الحياة قيد الأمــــــــــــــل 

الجمعه 05 أكتوبر 2018 - الساعة 03:50 صباحاً

 

ليس الأمل فرصة ، لو كان كذلك لظل الواحد منا في محطات انتظارها لا يبارح ..

الأمل كما عرفته هو قدرتنا على النسيان ، نسيان الظرف والواقع والقدرات الذاتية وممكنات الحياة ومعيقاتها ، هو محاولاتنا التي لا تتوقف عن الاستمرار في الحياة باعتبارها حدثاً لا يمكن تفويته ، والأمل هو المزيج السماوي من الأمنيات والعاطفة البيضاء والحركة باتجاه الحلم الواسع والقلب المضمخ بالطموح والذكريات الندية.

الأمل .. 
قدرتنا على الاستفاقة من غيبوبة الواقع ومن واقعية الغياب ، بهجتنا الباقية في عيون أطفالنا وكلمات حبيباتنا ومرايا أصدقائنا وزخات مطر الغيمة النابتة في حرّ الظهيرة.

الأمل ..
مسافتنا الأثيرة بيننا وبين الإنسان المؤبد فينا ، وطرقنا التي نخبئها عن أقدامنا ، وخيباتنا التي تنبت على شفاهنا بسمة تحدٍ وتجبرنا على الولادة مرة جديدة على الدوام.

الأمل ..
أن نبقى قادرين على اعتياد الواقع حينما نرفض كل وقائعه ، وأن نعتاد قدرتنا على اقتطاف الممكن من الحياة رغم تعقيداتها.

الأمل ..
أن نستطيع ملاحظة .. وردة تغني ، وعصفورة صغيرة قربنا تنضم للسماء مرتها الأولى ، وعبارة غزل مكتوبة على حائطٍ قديم ، وأسماء الأطفال المميزة ، ورائحة العطور التي يعلق دفء أصحابها في شباك اللقاء الحميمي ، ومودة الناس الذين تجمعنا بهم ترتيبات العمل واهتمامات الوظيفة.

الأمل ..
هو كل ما تبقى لنا .. بعد سقوط الذاكرة ، بعد جموح القلب ، بعد استوحاش المصير ، بعد جنوح الحلم ، بعد خيبة الطموح ، بعد انكشاف الحقيقة ، بعد انكسار الرجال ، بعد اختصار العواطف ، بعد أن تترمد الموسيقى وتجف الأغنيات ، بعد كل بعد يتبقى الأمل.

إذن لسنا معزولين وخائبين ، كل الحكاية أن علاقتنا سيئة بالأمل ، ورطتنا أدهش من إنجازاتنا ، وصولنا أضيق من أقدامنا ، ورحيلنا احتمال أصحّ من بقائنا ..

لـ نحاول البقاء قيد أمل ، أي أملٍ يعصمنا من التيه ، ينجينا من الفوت.

،،،
،،
،
.

 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس