عشية إغتيال العميد..
الجمعه 06 ديسمبر 2024 - الساعة 01:07 صباحاً
عادل السبئي
مقالات للكاتب
تمر علينا ذكرى أليمة، ويوم اسود حزين، من أيام اليمن السعيد، يوم فقد الوطن أحد أبرز رجالاته وأشجع مقاتليه. انها عشية اغتيال العميد الركن عدنان الحمادي التي تركت جرحاً غائراً في ذاكرة الشعب اليمني، والتي لا تزال تفاصيله محفورة في الأذهان، فقد شكل مقتله صدمة كبيرة للجميع، وأثار حزناً عميقاً في قلوب اليمنيين، فقد كان الرجل الوطني الشريف، والقائد العسكري الشجاع، الذي وضع حياته على المحك، من أجل استعادة الجمهورية، وعمل من أجل ذلك، على بناء جيش وطني يتمتع بإستقلالية القيادة، والقرار، ومهنية الأداء، من خلال تأسيسه للواء 35 مدرع، ليكون نواة للجيش الوطني.
في الواقع لم تشهد الساحة اليمنية منذ عقود، جريمة اغتيال بشعة، كجريمة اغتيال العميد عدنان الحمادي.
هذه الجريمة النكراء التي هزت أركان الوطن، تكشف عن عمق المؤامرة التي استهدفت تعز، ومقاومتها، وجيشها الوطني، وخدمة للمليشيات الدينية، التي تغيب عن ايولوجيتها الوطنية، وشرف المقصد، والعمل الوطني الجماعي .
مما لا شك فيه، أن اغتيال العميد الحمادي لم يكن وليد الصدفة، ولا مشاكل اسرية كما حاولوا التسويق له، بل كان مخططاً له بعناية فائقة، ومدروس بتقنية عالية، من قبل جماعة دينية معروفة، تسعى إلى تحقيق أجندات خاصة بها، وتخدم مصالحها الخاصة، سبق عملية الاغتيال حملات تحريض ممنهجة وشرسة، ضد العميد، من قبل جهات اعلامية، تتبع المليشيات الدينية، التي لم تتبنى حتى الآن عملية اغتياله، مع انها بصماتها واضحة، وشاهدة على عملية الاغتيال، بل كانت جبانة لدرجة ان رمت العملية على جهات اخرى ليس لها أي مصلحة من اغتياله بل كانت متضررة بدرجة رئيسية.
لقد سعت الجماعات المتطرفة، إلى استغلال الأوضاع الأمنية المضطربة، في المناطق المحررة في اليمن، لغرض التوسع والسيطرة ما ادى الى نشر الفوضى، وقد وجدت في اغتيال القادة الوطنيين، وسيلة لتحقيق هذا الهدف، وقد كان لها هذا، فقد تم اجتياح الحجرية وسيطروا على االواء 35 مدرع.
إن اغتيال العميد عدنان الحمادي، جريمة نكراء لن تسقط بالتقادم، وسوف يظل الشهيد العميد رمزاً للصمود والتحدي، في وجه الظلم والاستبداد.
لقد كان استشهاده خسارة كبيرة للجيش، والمقاومة، التابعة للشرعية، وكان المستفيد الأول، والرابح الأكبر، من اغتيال العميد، هو جماعة الحوثي، ومشروعها التسلطي،التوسعي، الذي يسعى الى التمدد وابتلاع الوطن بما فيه خدمة لأجندة خارجية.