إلى روح سلطان الصريمي حارس الحُلم وفارس الكلمة

الاثنين 30 ديسمبر 2024 - الساعة 08:35 مساءً

 

من يقل ان سراج الدار غاب

او وقف قلب المدينة .

         لا اصدق 

هذا نور الكل قلب الكل يأبى ان يغيب .

 

ابا غسان انت لست أسطورة تُروى كأساطير الأوليين؛ تُنسجها الأوهام أو تصوغها الأقلام، بل إنسانٌ من تراب الأرض وسماوات الحُلم، أسطورة من لحم ودم، صوتٌ هادرٌ وصورةٌ حيّة، انشودة تتردد على مسامعنا سوف نتوارثها جيلا بعد اخر ، انت اليمن بثرائه وتنوعه ، باحزانه وافراحه بكل تضاريسه . 

 

فقد عشناك نورا ونبضا وانشودة لا تموت ، سنبقى نُغنيك مجدا وخلدا 

أبا غسان  .. يا سُمرة التراب وصلابته، وبوصلة الحُلم وعناده، يا رايةً تخلق للعدم معنى، وبيرقًا يسمو  فوق الزمان والمكان، يا سيّد الرجال والمواقف؛ حاضرًا وغائبًا، أنت الفصل الذي لا يُطوى من كتاب الحرية، والنشيد الذي يتردد صداه إلى آخر مدى.

 

كنت وجها مضيئا للمثقف الذي عاش حياته ملتزما بقيم الحق ،  كنت الصورة الاكثر القا ووضوحا  للمثقف الانسان  لا يساوم ولا ينافق على قيم ومبادىء تربى عليها وعاش حياته كلها مناضلا ومدافعا عنها متجاوزا حدود الخوف والتردد والصمت ..

 

 

كنت المثقف النموذج الذي لم ينحني ولم ينكسر او يتراجع حتى في اللحظات الاشد قتامة والاكثر سواد  والاعلى يأس ، كنت دوما كبيرا ومرتفا وشامخا  كجبل (منيف ) وقدر الكبار ان يكونوا كبار في كل اللحظات الفاصلة والفارقة فهم القوة الدافعة والناهضة لحركة الشعوب والامم .

 

قرأناك قلما كثير الشعر  كثيف الثقافة عميق الانتماء ، عرفناك كلمة والرجل هو كلمة ، والكلمة نور ودليل تتبعه الامة ،  شرف الله هو الكلمة.

.

وسنحتاج دهرا لتلد اكليلة يمنية رجل بمواصفات  سلطان الصريمي ، ورغم هذا الرحيل المؤلم  فإن صوته سيظل حاضرا بيننا يعلمنا الثبات على الموقف و يمنحنا القدرة على النهوض في لحظات الانكسار والارتكاس والوهن .

 

هنيئا لك ايها الراحل العظيم والجليل  لُقياك شهيد الكلمة والموقف والنضال رفيقك الاقرب والاعز الشهيد جارالله عمر ، نسأل الله تعالى لكما الرحمة والمغفرة والجنة 

111111111111111111111


جميع الحقوق محفوظة لدى موقع الرصيف برس