نموت باليوم الف مره... !
الاثنين 28 أكتوبر 2024 - الساعة 12:57 صباحاً
أحمد حميد الشامي
مقالات للكاتب
في بداية المقال أتمنى بان تصل مقالي إلى رئيس و أعضاء مجلس القيادة وإلى رئيس و أعضاء مجلس الوزراء و إلى كل مسؤول في الدولة، وارجومنكم بان تقرائون هذه المقال بالاحساس والمشاعر والضمير الانساني .
هل تعلمون بان المواطن يموت باليوم الف مره..!
هل انتم مدركين حجم المعاناة التي نعيشها ...!
كيف يمكن ان نعيش في ظل هذا الحياة ونحن نحارب ونصارع من اجل البقاء على قيد الحياة ، منذ القدم والأنسان يواجه الحياة بطرق شتى من أجل توفير مقومات الحياة للبقاء والعيش بأمن وسلام على مدى تعاقب العصور والأزمنة، غير أن وأقع الحال اليوم أصبح اسوء بكثير من الاعوام السابقة فقد اصبح الفقر والجوع ونقص الخدمات تسحق المواطن بل ويطحنهم طحنا في معظم الاحيان.
يا أصحاب المعالي والفخامة سوف احدثكم عن معاناتي الشخصية وهي معاناة كل مواطن مغلوب على امره في الكفاح من اجل البقاء، انا موظف في وزارة الخدمة المدنية وراتبي 47000 الف ريال يمني واستلم حافز شهري 100000 الف ريال يمني ويبلغ الاجمالي 147000 الف ريال يمني لا غير ما يعادل سعر الصرف 285 ريال سعودي ، هل انتم مدركين الرقم..؟
يا أصحاب المعالي والفخامة سوف احدثكم بعلوم الرياضيات في وجبة الإفطار نحتاج الى 9 اقراص روتي بقيمة 600 ريال ومثلها في وجبة الغداء و وجبة العشاء 600×3= 1800 ريال في اليوم، ونكمل الحساب على مستوى الشهر بالكامل 1800×30= 54000 ريال في الشهر، هذا فقط حساب اجمالي الاستهلاك من الروتي او الرغيف، من غير اسعار المواد الغذائية الاخرى، فقد اصبح سعر طبق البيض بي 6600 ريال، كما ان هناك ارتفاع كبير في سعر الارز والسكر، اما المسكن فقد اصبح سعر الايجارات للشقق مرتفع جدا وبالعملة الصعبة، على سبيل المثال انا مستاجر شقة بي 400 ريال سعودي، كيف لنا كمواطنين ان نواجة هذا الارتفاعات في الاسعار! وكيف لنا ان نعيش في ظل وجود دخل شهري لا يغطي مصاريف الحياة اليومية، نحن نعجز عن توفير الدواء في الحالات المرضية.
يا أصحاب المعالي والفخامة هل تعلمون بان الموت بالرصاص اصبح اهون علينا من البقاء عاجزين عن توفير مقومات الحياة لاطفالنا، الموت بالرصاص يقتلنا مره واحدة فقط اما مشاكل الحياة وارتفاع الاسعار تقتلنا باليوم الف مره.
الأكثر بشاعة في الانهيار الكبير للاقتصاد وتدهور العملة أن اليمنيين تأقلموا معه وبات أحد مظاهر روتين الحياة اليومية، وأن لهذا الواقع الكارثي اسبابآ من دون أدنى شك، فقدان الثقة في للمسؤولين الذين تبدو حقيقة مواقفهم وكانها تشير اليهم كمستفيدين من الانهيار .