إنهم التجسيد الحقيقي لسوء المنقلب
الاحد 29 ديسمبر 2024 - الساعة 10:36 مساءً
رائد عبدالكريم المليكي
مقالات للكاتب
القيادات الوطنية تلك التي يراهن عليها اليمنيون، وهي تتناسى جراحهم وأوجاعهم ومشاكلهم التي لا حصر لها ولا عدد، فيما يهرولون بالعشرات للمشاركة في إحدى المؤتمرات الدولية المتعلقة بالتغيرات المناخية، للمساهمة في مناقشة الكوارث المترتبة وإيجاد الحلول المناسبة للحد من تفاقمها أو توسعها؟
يأتي التساؤل الأهم هنا: من هو المؤتمر السخيف الذي يقبل كل ذلك العدد من المتسكعين في صفوفه، الذين لا مهنة لهم ولا عمل ليبحث معهم ماهية السبل المتاحة لإخراج كوكب كبير مثل الأرض من محنته المناخية التي هو فيها، بينما هؤلاء القادة أنفسهم لم يقدروا على إيجاد أي حل يذكر لمشكلة وحيدة من مشاكل مواطنيهم المتراكمة في الجزء البسيط الذي يقع تحت سيطرتهم؟
أي قادة هؤلاء الذين يطمح العالم ليمثلوا طوق نجاة يخرجون سكانه من المخاطر المحدقة بهم، وهم وعلى رغم كثرتهم لم يستطيعوا إيصال مشروع المياه للحارات والمناطق التي يحكمونها، وفشلوا في صيانة محطات الكهرباء، وعجزوا في معظم الأوقات عن توفير الوقود الخاص بتشغيل تلك المحطات؟
من الذي دلس على قيادة المؤتمر المناخي في باكو بأن هناك في زوة اليمن يوجد قادة وعلماء مؤثرون يستطيعون منح العالم الحلول الجذرية الملائمة للوصول إلى عالم خالٍ من الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية، فيما لم يقدر أي مسؤول منهم على الجلوس في الداخل اليمني لممارسة مهامه وخدمة شعبه كما يفعل الملايين من قيادات ومسؤولي العالم؟
يعتمد العالم على خبراء حقيقيين لمعالجة مشاكله وإيجاد الحلول المناسبة بناءً على استراتيجيات وخطط يسخرون لها كل الإمكانيات لتحقيق الرضا العام، فيما يعتمد القادة اليمنيون على سيل كبير من المطبلين والملمعين الذين لا تمر عليهم يوم إلا ويدشنون لهم وضع حجر الأساس لعشرات المشاريع، ويفتتحون معهم أعرق الجامعات ومراكز البحوث والدراسات، ويحتفون ببراءات الاختراع التي يحصلون عليها من أعتى المعاهد البحثية..
. كل ذلك الزيف والتزيف يمارسونه مقابل الحصول على فتات الريالات أو الدولارات، فيما المسؤول على الحقيقة لا يساوي درهمًا ولا دينارًا، ولم تكن كل تلك الإنجازات التي جرى تسويقها سوى حملات دراماتيكية مزيفة لغرض الحصول على رضا وكسب ود الجماهير التي تعرف أساسًا أن الماء دائمًا يكذب الغطاس.