الوجه الأخر للسفير عادل باحميد
الاربعاء 04 ديسمبر 2024 - الساعة 10:36 مساءً
غزوان طربوش
مقالات للكاتب
لايمكن لكم أن تتخيلوا على الإطلاق مدى الوحشية واللاإنسانية التي تعامل بها السفير عادل باحميد مع أبناء اليمن في ماليزيا ومع معارضيه على وجه الخصوص خلال ثمان سنوات قضاها كسفير لليمن في ماليزيا، كنت اصدم وأشعر بالرعب من هكذا تصرفات تصدر من إنسان في حق إنسان أخر.
لقد زيف المصور الخاص بالسفير عادل باحميد كل شيء، وكل ما تشاهدونه في الصور أو في ظهوره كخطيب جامع ماهو إلا قناع لوجه بشع وموحش وقلب يفيض بالحقد والغل والكراهية والبطش بالخصوم.
استغل السفير باحميد إنشغال الحكومات المتعاقبة في الوضع بالداخل من حرب وأوضاع أقتصادية رثة، حيث لايوجد من سوف يستمع لصراخ أشخاص في ماليزيا ثم بدأ يمارس عهد من الديكتاتورية البشعة التي لايمكن وصفها أو تخيلها، وساعده في ذلك مجموعة من أعضاء حزب الإًصلاح الإخوان المسلمين فرع اليمن الذين تواجدوا في ماليزيا لإدارة أموال الحزب والجماعة والإيرادات التي يجمعونها من تعز ومأرب وحضرموت وبقية المحافظات المحررة فبل أن يسيطر عليها المجلس الإنتقالي.
كنت أحد هولاء الضحايا الذين تعرضون للترهيب بطرق مباشرة وغير مباشرة، حيث يعتمد السفير باحميد على مجموعة أشخاص يتبعونه مباشرة ولديهم تواصل مباشر به ويستخدمهم لتهديد الخصوم بشكل غير مباشر، حيث يتابعون كل ماينشر في الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، وكنت حين أكتب أي منشور تضامني مع أبناء اليمن في ماليزيا تصلني اتصالات بتهديدات مبطنة، أحذف المنشور والمقال لا داعي ان تقحم نفسك في هكذا أمور ، هذا سفير ولديه سلطة، ركز في دراستك واترك السياسة، هذا ربما يؤثر عليك وتتعرقل معاملاتك في السفارة ..الخ وعندما لا استجيب لهذه التضغوطات تصلني إتصلات من قبل موظفي السفارة مباشرة من مدير مكتب السفير إسماعيل عبدالرزاق او الموظفين الأخرين شديدة اللهجة وتحذيريه.
عندما اعتدى السفير باحميد على جواز المناضل الكبير راشد محمد ثابث، صدمت من هول الإتصالات التي وردتني بتهديدات صريحة ومبطنة تطالبني بالتوقف عن التضامن مع المناضل راشد محمد ثابت وبلغ بهم الأمر إلى تهديد حتى من تفاعل مع منشوراتي من الأصدقاء.
نشر الناشط في المبادرة المجتمعية لإصلاح الجالية اليمنية في ماليزيا عبداللطيف شبيط، عدة منشورات حسب بلاغات وصلته من أشخاص تم تهديدهم بطرق مباشرة وغير مباشرة بأن الذين يتفاعلون مع منشورات تنتقد أداء السفارة اليمنية في ماليزيا سوف يتم معاقبتهم وحرمانهم من الخدمات القنصلية وعرقلة طلبات حصولهم على فيزا الإقامة السنوية التي تمنحها مملكة ماليزيا لليمنيين، وتمنح مملكة ماليزيا فيزا لليمنيين لغرض الإقامة يتم تجديدها سنويا، وقام السفير عادل باحميد بسحب تقديم معاملة الفيز من مكتبة الهجرة والجوازات الماليزي إلى السفارة اليمنية في ماليزيا وهو الأمر الذي مكنه من رقاب اليمنيين وأًصبح يستخدم الفيزا لتصفيات خصومة ومعارضية واستهداف كل الأقلام الحرة والشريفة بالإضافة إلى التكسب المالي إذ يستلم مايقارب 40دولار لكل فيزا، واشتكى الدكتور يحيى المدور وهو ناشط سياسي معارض للسفير عادل باحميد، اشتكى من حرمانه من الحصول على الفيزا السنوية للعام 2024م ولايزال جوازه محجوز لدى السفارة اليمنية في ماليزيا في نظر السفير عادل باحميد حتى اليوم على الرغم من أننا شارفنا على إنتهاء العام.
وظف السفير عادل باحميد أشخاص من أقارب معاريفه كموظفين محليين دون إعلان عن وظائف أو عمل مفاضلة بين المتقدمين، ويستخدم هولاء لبث الرعب في نفوس اليمنيين في ماليزيا، إذا يقومون بالإتصالات بكل من ينتقد أو يتفاعل مع النقد للسفارة والمطالبات بتخفيض الرسوم الجائرة على اليمنيين الفارين من الحرب، ويتم تهديدهم بطرق غير مباشرة عبر نصائح إبتعد عن هولاء الذين ينتقدون سوف يضروك ويسببون لك المتاعب.
كما عمل السفير عادل باحميد على تجيير الكيانات النقابية المدنية لصالح حزبه حزب الإصلاح فرع جماعة الأخوان المسلمين في اليمن، حيث أصبحت الجالية مملوكة لأعضاء حزب الإصلاح حصرا عبر عملية غير ديمقراطية يشارك فيها فقد عدد 106 شخص من أصل مايقارب عشرين ألف يمني مقيم في ماليزيا، وهو الأمر الذي زاد في عملية الإستبداد التي تمارس على اليمنيين في ماليزيا، حيث أصبح كل من ينتقد أو يعارض يحرم من خدمات الجالية الشحيحة والتي هي عبارة عن سلة غذائية تمنح في شهر رمضان يتم توزيعها عن طريق إدارة الجالية ويحرم منها كل معوز لايسمع ويطيع أو يتحدث عن فساد السفارة وفشل السفير أو عن استحواذ حزب السفير على الكيانات النقابية المدنية.
كما عمد السفير باحميد على تمديد استبداده إلى إتحاد الطلاب ووضع أشخاص على رئاسة الإتحاد من حزبه حزب الإصلاح ويرفض التعامل مع سواهم، وهو الأمر الذي مكنه من قمع صوت الطلاب واسكاتهم تماما وتغييب صوت مايقارب الفين طالب يمني متواجد في ماليزيا.
وعبر هذه الكيانات جير السفير باحميد كل المساعدات المقدمة لليمنيين لصالح أعضاء حزبة فقط دون الأخرين من مساعدات غذائية أو منح ومقاعد مجانية للطلاب في الجامعات أو في المدارس، ولايزال يعاني الكثير من أبناء اليمنيين في ماليزيا من عدم قدرتهم بالإلتحاق بالصفوف الدراسية على الرغم من وجود منح يتم أخذها من أبناء قيادات حزب الإصلاح بالرغم من عدم حاجتهم لها وهم لديهم أعمال ورواتب.
وتعامل السفير باحميد بوحشية مع الصحفية والإعلامية بشرى العنسي التي تقيم في ماليزيا هي وابنتها، حيث حرمها من كثير من الخدمات القنصلية المتعلقة بقضيتها، كما حرك حزب الإصلاح بكامله ضدها بعد أن انتقدته في فيديو نشرته على حسابها فيسبوك، وتم نشر رسائل تحريضية ضدها تمس سمعتها نشرها أعضاء حزب الإصلاح بطريقة جماعية وممنهجة في مختلف دول العالم.
كما أمر السفير باحميد أعضاء حزب الإًصلاح في ماليزيا لنشر رابط بجمع توقيعات لترحيل ثلاثة أشخاص من ماليزيا وهم بشرى العنسي ويحيى المدور ومعاذ الصوفي، وتم نشر الرابط في مجموعات الواتس اب الخاصة باليمنيين في ماليزيا وفي فيسبوك وتويتر على نطاق واسع، وهو الأمر الذي يؤكد على ديكتاتورية السفير واستخدام سلطاته لكل الأقلام الحرة والشريفة التي لاتقبل الظلم وتتألم عندما ترى معاناة أبناء اليمن في ماليزيا في ظل فساد وفشل السفير والسفارة واستحدواذ حزب السفير على كل كيانات اليمنيين في ماليزيا.
لم يتكتفي بكل هذا بل مد استبداده إلى إنشاء جميعيات خيرية يرأسها أشخاص من حزب الإصلاح مثل جمعية التواصل التي يرأسها حاليا شخص يدعى علي معوضة ويديرها بجانبه علي الشاعري وعمار الجعري، بالإضافة الى جمعية رياحين كانت تديرها زوجة السفير مباشرة، وجمعية أنسان، وجمعية النور ، وهي جمعيات تجمع تبرعات بإسم اليمنيين من مؤسسات وأفراد وجهات ماليزية، ويتم توجيه المساعدات التي جمعها لأعضاء حزب الإصلاح في ماليزيا ولشراء ولاءات ولايستفيد منها أبناء اليمن في ماليزيا ولاتوجد أي معايير أو شفافية أو تقارير مالية يمكن تتبعها ومراقبتها، حتى وصل الأمر بأن ينشر السفير باحميد حساب السفارة الرسمي على مواقع التواصل الإجتماعي لجمع التبرعات ولايزال حساب السفارة منشور حتى الآن.
واشتكت كثير من النساء اليمنيات في ماليزيا فرض السفير باحميد وصاية دينية على المعاملات التي تجري في السفارة وهي معاملات يفترض أن تضخع للقانون فقط، وحرم أبنائهن من الحصول على جوازات سفر بدون موافقة والدهم حتى وقد انفصلن عنهم.
يعيش اليمنيين في ماليزيا بين نارين، استبداد السفير باحميد مدعوما بأعضاء حزبه حزب الإًصلاح فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن وبين صمت الحكومة الشرعية في الداخل التي لاتستجيب لأصوات المواطنين اليمنيين المقييمن في ماليزيا وهو الأمر الذي يضاعف معاناتهم ويجعلهم يدخلون في مرحلة صمت مطبقة ويتقبلون كل ممارسات السفير الوحشية في حقهم.
وما هذا إلا غيض من فيض؛ فهناك الكثير من القصص والمعاناة والمآسي التي تعرض لها أبناء اليمن في ماليزيا بسبب ممارسات السفير عادل باحميد. هذه المآسي لا تزال حبيسة الظل، حيث يخشى المتضررون التحدث عنها أو كشفها علنًا في الوقت الراهن. يعود ذلك إلى الخوف من تفاقم معاناتهم وزيادة الضغوط التي يمارسها السفير وجماعة الإصلاح عليهم. ومع ذلك، فإن هذه القصص ستطفو على السطح بلا شك بمجرد تغييره وإبعاده عن منصبه، لتكشف عن حجم الظلم والاستغلال الذي واجهه اليمنيون هناك، وتسرد تفاصيل معاناتهم دفعتهم للصمت خوفًا من بطش السلطة واستمرار الاضطهاد.