ثقافة اليمني السعى دائمًا للتقليد دون التفكر في الابتكار

الجمعه 13 ديسمبر 2024 - الساعة 08:11 مساءً

 

مع التقدم السريع الذي أحدثته قوات العمليات العسكرية التابعة للمعارضة السورية، وإعلان سيطرتها على كافة أجزاء البلاد، وكذلك الإعلان رسميًا عن انتهاء فترة حكم عائلة الأسد (الوالد والولد) في فترة بسيطة لا تتعدى مجملها العشرة أيام، وقد انعكس ذلك التقدم لا شعوريًا على العاطفة الشعبية لليمنيين التواقين للخلاص من المشروع الإيراني المتمثل بجماعة الحوثي الإرهابية.

 

لكن ذلك الشعور، مهما كان كبيرًا وجياشًا، لن يكفي، فما من جماعة إرهابية في التاريخ هُزمت أو انهارت نتيجة شعور معارضيها بالغضب، إنما إن أرادت النجاح وتحقيق أهدافها يجب أن تؤمن وتعمل على مجموعة من الشروط الأساسية، لعل أبرزها على سبيل المثال لا الحصر ضرورة توفر غرفة عمليات مشتركة تدير المعارك وتتلقى الأوامر من القيادة العليا للبلاد، إلى جانب ضرورة اغتنام الفرص المتاحة والعمل عليها بكل جد واجتهاد لتحقيق المكتسبات الكبيرة، ولو على حساب الخسائر البسيطة، لأن مصلحة الوطن أهم وأعظم من كل خسارة.

 

وفي خضم جملة من المتغيرات الإقليمية، لا تصبح أحلام وتطلعات اليمنيين سوى أضغاث أحلام موضوعة في سلة المهملات تحركها الأحداث الموسمية، ولا تتعدى تلك المشاعر فترة تخدير القات أو ما يعرف شعبيًا بالساعة السليمانية. وما إن ينتهي المخدر ذاك، إلا وتناسى اليمني همومه حتى تأتي أحداث طارئة أو جديدة أخرى ليعود ويتذكر ملفات تلك السلة من جديد، لكن بدون أي دوافع أو رغبات حقيقية للعمل عليها وكسر الجمود وإحداث أي ابتكار جديد لإحداث التغيير.

 

تأتي مظاهر كل ذلك الشتات أو التيه من أعلى الهرم في القيادات العليا للشرعية، وكل ذلك لم يكن نتاج يوم أو ليلة، وإنما يأتي من التراكمات والأخطاء المرحلة الناتجة من انعدام أو غياب الرؤية الواضحة النابعة من القيم والمرتكزات أو الثوابت الوطنية التي لا ينبغي لأي طرف أو جماعة تجاوزها أو المساس بها. وقد انخرطت معظم التشكيلات الشرعية في المهرجان الكبير لصناعة الوهم والأمجاد الزائفة، وكل طرف بحث عن ممول، وكل مجموعة لديها أجندات تسعى لتحقيقها، لكنها لا تعلم في النهاية أن التشرذم أو التفكك لا يخدم أي جماعة أو حزب لديه طموح سياسي مستقبلي، بل على العكس من ذلك، لن يصلوا إلى مبتغاهم بتلك الطرق البدائية، فالحيوانات المفترسة قبل البشر تقف احترامًا وتقديرًا للجماعات الموحدة، ولا تفكر في مسألة الهجوم عليها، لكنها تدهس وتلتهم في طريقها كل من يفكر بأنه ذكي ولديه مشروع مستقل يخص جماعة أو حزب أو فئة معينة بعيدًا عن المجتمع الكبير.

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس