إن تشرف المملكة على ملفك فهي أم الحنبات..!
رائد عبدالكريم المليكي
مقالات للكاتب
إن الفاحص بتمعن للتاريخ والمتغيرات الحاصلة على مختلف الأنظمة أو الدول يجد الكثير من الشواهد والحقائق الواضحة للعيان تشير بمضمونها إلى أن أي نظام عربي تقف المملكة إلى جانبه أو تدعي نوعًا من الاهتمام به أو الحفاظ على مصالحه، وعلى عكس ما تدعي وتزعم نجد النقيض من ذلك. فقد كان لها الدور البارز في فرش الأرضية المناسبة للعدو الفارسي ليتمدد يمنة ويسرة وبكل أريحية، حتى وجد العربي الغافل نفسه وقد أُمسِت أربع عواصم عربية تحت سيطرة ونفوذ المشروع الاستعماري الإيراني.
وإذا ما أسقطنا القالب السعودي وتعاملها مع الأحداث على المستوى اليمني، سنجد مستويات منقطعة النظير من التقلبات. ففي بادئ الأمر، دعم الموقف السعودي جماعة الحوثي لغرض التخلص من حزب الإصلاح عن المشهد، ثم تذكرت لتوها مدى خطورة الحوثي في حال سيطرته على الفضاء اليمني. وسريعًا أعلنت إطلاق تحالف عربي لاستعادة الشرعية اليمنية والقضاء على المشروع الإيراني المتمثل بجماعة الحوثي. وضمن تلك الدائرة والمواقف الحائرة، تذهب المملكة لدعم السلفيين لإيجاد نوع من توازن القوى خوفًا من سيطرة جماعة الإصلاح على المشهد، ثم تعود لتتذكر وتعيد الحسابات عن ضرورة دعم مشروع انفصالي خوفًا من بقاء الوحدة. وما إن تشرق شمس الصباح إلا وقد رغبت بدعم مشروع وطني كبير آخر خوفًا منها على ضياع مشروع الوحدة، وعلى هذا الحراك.
تأتي الخلاصة في أن المملكة تكذب عندما تقول إنها تدعم اليمن، ويزيد بالكذب المسؤولون اليمنيون أكثر عندما يروجون لتلك الادعاءات الزائفة. فكيف لبلد ممزق يعيش معظم سكانه تحت مستوى خط الفقر وتحاصره الحروب والمجاعات والأزمات وآثار النزوح من كل زاوية على مدى عقد من الزمان، ثم تأتي تلك الدولة لتعلن رأفتها باليمن وتدعمه بمبلغ مليار دولار وبالتقسيط المريح؟ فهل من المنطقي أن يغطي ذلك المبلغ الزهيد أبسط النفقات التشغيلية، ناهيك عن الالتزام بصرف مرتبات الموظفين لوطن يعيش بمؤسسات وميزانية وموارد معطلة، فيما تدفع الشقيقة الكبرى أضعاف ذلك المبلغ لمجرد التوقيع مع لاعب محترف لمدة موسم واحد في أحد الأندية الرياضية المحترفة؟ مالكم كيف تدعمون؟