 45 ألف رقم عسكري في تعز وحدها.
الأرقام العسكرية معنا، نحن في اللواء 35 مدرّع، باقي لنا عند المحور 2000 رقم من هذه الأرقام العسكرية الـ 45 الألف؛ إذا كان عاده ما تصرف بها حتى الآن. لدينا أفراد في جبهات القتال بدون أرقام عسكرية حتى الآن، كنا نتكفل لهم بمعالجات شهرية من أي ردّيات من الرواتب التي يتم خصمها، أو من فائض المصاريف التي تصرف من أشقائنا في "التحالف"، بالذات من الأشقاء الإماراتيين. كنا نصرف الفائض لمقاتلينا الذين لم يحصلوا على أرقام عسكرية. إلى الآن لدينا أكثر من 1000 فرد من اللواء 35 ليس لديهم أرقام عسكرية. ولدى رئيس الجمهورية كشف بالأسماء، سُلِّم له عام 2018. قُلنَا للرئيس: "هؤلاء الأفراد لم يترقموا، وأنت منحت محور تعز 5 ألف رقم إضافي، تم توزيعها كالتالي، 3000 للمحور، لبقية المحور، و2000 للواء 35 مدرّع كون مساحة مسرح عملياته كبير، ولم يستكمل الترقيم حتى هذه اللحظة.
الـ 5 الألف رقموها لقيادة المحور؟!
أعطونا منها 300 أو 400 رقم، وبعدين أخذوا هؤلاء الأفراد، الذين تم ترقيمهم، إلى اللواء الرابع. وكنت مستغرب، حينها، كيف راحوا يرقموا هناك، وما جاءوا يرقموا عندي، على أساس منحوا، كملوا يرقموهم، ثم أسقطوهم من قوام اللواء، وأخذوهم إلى اللواء الرابع إلِّي شَكَّلوه. وهذا فاللواء 35 مدرّع لم يحصل على أيّ رقمٍ من الخمسة الألف الرقم الإضافية التي اعتمدها رئيس الجمهورية، رغم أن التوجيه الرئاسي كان يمنحنا ألفين رقم من تلك الأرقام.
هناك فساد كبير جداً في كتائب الجيش داخل تعز، هناك كتائب وهمية، هناك تشكيلات عسكرية كبيرة وفساد بالمليارات.
عندي باللواء لا يوجد وهميين، يوجد ناس تركوا الخدمة، يوجد ناس بدلاء لهم، تم الرفع بهم، وتم إسقاط 600 راتب من اللواء 35 مدرّع، على الدائرة المالية، وتمّ الرفع بـ 600 فرد بدل الستمائة الراتب الذين رفعنا بهم أنهم لا يتواجدوا، أو تركوا الخدمة. [تم تنزيل رواتب الـ 600 الفرد الذين رفعنا بهم، ولم يتم ترقيم البدلاء لهم] وحتى هذه اللحظة، لم يصرف ريالاً واحداً إلى جنودنا البدلاء، رغم أني ورّدتُ رواتب المتغيبين إلى الحكومة في عدن! قُلتُ لهم: أشتي رواتب هؤلاء لهؤلاء.. فلم يتم الأمر.
هل صحيح أن الجيش في تعز لا يمتلك غرفة عمليات مشتركة؟
نعم، لا يوجد.
منذ خمس سنوات وحتى الآن لا يوجد غرفة عمليات مشتركة لقوات الجيش في تعز؟!
حاولنا مرة، عام 2016، فتحناها لمدة أسبوع ولم يلتزموا.
من الذي لم يلتزم..؟!
كل القيادات.. يعني أنه لم تستمر، إذا أرادتْ القيادة أن تعمل غرفة عمليات لعملتْ.. وبعدين هذين حق الجيش والفساد ما الفساد، يا أخي في قيادة عليا هي المسؤولة عن محاسبة لكل القادة العسكريين، بدل الكتابات في وسائل التواصل. يعني القيادة العليا المفروض هي التي تحاسب، يكون في جهات محايدة، ما تكونش موجهة، أحياناً قد تجي تحاسبك وهي مستهدفة لك شخصياً، يعني مستهدفة، وتعمل لك تُهم كذب حتى تدينك وتجزعك.
سؤال عن أفراد الجيش السابق والأمن إلِّي كانوا في تعز.. كم تقريباً عددهم، وهل تم استيعابهم..؟!
مش إلَّا اللذين في تعز، بل اللذين كانوا في الجيش اليمني بالكامل، استوعبوا جزءاً منه، استوعب جزءاً من الجيش السابق، بعدد بسيط، من مختلف المحافظات، بداخل تعز، تم استيعابهم، أنا عندي كان مقاتلون، قاتلوا في المطار من عدة محافظات، مرتباتهم موجودة، بس بعدين، عندما بدأ يُصرف الراتب في 2016، وقبل ما يبدأ صرف الراتب، في أفراد وضباط كانوا في الجيش السابق جاءوا، بعد أن استأذنا من الرئيس، وقلنا له، إنه في ناس نشتي نضمهم ونشتي نعتمد رواتبهم. قال: "ضُمُّوهم واعملوا إعلان". قلنا له: "هذا بيسحب كثير من أفراد الجيش إلِّي عند الحوثي". وعندما عملنا الإعلانات وسحبناهم وبدأنا نسجلهم بقوائم، قالوا: "ارفعوها للمحور"، رفعناها للمحور، تمَّ الرفع من المحور إلى الجهات العليا، أو لم ترفع، حسب البلاغ أنها رُفعتْ، لم نعلم بالباقي، بس هؤلاء لم يستلموا راتب حتى هذه اللحظة. لو تلاحظ هناك، في تعز، كل يوم وقفات احتجاجية، لأفراد وضباط الجيش السابق، في "شارع جمال".
لا يوجد تنسيق بين الوحدات العسكرية في تعز، بينك وبين الوحدات الأخرى، على وجه الخصوص؟!
شوف، أي عمل قتالي مجبرين نحن على أن ننسق فيما بيننا، لكن عندما يكون ما فيش عمل قتالي، وتشوف أنه تُحشد عليك قوى من ألوية، أو من أمن، يصبح من الصعب التنسيق، عندما توجد الخلافات يكون التنسيق صعباً.
ألا يؤثِّر توقّف جبهات القتال على أفراد الجيش، بما يسمَّى ملل الدفاع؟!
أكيد.. أكيد.. يعني بقاء الأفراد لفترة طويلة في الجبهات دون قتال، يُصِيبهم بهذا المرض الذي أطلق عليه أحد القادة الخبراء العسكريين الكبار، في الحرب العالمية الثانية، اسم "ملل الدفاع". أنت لو بقيت في موقع واحد لفترة طويلة تشعر بهذا الملل، وما عاد يكونش عندك حافز وعزيمة. وحتى لو جاءت أعمال قتالية قادمة، يكون من الصعب عليك القيام بها، إلا بعد إعادة نفسيتك للقتال، لكن تستطيع أن تتغلب على هذا المرض بدفع دماء جديدة إلى الجيش، ودفع قوات غير القوات التي في الجبهة، مع إشراك جزء من القوات التي في الجبهة؛ ذلك قد يُعيدُ لهم الروح للقتال. استمرار في التوقف الطويل عن القتال يُصِيب القوى بهذا المرض، والمعنوية أيضاً تضعف، ولكن نستطيع التغلب عليه إذا كان هناك نية صادقة. نحن الآن متفائلين بالاتفاقات التي توقع.. "اتفاق الرياض".
(مقاطعاً) جوهر هذا الاتفاق يتمثَّل في توحيد كل القدرات القتالية في اتجاه واحد: قِتال مليشيات الحوثي.. هذا فيما يخص الجنوب.. هل تعتقد أن هذا سيسري على بقية القوات في داخل جبهات القتال في محافظة تعز؟
إذا صدقتْ القوى السياسية الموجودة في الرياض، والتي تدير الشرعية، بالفعل سيؤثر، إذا وجدت في المناصب العليا قيادات لا يوجد لها هدف سوى التحرير وبدأ الحساب: "أنت لم تُهاجم الحوثيين، أنت ما لم تُحَقِّق أيّ انتصار، قول لي كم كيلو حررتْ، كم مررت".. إذا تحاسبنا هذا الحساب، وحاسبوا كل قائد عسكري وفقاً لذلك، سننتصر على الحوثي، ويمكن نقول أن هناك أمل هذا الاتفاق، الذي وقع أمس بين المجلس الانتقالي من جهة والحكومة الشرعية من جهة، وكان أغلب بنوده خاصة بالوضع في الجنوب والجيش في الجنوب والأمن في الجنوب. لكن ذلك ممكن يؤثِّر بإيجابية على الوضع في الشمال؛ لأنه لا يمكن تُصَلِّح في جهة، وجهة تتركها على ما هي. إذا فعلت ذلك، فالجهة التي تُصَلِّح فيها لن تتقبل منك هذه الأمور. لن هذه الجهة لن تقبل التعايش مع وضع مش وضع طبيعي. لا بد ما يكون النظام ساري على كل الجهات، سواءً الجنوب أو الشمال، إذا كان هناك نية صادقة، والناس وقعوا وهم متفقون، ومقتنعون، وأعتقد أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية، سيضغطون من أجل إنجاز عملية التحرير، وإعادة بناء وتأهيل وتنظيم الجيش اليمني.. الجيش لا بد من خبرات تكون فيه على قائمة القيادة. شوف، جيش لا يوجد فيه خبرات عسكرية وإدارية وتنظيمية يبقى جيش هش، من جاء شَلُّه معه، وذلك سيُبقينا في صراعات. إذا أردنا أن نتخلّص من الصراعات يجب أن نبني جيش قوي، ولاؤه لله والوطن، ما لوش دخل بالأحزاب.