هل يسقط الحوثيون قريبًا؟ تقدير موقف
الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 - الساعة 11:48 مساءً
عبدالستار الشميري
مقالات للكاتب
من وحي كل الضجَّة التي تدور الآن، لا شيء أصبح جاهزًا يمكن التعويل عليه في معركة التحرير.
بشكل مختصر يمكن القول:
أولا.. ما هي ركائز القوة الحوثيَّة؟
ماهية الجماعة الحوثيَّة تتلخص في أنها أوّلًا: فكرة قاتلة لها قطيع كبير. ثانيًا: سلاح مكدَّس ومنظَّم. ثالثًا: مدد خارجي إيراني نوعي لا محدود. هذا الثلاثي يشكِّل قوة الحوثيَّة.
تفكيك هذه القوة يحتاج إلى معركة ناجزة، وليست بالتقسيط.
ثانيًا:
حتَّى يسقط نظام أو جماعة مستبدَّة كالحوثيَّة، يجب أن تتعاضد أمور أبرزها توفر الشرطين الذاتي والموضوعي.
في حالة الحوثيَّة، الشرط الذاتي متوفر وبتمام الاكتمال. هناك ظلم وقهر ودم، وبيئة كارهة ومقموعة، ومستعدَّة لتقديم التضحية. هذا هو الشرط الذاتي، وهو باختصار السخط الشعبي العام.
لكن الشرط الثاني، وهو الموضوعي، غير مكتمل لكنه يتشكَّل وإن كان ببطء شديد. وهو متعلق بالعوامل الخارجية الإقليميَّة تحديداً والتي ليست متحمسة كما كانت سابقا لأي معركة، وكذلك الدوليَّة التي لا ترغب في دفع كلفة حرب،ضف إلى ذلك استرخاء الشرعيَّة وغياب لحمة الجيش، وعدم وجود رؤية موحَّدة من الثلاثة المذكورين للقضاء على الحوثيَّة وتوفير متطلبات هذا القضاء.
وأعني بالثلاثة (التحالف، الشرعيَّة، وأمريكا والغرب عمومًا) الذين يتعاملون مع الحوثي عبر الضغوط أو العقوبات الدولية، وهذا يؤخِّر توفُّر الشرط الموضوعي ربما لبعض الوقت.
ثالثا..
العلاقة بين الشرطين: الشرط الذاتي هو محفِّز لاكتمال الشرط الموضوعي، والعكس صحيح إلى حدٍّ ما.
مثال تاريخي:
سقوط هتلر وألمانيا.
الشرط الذاتي: تهوُّر هتلر وجرائمه، ونقض عهده مع ستالين في روسيا واجتياح اراضيها (المغامرة)
الشرط الموضوعي: كان اتحاد جميع دول العالم القويَّة لإسقاطه، ودخول أمريكا بقوَّتها إليهم في منتصف المعركة.
ختامًا:
سقوط نظام قمعي أو حكم يتطلَّب تفاعلًا بين الشرط الذاتي المتعلِّق بأخطاء من يحكم، مع الشرط الموضوعي الذي يتضمَّن الظروف المواتية داخليًّا وخارجيًّا. وقد حدث ذلك في لبنان وسوريا، ويمكن ان يتوفر حتى في ايران بتعاقب الضربات والزمن والظروف ،،
وحين يتوفر تعاضد الشرطين في اليمن ستكون مسألة سقوط الحوثي حتمية، والى حين ذلك فان الامر مؤجل إلى حينه،،