لعنة سبأ ولعنة الرئاسي..
عبدالستار الشميري
مقالات للكاتب
منذ أن دعا القوم على أنفسهم،
"ربنا باعد بين أسفارنا"
ومزقهم كل ممزق، ولعنة سبأ تعبر عن نفسها في كل جيل بصورة مختلفة وتكرر نفسها على شكل مأساة وملهاة.
اللعنة في تاريخ اليمن لغة:
هي الحرب.
واصطلاحاً، هي الحوثي والقاعدة والإخوان وإخوانهم في الرضاغة والقيادة.
إفرازات اللعنة الأبدية السبئية، تلاحقنا ولا فكاك يبدو قريباً، وأزماتنا الحالية لا تُقرأ بمعزل عن تحليل بؤس التاريخ ولعنات الماضي، التي حفرت عميقاً في النفس والوجدان اليمني المثخن بجراح الانكسارات المتعاقبة من عقد الجغرافيا وبلاليع التاريخ التي ندفع ثمنها إلى اليوم.
حالياً، هناك لعنة محدثة هي العجز الإداري والقيادي الحالي وفساد مستطير للشرعية.
وإذا كان انقلاب الحوثي على الدولة أم اللعنات، فإن عجز وفساد الشرعية هو أبوها. وبما أن رجال الشرعية والانقلاب، نسخة من نسيج واحد مع اختلاف اللون، فإن الأزمات ستظل قابعة في كل مناحي الحياة: السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الدينية، والاجتماعية في كل شبر، وفي كل قرية، وفي الفضاء العام، التي تتكاثر بتراكم مقدماتها وتواتر حججها وأسبابها.
تبدو الأزمات في وجه صريح من أوجهها نتاجاً لإعادة تدوير عوار التاريخ وغياب المسؤولية الوطنية الوازنة بسبب ضعف القيادة الإدارية والسياسية، واستسهال إدارة الدولة.
زعامات اليمن في لحظتنا الحالكة بكل ألوانهم هم أدنى من مستوى زعامة أو قيادة أو إدارة، ويندرجون في المستوى الأدنى وعيًا وحكمة.
وبتوصيف أدق، يمكن إعطاؤهم توصيفًا جامعًا مانعًا بأنهم رجال منخفضات الوعي الوطني، وأصحاب السوابق في الهبوط الاضطراري، وهم لعنة أخرى في سياق لعنات تاريخية ابتدأت منذ سبأ يوم أن دعا القوم "ربنا باعد بين أسفارنا"، وتدحرجت ككرة ثلج إلى يومنا هذا حيث صعلكة الحوثي وعجز الشرعية.