تعزعاصمة التفاهة...

السبت 16 نوفمبر 2024 - الساعة 03:37 صباحاً

 

من فرط إجرامهم جزوا آذانها بلا رحمة طمعاً في نهب أقراطها الثمينة وسرقوا الكحل من عينيها .

 

تعز عبر تاريخها كبلها الهمجيون وقصوا ظفائرها وانتزعوا أظافرها وأطفأوا أنوارها وطمسوا من وجهها البهاء وصادروا أحلامها وبهجتها واستولوا على ثروتها وحليها وحلاها ؛ دمروا كل معالم حسنها وشوهوا كل ماهو جميل فيها وأستبدلوه عنوة بقبحهم وعفونتهم . 

 

قتلوا أبنائها وأقصوهم وطاردوهم وشردوهم ؛ وجاءوا بكل العاهات والفاشلين واللصوص والمطاريد وقطاع الطرق حكاماً عليها وأطلقوا الكلاب المتشردة ينهشوا جسدها ؛ وجلبوا إليها زناة الليل واعظين ومرشدين والبسوهم ثياب التقوى وأقنعة الجهاد .

 

لفوا قوامها الممشوق بالسواد وقذفوا بها مشوهة إلى بيت الطاعة مشلولة عاجزة غير قادرة على الحراك ؛ تئن ... وتصرخ مستغيثة .. ولا مغيث .!

 

تعز أُفرِغَت بكل ماتحمل هذه الكلمة من دلالات ومعنى ؛ إستهدفت واريد لها أن تكون على الهامش ؛ مجرد إستجابة لأحداث من صنع مناوئيها .

 

تعز يحكمها أعدائها ويحرسها اللصوص ويتصدر المشهد فيها أراذلها ؛ قهرها الجحود وخنقها الجنود وارهقتها الحشود ؛ وتركت بجراحها شاحبة منهكة تترنح من أوجاعها وتتألم غير قادرة على الحراك ؛ فتربع الإرهاب والفساد والإنفلات والفوضى في أرجائها ؛ وبذلك إتضحت حقيقة الثقافة التي خُطط لها وتكون تعز عاصمتها وإقرار التطرف منهجها الثقافي ؛ وأعتبار الفساد والفصاع والإرهاب الفكري والهمجية والبلطجة والفوضى أبرز أدوات ومظاهر الحركة الثقافية بتعز .

 

وتتجلى بوضوح رعاية الإبداع والمبدعين في عاصمة الثقافة بتجريم أي مظاهر ثقافية_رغم ندرتها ومحدوديتها_ مقابل هيمنة مشائخ الفتنة والضلال على منابر تعز بكل أريحية مطمئنين يوزعون صكوك الغفران والخيانة والولاء بلا حسيب أو رقيب ؛ وكذلك تتجلى الثقافة المقرة في إنتشار ظاهرة التفاهة والسفاهة المنظمة وفي تفشي ثقافة الفصاع والمفصعين ؛ حتى أصبحت تعز كما أُريد لها أن تكون "تعز عاصمة التفاهة" ..

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس